نهاية مسلسل “العميل” تقلب الموازين وتقسم رواد السوشيال ميديا
أسدل الستار على المسلسل السوري اللبناني “العميل”، النسخة المعربة والمقتبسة من المسلسل التركي “في الداخل” (Icerde)، بعدما تصدر بحلقاته الـ90 قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على منصة شاهد، بفضل حبكته الدرامية المشوقة الغنية بأحداث بوليسية مثيرة ومفاجآت غير متوقعة ممزوجة بأجواء رومانسية “غير مستفزة” كما هو المعتاد في الأعمال المعربة مؤخراً، فكان له نصيباً أكبر في جذب الجمهور والتربع على العرش طيلة 3 شهور متواصلة.
تميز العمل بإسناد الشخصيات إلى نجوم لديها قدر عال من الحضور والأداء المميز، فخرج بأبهى حلة وأفضل صورة من حيث القصة والبناء والشخصيات، فضلاً عن الإخراج المميز، للكاتبين رامي كوسا، وفادي حسين، صاحبا خبرة كبيرة وباع طويل في الأعمال الاجتماعية السورية اللبنانية، وتلك التي تتخذ طابعاً بوليسياً مشوقاً، أبرزها مسلسلات “النار بالنار” و”وصايا الصبار” و”نقطة انتهى”.
كان العمل بمثابة نقلة نوعية احترافية للدراما المعربة، بعيداً عن قصص الحب الاستفزازية التي تشبع بها الجمهور حتى التخمة، كما في “عروس بيروت” و”ستيلتو” و”الثمن” و”كريستال” و”لعبة حب”، فرغم أن هذه الأعمال حصدت نجاحاً جماهيراً كبيراً، إلا أن القالب البوليسي المشوق الذي ارتكز عليه مسلسل “العميل” انتفض على الرومانسية المبالغة وقصص الحب غير المنطقية، فكسب الرهان.
بداية من الحلقة الأولى، استطاع صناع العمل استقطاب المشاهد بأحداث مشتعلة، لتنتهي كل حلقة، كعادة رامي كوسا في أعماله، بنهاية تزيد تعلق المُشاهد بأحداث الحلقة التالية، وتُضاعف حماسه، وتجعله ينتظر بفارغ الصبر لما سيحدث لاحقاً.
نجح صناع العمل في خلق خطوط درامية مشوقة لثنائية تجمع بين شخصيتين متناقضتين، نقيب شرطة يتخفى كمجرم “سامر إسماعيل/أمير ثابت” ومجرم متخف بزي شرطي “وسام فارس/ وسام وغسان ثابت”.
هذا الشقيقان والغريمان في آن واحد، يفترقان منذ الطفولة، إذ يختطف “غسان” على يد “أيمن رضا/ حيان” أحد رجال رئيس المافيا “أيمن زيدان/ملحم شديد”، المتخفي خلف شخصية أخرى هي اللحام وصاحب مطعم فيترعرع وسام في كنفه ويصبح شرطياً ويزرعه جاسوساً له ضمن قوى الأمن الداخلي، في حين يزيف أمير” خروجه عن المسار البوليسي ليلتحق بمافيا ملحم للإيقاع بها والانتقام من ملحم الذي دمر عائلته، وأملاً في العثور على شقيقه الذي يبحث عنه طيلة حياته.
ومع توالي الأحداث يلتقي الشقيقان وتشتعل بينهما حدة العداء، وفي بعض الأحيان يعملان معاً من أجل الهدف ذاته، كإنقاذ والدة “أمير”، التي تؤدي شخصيتها النجمة السورية العائدة بعد غياب “يارا صبري/ميادة”، التي تعلق بها “وسام” دون أن يعلم أنها والدته التي تبحث عنه منذ نعومة أظافره، وكذلك “ميا سعيد/ نور” التي يقع في حبها، حتى يكتشف الشقيقان حقيقتيهما ويعملان معاً للإيقاع بملحم وزجه في السجن، إلا أنه يقتل نفسه عند وقوعه في قبضة الأمن، وينجح أمير بعد محاولاته المضنية إعادة لم شمل العائلة مجدداً.
ومع نهايته، انقسمت آراء المشاهدين، بين الإشادة والنقد، لكنهم اجتمعوا على شء واحد هو أن العمل يستحق المشاهدة، سوى أن إطالة الأحداث أصابت البعض بالملل.
كما غلبت المقارنة بين النسختين التركية والعربية على آراء العديد من رواد منصات التواصل، فمن شاهد النسخة التركية أولاً أصر على تفوقها على نظيرتها العربية، إلا أن هؤلاء الذين شاهدوا العمل لأول مرة بحلته العربية دون التركية، أكدوا على إعجابهم به وأشادوا بأداء نجومه، بل تعلقوا بالعمل بشدة، وبموسيقى التتر، فيما اختاره البعض وطالب بالتصويت له كأفضل مسلسل مشرقي يستحق جائزة “جوي أووردز” لعام 2025.
وكتب أحد المشاهدين ممن تابع النسختين العربية والتركية، أنه كان ينتظر الحلقات بفارغ الصبر، رغم معرفته مسبقاً بالأحداث، معلقاً: “أفضل مسلسل معرب صحيح كان يتضمن أشياء ضعيفة، لكن إيجابياته أكثر من سلبياته، مشيداً بالنجمين سامر إسماعيل ووسام فارس، واصفاً إياهما بـ”ثنائية رائعة” و “أحلى إخوة”.
ضم المسلسل مجموعة كبيرة من النجوم اللبنانيين والسوريين، على رأسهم أيمن زيدان، وسامر إسماعيل، ووسام فارس، ويارا صبري، وطلال الجردي، وعبدو شاهين، ورشا بلال، وميا سعيد، أيمن رضا، وسيناريو وحوار رامي كوسا، وإخراج بارباروس بيلغن.
نجوم المسلسل يحتفلون ويوجهون رسائل شكر
وبقالب كعك، احتفل نجوم المسلسل أيضاً بنهايته، ووجه كل منهم رسالة شكر لفريق العمل وزملائه والجمهور، فعبر وسام فارس عن فرحته بالتعليقات الإيجابية التي كان يتلقاها من الجمهور، وكتب: “لا أصدق أن القصة خلصت.. بشكركم على كم الحب والطاقة الإيجابية.
ونشرت ميا سعيد بعض الصور من الكواليس،معلقة: “النهاية.. أريد أن أشكر أحلى ممثلين عاشوا معي هذه التجربة الحلوة والصعبة”، واعدة جمهورها بعمل جديد قريباً وشخصية جديدة.
وكتب سامر إسماعيل: “الأشهر الماضية كانت مثل الحلم بسبب متابعتكم وتفاعلكم معنا بهذه الرحلة الشاقة والجميلة”.