السفير الفرنسي: شراكة جديدة مع «الوطني للثقافة» لتحليل المباني التراثية
أعلن السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه غوفان، عن إطلاق تعاون جديد بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمركز الفرنسي للبحوث في شبه الجزيرة العربية والشركة الفرنسية آركايوس، حيث ستقدم هذه الشراكة برنامج تدريب رائدا مصمما لتمكين المهندسين المعماريين وعلماء الآثار الكويتيين من الأدوات والخبرة اللازمة لتحليل ومسح المباني التاريخية والهياكل التراثية قبل ترميمها.
وأضاف خلال محاضرة حول ترميم وحفظ التراث الثقافي أول من أمس، أن البرنامج يمزج بسلاسة بين المعرفة النظرية والخبرة العملية، مما يوفر للمتدربين رؤى لا تقدر بثمن تحت إشراف مدربين مخضرمين وخبراء متحمسين، من خلال التركيز على البقايا المعمارية، تسلط المبادرة الضوء على التاريخ الغني للمنطقة وتطور الاستيطان البشري.
وذكر أن المنهجية المعتمدة لهذا البرنامج رائدة، حيث تستخدم مناهج لتحليل مجموعة متنوعة من الهياكل سواء كانت عسكرية أو دينية أو مدنية أو منزلية أو جنائزية أو قصور، ويتم الكشف عن القصة الفريدة لكل مبنى، والتي تشكلت من خلال التدخل البشري والقوى الطبيعية بمرور الوقت، من خلال هذه العملية الدقيقة.
وأشار إلى أن إجراء التدريب يتم في منازل الغربلي ونجف بن محمد رضا التاريخية في السوق القديم بالمباركية على مدى 10 أيام، وسيقوم المشاركون بمسح هذه المباني التاريخية لكشف تاريخها، وإنشاء جداول زمنية لاحتلالها وبنائها، واقتراح إعادة بناء العناصر المعمارية المفقودة.
وأوضح أن البرنامج ARCHAÏOS يدار بالشراكة مع CEFREPA وNCCAL، ويزود البرنامج المتدربين بمهارات متقدمة في رسم الخرائط الأثرية والتسجيل الرقمي باستخدام التقنيات المبتكرة والإستراتيجيات للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه، وتشتهر ARCHAÏOS، وهي شركة أبحاث علمية فرنسية متخصصة في التراث الثقافي والآثار، بخبرتها في الحفاظ على المباني والتزامها بمشاركة المعرفة.
وذكر أن برنامج التدريب يعد جزءا من تعاون أوسع نطاقا رعاه المركز الأوروبي لبحوث الآثار والمتاحف والمجلس الوطني للثقافة والفنون منذ عام 2015 في مجالات الآثار والحفاظ على التراث الثقافي. وتشمل الإنجازات السابقة ندوات سنوية في مدينة الكويت مثل الندوة الأخيرة حول الثقافة المادية في شبه الجزيرة العربية، ومن المقرر أن يركز مؤتمر العام المقبل في أبريل 2025 على الهندسة المعمارية والهوية الوطنية.
واختتم قائلا إن الشراكة تدعم بعثتين أثريتين فرنسيتين كويتيتين جاريتين من أجل التنقيب عن دير المسيحيين في القصور ودراسة القلعة الهلنستية في جزيرة فيلكا، مشيرا إلى أن هذا التعاون لعب أيضا دورا رئيسيا في جهود الكويت لإدراج فيلكا على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وحقق هذا المشروع مؤخرا إنجازا مهما بتوقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والفنون والمتاحف والصندوق العالمي للآثار في نيويورك أغسطس الماضي.