عشرات الضحايا ومساعٍ إسرائيلية لإعادة إقامة المستوطنات في قطاع غزة
يحقق الجيش الإسرائيلي في دخول دانييلا فايس، وهي رئيسة حركة استيطانية متطرفة، إلى غزة الأسبوع الماضي، خلافا للبروتوكولات المتبعة ومن دون علم قيادات الجيش.
وتجاوز جنود إسرائيليون في غزة رؤساءهم لمساعدة زعيمة حركة «نحالا» الاستيطانية في دخول القطاع، لمسح مواقع المستوطنات التي تسعى لإقامتها، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.
وأفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية، بأن دانييلا فايس، التي تسعى لإعادة الاستيطان شمال غزة، قامت بجولة في الجانب الإسرائيلي من السياج الحدودي مع القطاع مع آخرين يوم 13 نوفمبر الجاري، ثم «عبرت المجموعة بعد ذلك الحدود وقطعت مسافة داخل القطاع».
وأضافت أن فايس «اتصلت بجنود تعرفهم قرب ممر نتساريم وسط غزة، أرسلوا بدورهم سيارة لنقلها وزملائها إلى عمق القطاع».
وقالت فايس للإذاعة الإسرائيلية إن «المستوطنين المحتملين مستعدون لإعادة توطين غزة في أي لحظة».
وكانت قد قالت خلال مؤتمر صحافي في أكتوبر الماضي إن حركة «نحالا» أنشأت 6 مجموعات استيطانية تضم 700 عائلة، مستعدة لإنشاء مستوطنات جديدة في غزة إذا سنحت الفرصة.
وأوضحت: «جئنا إلى هنا لتوطين قطاع غزة بالكامل من الشمال إلى الجنوب، وليس جزءا منه فقط».
ولتحقيق هذه الغاية، أعربت فايس عن دعمها لطرد سكان غزة، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة.
في غضون ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على غزة، وبخاصة في شمال القطاع، فيما نسف جيش الاحتلال مباني بالقرب من محور نتساريم في الوسط.
ووقعت انفجارات شمال مخيم النصيرات ومنطقة المغرافة وسط غزة نتيجة نسف مبان بالقرب من محور نتساريم الذي يفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوب القطاع.
من جانب آخر، قتل 3 فلسطينيين وأصيب أكثر من 24 آخرين في قصف إسرائيلي على منزل بمحيط خيام النازحين في مدينة خان يونس جنوبي غزة.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بمقتل ما لا يقل عن 19 شخصا بينهم أطفال، في غارات إسرائيلية وقصف مدفعي عنيف على مناطق مختلفة في القطاع. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس «استشهد 19 مواطنا وأصيب اكثر من 40 آخرين وغالبيتهم في ثلاث مجازر في سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة».
وفي سياق متصل، قالت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» بغزة في بيان أمس إن «حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع ارتفعت إلى 44176 شهيدا على الاقل واكثر من 104473 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023 مشيرة الى ارتكاب الاحتلال «٧ مجازر جديدة أوقعت أكثر من ١٢٠ شهيدا».
في هذه الأثناء، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنهاء استخدام الاعتقال الاداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة. وقال كاتس في بيان مساء أمس الاول إنه قرر «وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية في واقع تتعرض المستوطنات اليهودية هناك لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، ويتم اتخاذ عقوبات دولية غير مبررة ضد المستوطنين».
وأضاف «ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ خطوة خطيرة من هذا النوع ضد سكان المستوطنات».
إلى ذلك، نقلت صحيفة «اي نيوز» عن مصدر إسرائيلي قوله إن مذكرة المحكمة الجنائية ستصعب سفر نتنياهو إلى أوروبا نظرا لحاجة الحكومات للتعامل مع القرار.
من جهته، رحب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، معتبرا أنه «قرار شجاع».
وقال اردوغان في خطاب بمدينة اسطنبول أمس «ندعم مذكرة التوقيف. نرى أنه من المهم تنفيذ هذا القرار الشجاع من جانب كل الدول المعنية بالاتفاق (معاهدة روما) بهدف تجديد ثقة الإنسانية بالنظام الدولي».