اهدأ.. أنت إلى أين؟ – بقلم : أ. جاسم محمد الخطاف
تــدور عجلــة الزمن بسرعة مذهلة.. وكلما زاد علمك اختفت منك الرغبة في الجدال، وكلما نضج عقلك ظهر فيك خلق التغافل وإعــادة النظر في كل شيء والدنيا زائـلـة فاهدأ فقد نكـاد لا ندري أين ومتى تتــوقف عجلة الزمن، وكل منا يسعى ويكدح ويركض وراء الدنيا وكثيرا منا تأخــذه بعــيدا، فلا يفيق من زخارفها إلى أن تتــوقف عن الدوران، ولذلك يتعين على كل منا أن يسأل نفسه سؤالا بكل صدق وصراحة أنت إلى أين؟ لقد منحنا الله سبحانه نعما لا تعد ولا تحصى من خيراته، من وطن آمن، أهل وعزوة، مال وبنين، وقيادة رشيدة تخشى الله في رعاياها وفرت لهم العلاج والتعليم والسكن والأمان.
الحمد لله على نعمه الكثيرة وأكبر نعمة هي نعمة الإسلام، الحمد لله ما حيينا، الحمد لله في كل وقت وحين، أفلا تشكرون، أنعم علينا بالنفط من باطن الأرض فلا نشقى ولا نمد أيدينا. أصبحت الكويت ملاذا لكل محتاج ومقصد لكل من يبحث عن عمل شريف، فيجد أهلا مثل أهله ووطنا مثل وطنه، وديرة ينعم فيها بالحياة الكريمة والأمن والأمان، والقيادة الرشيدة وضعت الدستور والمواد الدستورية التي كفلت للشعب حقوقه، وقد نصت المادة الثامنة من الدستور على أن «تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة»، والمادة الحادية عشرة «تكفل الدولة المعونة للمواطنين»، فأنت آمن في وطنك لديك قوت يومك وغدك ومستقبلك فقد حيزت لك الدنيا.
قــف عزيزي الـقــارئ لحظة واطرح على نفسـك الســؤال وابحث عن الإجابة داخـلـك، أنت إلى أين؟ إلى أين تسير وتتجه، أين أنت الآن وما طموحاتك وأحلامك؟ ماذا قدمت وماذا أخرت؟ كل منا على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره. نحمد الله على وطننا الكويت ونتدبر فيما نحن فيه ولا نتمرد أو ننظر إلى نصف الكوب الفارغ، فالنصـف الآخر مليء، وهذا هو التفاؤل بغد أجمل وأفضل لأجيالنا القادمة ولا شك أن القيادة الرشيدة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ صباح الخالد، حفظهما الله ورعاهما، والحكومة تعمل بكل جهد وصبر وعزيمة من أجل غد أفضل في زمن اهتزت فيه دول عظمى وانهارت دول كانت كبيرة وقوية ويجب علينا أن نقف وراء قيادتنا لتعبر بنا إلى بر الأمان ويتعين على كل منا في مجال عـمله أن يتقي الله في كل شيء وأن يتــقدم ويتطور ودائما يسأل نفســه أنت إلى أين.. اهدأ.. أنت إلى أين؟