شتاء بارد لاسع زمهرير ويمده وقرقفة – بقلم : وسمية المسلم
بعد انحسار قناع الصيف اللاهب خبت جمرة الهواجر وكفت الغزالة لفحات حرارة الصيف وجمرة القيظ ووهج الشمس بأشعتها تشع في ثغر السماء وخفت حدتها وحلّ علينا فصل الشتاء القارس البرد والزمهرير ويمده وقرقفة بشدة انخفاض درجات الحرارة المئوية وبرودته. وكلمة يمده كلمة عربية بمعنى جمد «بارد» وباللهجة الكويتية قلب حرف الجيم إلى حرف الياء فأصبحت یمده بمعنى الجو بارد، وكلمة قرقفة كلمة عربية مأخوذة من الأرقاف بمعنى القارس البرد الذي يقصقص أعضاء الجسم ويضعفه ويرعده من شدة البرد وانخفاض درجات الحرارة بسبب اختلاف نطاقات الضغط الجوي المرتفع والمنخفض.
لذا تهب علينا رياح الشمال والكتل الباردة القادمة من سيبيريا شمال قارة آسيا ومن أوراسيا (شمال قارة أوروبا وشمال قارة آسيا)، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي، وفي الكويت وخاصة في المناطق المكشوفة والمناطق الزراعية، وتسمى «المربعانية»، حيث تبدأ من شهر ديسمبر إلى شهر يناير، تشتد البرودة والهواء اللاسع البارد. ومع اشتداد البرد واليمده والقرقفة تستخدم مواقد التدفئة الدوة «المنقلة»، والدوة تصنع من النحاس أو الحديد وتبطن بالطين ثم يوضع الجمر «الفحم» بعد إشعاله، وقد تستخدم الأجهزة الكهربائية للتدفئة، لذا يجب توخي الحذر والحيطة عند استخدام أدوات التدفئة من أجل السلامة والأمن.
وفي فصل الشتاء تسقط الأمطار بصورة فجائية، وفي موعد غير منتظم وسريعة وتبدأ الأمطار في أواخر شهر أكتوبر في فصل الخريف وتعرف بأمطار الوسم «الوسمي» عندما تحتجب الشمس في سرادق الغيوم برعودها وبروقها تخطف الأبصار، وسحب ترسل الأمطار أمواجا لتكسو الأرض حلة قشيبة بأزهار الربيع بألوانها الزاهية المعطرة وعبيرها الفواح، نزهة النواظر والأبصار لتمنح جوانحنا المسرة والحبور، ونهيم فرحا ونطير بجناح السرور مرحا، هطلت علينا سحابة يضحك من بكائها الروض لتؤدي إلى غبطة النفس وتهللت الوجوه من الأنس والبهجة وصدر ملآن من الانشراح وبأثواب المسرة رافل. ربيع يفيض بشرا في العين وطلاقة في الوجه. ومع تعاقب الفصول الأربعة (الصيف، الخريف، الشتاء والربيع) بحركة دوران الأرض حول الشمس السنوية.
فصول الخيرات والبركات ونضج الثمرات هي نعم من نعم الله سبحانه وتعالى نعمة الطبيعة بخيراتها وثرواتها.
wasmiya_m@yahoo.com