القضاء على العنف – بقلم : د. هند الشومر
لا يزال العنف ضد المرأة والفتاة من أكثر انتهاكات حقوق الانسان شيوعا في العالم، إذ إن التقديرات تشير الى أن 736 مليون امرأة على مستوى العالم (أي واحدة من كل ثلاث نساء تقريبا) وقعن ضحايا للعنف الجسدي او الجنسي مرة واحدة على الاقل في حياتهن، وهذه الآفة تفاقمت في بيئات مختلفة، بما في ذلك أماكن العمل والمساحات عبر الانترنت، وتفاقمت بسبب آثار ما بعد جائحة كورونا والصراعات وتغير المناخ، ويكمن الحل الى حد كبير في الاستجابات القوية التي تستثمر في الوقاية، وحددت الجمعية العامة للامم المتحدة يوم 25 نوفمبر «اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة» بالقرار رقم 134/54، والهدف من هذا اليوم هو رفع الوعي حول مدى المشكلات التي تتعرض لها المرأة حول العالم مثل الاغتصاب والعنف المنزلي وغيره من أشكال العنف المتعددة.
ويمثل «اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة» بداية لحملة «اتحدوا الأممية» والتي تمتد الى 16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة والفتاة، وتنتهي هذه الحملة يوم 10 ديسمبر، والذي يحتفل به العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وتهدف الحملة الى رفع مستوى الوعي بالآثار السلبية التي يسببها العنف والإساءة على المرأة والفتاة، وتخليص المجتمع من الإساءة بشكل دائم.
وأشارت الهيئة العامة للامم المتحدة للعنف ضد المرأة انها جائحة عالمية بعدة أشكال، سواء كان جسديا او جنسيا او نفسيا، ويطرأ في كل مكان من الاماكن العامة والخاصة، وعرفته الأمم المتحدة في العام 1993 في إعلان القضاء على العنف ضد المرأة بأنه فعل عنيف قائم على النوع الاجتماعي ويؤدي الى او يحتمل ان يؤدي الى أذى جسدي او جنسي او ذهني او معاناة للنساء، بما يتضمن التهديد بأفعال كهذه والاكراه او حرمان المرأة اعتباطيا من حريتها سواء على صعيد شخصي او عام.
إن من حق المرأة او الفتاة ان تعيش من دون التعرض للعنف والتمييز المجحف والتمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة الجسدية والنفسية والحصول على التعليم وحيازة الممتلكات والتصويت والحصول على أجور متساوية، وكرّم الله المرأة ورفع قدرها ومنزلتها واعطاها حقوقها كاملة، ولم يعن ان تكون القوامة بيد الرجل ان له حق اهانتها او ظلمها، وانما جعل ذلك ليذود عنها ويحيطها بقوته وينفق عليها، واحترم الاسلام شخصية المرأة، فهي مساوية للرجل في اهلية الوجوب والاداء، مما حمى به الاسلام المرأة من العنف الجسدي ان حرم قتلها في الحروب، وغضب النبي عليه الصلاة والسلام حين ضربت امرأة في عهده، ومن مظاهر حمايتها من العنف النفسي تكريمها بعدم خدش مشاعرها وأحاسيسها وحفظ كرامتها وترك رميها بالعيوب او الاشمئزاز منها، ان لكل فرد من افراد المجتمع دور في منع العنف ضد المرأة، سواء كان في المدرسة او في مكان العمل او في الحياة الاجتماعية العامة، ولنعمل معاً في القضاء على العنف.