في رثاء الغالي فيصل الجاسم – بقلم : محمد الصقر
في ريعان الشباب، انتقل إلى رحمة الله، الغالي فيصل يوسف الجاسم، كغيره من عباده البسطاء الشاكرين، ودعته جموع المحزونين، ولاتزال دعواتهم رصيده ليوم الدين.
وما يتراءى لنا أنه يعاود ردوده عليهم من آخرته لدنياه بعد فراقه، حيث عباراته تقول «أحبابي بدايتها والدي وإخوتي وأحبتي، كل بمسماه، بعد مفارقتي لكم استقبلني أحبابي بترحاب أجدادي وجداتي، أعمامي وأخوالي، أخواتي أولهم كنده وباقي معارفي الأقربون وإخوة جيلي، وكل من توقعتهم بانتظاري بعالم الآخرة، تحفنا ملائكة الرحمة ورحابة الرحمن، وشفاعة نبينا الهادي الأمين، وصحبه الصالحين دنيا ودين، مع صمت الجميع بانتظار يوم الحساب يتقدمهم شفاعة شهداء الكرام الراحلين، فلا تحزنوا علينا رحمة رحمن رحيم وأرددها معكم، لا حول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم».
أما نحن فليس لنا بعد رحيله المؤلم في ريعان شبابه بسن الـ40 عاما، تنازع فيها مرضه سنوات طويله، إلا أن نحاول الدعاء له بعد هذه النهاية الربانية واستسلامه للقدرة الإلهية، لعلها تكون شفاعة له وشهادة لأمثاله بدعوات الصالحين في عالمنا الصاخب، تضاف إلى رصيده من التعامل الصالح مع أهله وأصحابه المخلصين، كما برز ذلك يوم تشييعه وأيام العزاء بفراقه الحزين.
ولتكن هنا عبرة للآخرين العاملين والمتعاملين المشغولين بدنياهم عن آخرتهم، مبتعدين بذلك عن الهدي الرباني والنبوي الكريم.
فما أحوجنا في هذا الزمان أن نعود إلى صفات عباد الله العاملين بهذا الهدي العظيم، الاهتمام بالآخرة عبر المعاملات الطيبة مع أهل الدنيا. كما أن هناك الحاجة إلى اتباع القدوات الحسنة والرموز في كل المؤسسات التربوية والتعلـيمية حتى تنجو أجيال النقال مما يواجهونه من تأثيرات سلبية؟!
ولا نمـلـك اليــوم بوداع أعزاء علينا سوى دعوات صادقة لهم، وفاء بوفاء، والحساب عند خالق الخلق ورازقهم الرحمن الرحيم.