بلا شك أن علماءنا المسلمين والعرب قدموا الإنجازات الهائلة لإسعاد البشرية في مختلف العلوم الطبية والكيميائية وفي الفلك وعلم النبات والفيزياء، إضافة إلى الاختراعات التي قاموا بابتكارها قبل ان ينهض المجتمع الغربي من سبات الجهل، لكن الآن نجد أنفسنا في ذيل ركب الحضارة بعد أن عانينا الاجهاد وعدم الدعم والاهتمام بالعلم والعلماء، لذلك عشعش الجهل على شعوبنا وأصبح أغلينا بعيش في أمية علمية.. بلا شك ان أول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي (اقرأ) حيث حثت المسلمين على العلم والبحث العلمي.. وقد نبه القرآن الكريم إلى التفكر في خلق الله وملكوته لنستدل على عظمة الخالق، ويجب على الدولة إذا ارادت ان ترتقي وتسابق الزمن ان تقوم بدعم البحث العلمي بكل ما تستطيع من ميزانيتها السنوية، كما يجب ان تشارك أيضا المؤسسات في مختلف تخصصاتها.
كذلك يجب ان تسهم المؤسسات الدينية ماديا كبيت الزكاة والوقف من باب الإنفاق في سبيل الله ومن باب الصدقات ايضا التي حث عليها الإسلام بفعل الخير بقوله سبحانه وتعالى (.. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان – المائدة 2).
وبلا شك ان العلم ارتبط بالمنفعة العامة للإنسانية.. ونحن نقصد بذلك العلم الهادف وليس العلم المدمر للحياة وافسادها ونقصد العلم الذي يسمو بالبشرية وإنقاذها من الكوارث والتقدم الصناعي والعلمي، والعلماء العرب والمسلمون كان تفوقهم بالعلوم، وذلك لأن ايمانهم بالله ثم بالتطور والمعيار كان التقدم والتفوق، وتتقدم الأمم في الحضارات العلمية والصناعية.
لذلك على دولتنا الكويت الحبيبة ان تعيد ترتيب اوراقها في دعم العلم وان تزيد مساحة الشفافية والرقابة ليطمئن الناس، وأتمنى ان تكون هناك نقابات لرعاية البحث العلمي وان تكون بانتخابات عامة نزيهة وشفافة، وعلى كل نقابة ان تشرف على مؤسسة بحثية في نطاق تخصصها ضمانا للتخصص والفائدة الاجتماعية.
كما يجب على الافراد المبدعين أن يهتموا بمساهماتهم في هذا المجال، ونحن على ثقة بأن اصلاح القوانين سينمي البحث العلمي ويزدهر وينتشر في ظل كرم الدولة واهتمامها بالاتفاق على البحث العلمي والعلماء، وبلا شك ان علم الدولة سيرفرف خفاقا في المحافل العلمية العربية والدولية.
