“قانون تنظيم الإعلام الإلكتروني بين الواقع والقانون”
بات من الواضح للمتابعين الشأنَ الإعلامي أن الإعلام الإلكتروني جزءٌ أصيل لا يتجزأ من المنظومة الإعلامية بشكل عام، لاسيما في وطننا الشامخ الكويت، والتي أصبح بها الإعلام الإلكتروني يحظي بأهميةٍ واقعيةٍ بين صفوف الكويتين لما له من مكانةٍ وأهميةٍ في احتواء العديد من القضايا المختلفة، الفكريةِ منها والثقافيةِ والإعلامية، حتى أضحى الأمرُ ملحاً لقانون يحتويه ويحميه ويدعمه وينظم عمله، إلى أن جاء قانون رقم “8” لسنة 2016م. والذي يضمُ 27 مادةً لينظم الإعلام الإلكتروني، الأمر الذي أسعد كل العاملين في مجال الإعلام، على أملِ أن يُلبي طموحاتهم في تنظيم العمل الإعلامي الإلكتروني ويسانده، لكن الرياحَ جاءت بما لم تشتهِ السفنُ، حيث كان الهدفُ من القانون نبيلاً وسامياً، لكنه استغل بالطريقة الغير مطلوبة، وبقيت بعضُ بنوده تراوحُ مكانها، ولم تحظَ بالدعم المعنوي والمادي، علماً بأن ثلاثةَ وزراء شغلوا حقيبة وزارة الإعلام الكويتية، لكنهم لم ينتصروا أو يدعموا الصحف الإلكترونية رغم أهميتها وما تقدمه من خدمات اعلامية وثقافية للمجتمع الكويتي، وأصبح من اللافت للنظر تقصيرَ وزارة الإعلام في هذا الجانب، حتى أن الإعلانات الحكومية تعتمد دائماً على الصحف الورقية ولا تعطي بالاً ولا اهتماماً للصحف الإلكترونية، رغم أن في كثير من الأحيان تتفوق الصحف الإلكترونية عن الورقية في سرعة النشر ودقة المحتوى وكثرة الأخبار ومصداقيتها، علماً بأن الصحف الورقية تصيغ اخبارها مره في اليوم ، وفي المقابل نجدُ صحفاً الكترونية تعمل بمعدل 16 ساعة يومياً وتصيغ أكثر من 100خبر في اليوم، فلذا كان من باب أوْلى أن تُوْلي الحكومة ووزارة الإعلام الكويتية اهتمامها لمن يستحق الإهتمام ، وأن تساوي الصحف الالكترونية والورقية من جانبٍ، وبين مَن يعمل ليلاً ونهاراً من أجل النهوض والرقي بالإعلام وتقديم الأفضل للمتابعين.
وفي السياق نفسه نضعُ تساؤلاً لوزير الإعلام الكويتي محمد ناصر الجبري، ألم يَحِن الوقت لأن تنصف الصحف الإلكترونية وأن تكون عند حسن ظننا بك، حيث لم نعهد عنك الإ نصرة الحق وانصافه.
أما الأمر الذي أثار استغرابنا ويجعلنا نخاطبك معالي الوزير، حول سماعنا للمعلومات التي تفيد بايعازك بتقنين اصدار التراخيص للصحف الإلكترونية، ووضع شروطاً جديدة تُقيّد عملها، فهل هذا الأمر صحيحاً أم أنه مجرد اشاعات رُوّجت للنيل من صحفنا الإلكترونية..؟؟
نأمل منك الإجابة العملية على تساؤلاتنا، حيث أننا نعلم صدق نواياك واخلاصها في سبيل خدمة الإعلام، لا سيما الإلكترونه منه، وأنك دائماً تقف بجانب الحق وتدفعُ عنه الظلم.
وتبقى تساؤلاتنا مطروحة حتى نجد منك الوقفة الجادة والحقيقية معنا.
بقلم: عبد الرحمن فهد الحزيم
