اليوم العالمي للغة «برايل» – بقلم : د. هند الشومر
يستخدم المكفوفون وضعاف البصر لغة «برايل»، والتي سميت بهذا الاسم تيمنا باسم مخترعها الفرنسي لويس برايل (في القرن التاسع عشر) حيث إن هذه اللغة مكنت المكفوفين من قراءة الكتب والنشرات المطبوعة بالخط المرئي بما يكفل لهم الحصول على المعلومات المهمة مما يعد مؤشرا على الكفاءة والاستقلال والمساواة.
ويحتفل العالم في الرابع من يناير من كل عام باليوم العالمي للغة «برايل» بحسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والمعتمد في نوفمبر عام 2018 وذلك تكريما للويس برايل ولتأكيد أهمية القراءة والكتابة بالنسبة للمكفوفين وضعاف البصر والاعتراف بأهمية تلك اللغة في تمكينهم من التواصل مع الآخرين والحصول على المعرفة والعلم والتعلم.
وقد اخترع لويس برايل هذه اللغة لأنه فقد بصره في حادثة عنيفة تعرض لها بالثالثة من عمره بواسطة عصا مثبت بها مثقابين من ورشة عمل والده مما أثر سلبا على نظره. وإن اختراع لغة «برايل» أكمل النقص الذي يعانيه النظام التعليمي للمكفوفين مما جعلهم قادرين على القراءة والكتابة كغيرهم من الأشخاص العاديين.
وأصبحت لغة «برايل» تستخدم ليس في نسخ وكتابة الكتب والمنشورات فقط بل إنها تستخدم أيضا في الأماكن العامة مثل لوحات مفاتيح المصاعد ولافتات الأبواب وقوائم الطعام في المطاعم ولوضع العلامات على العناصر اليومية مثل الأدوية وكذلك تستخدم في كشوف الحسابات المصرفية وهذا يساعد المكفوفين على تحديد الأشياء بسرعة وتحديد مكان وجودها والحفاظ على سلامتهم واستقلاليتهم.
وتعتبر لغة «برايل» شفرة لمسية تمكن المكفوفين وضعاف البصر من القراءة والكتابة عن طريق اللمس مع وجود مجموعات مختلفة من النقاط البارزة التي تمثل الأبجدية والكلمات وعلامات الترقيم والأرقام. وتساعد ممارسة القراءة والكتابة بطريقة «برايل» على تحسين سرعة القراءة ويعتبر نظام «برايل» مقبولا عالميا للمكفوفين ويتكون من 63 حرفا وكل حرف يحتوي على عدة نقاط من نقطة إلى ست نقاط مرتفعة مرتبة في مصفوفة أو خلية ذات ست مواضع ويقوم نظام «برايل» بتجسيد الحروف على ورق خاص بنقاط ناتئة أو مقعرة يمكن تحسسها باللمس ويعبر عن كل حرف بتشكيلة من النقاط البارزة تطبع على الورقة بفضل ريشة خاصة تعرف بريشة برايل.
إن ما قام به لويس برايل قد أحدث ثورة في حياة الإنسان حيث أنه جعل المكفوفين يعتمدون على المعرفة غير المباشرة ومع زيادة معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة أصبح المكفوفون قادرين على الحصول على التعليم والتوظيف أسوة بالآخرين وبما يتناسب مع العصر.