أسيرين كويتيان كانا ضمن قوافل الأسرى الكويتيين القابعين في سجون النظام العراقي البائد عاشا حياة الأسر أسوةً ببقية الأسرى وتجرعا من ويلات العذاب والمهانة وشربا من كؤوس الفراق والغربة غربة الوطن والأهل اللتان كانتا أشد من وقع الحسام عليهما ، فتسلحا برماح الصبر والإيمان وبالثقة بالله بأنه عز وجل نصير المستضعفين وسيجبر الكسر مهما طالت ليالي الظلم والاستبداد وحياة الأسر فلا بد من ساعةً للنصر والفرج وهذا كان لسان حال جميع الأسرى الكويتيين.
في بادئ الأمر دعونا نتعرف على هاتين القامتين الوطنيتين فلزاماً علينا أن نسلط الضوء عليهما لما يتمتعان به من سمعةً طيبةً وذكرٌ عطر أثناء عملهما وبعده الأسيران المحرران هما:
الفريق أول ركن طيار م/ بندر سالم المزين رئيس الاركان العامة للجيش الكويتي سابقاً والفريق م/ عبدالله عيسى الرجيب الوكيل المساعد السابق لقطاع الأمن العام التابع لوزارة الداخلية واللذان يُعتبران من الهامات الكويتية التي يشار لها بالبنان وذلك لعطاؤهما اللا محدود خلال عملهما الدؤوب في السلك العسكري ويشهد لهما بذلك القاصي والداني.
لقد بات جديرٌ بنا التطرق إليهما لأسباب عدة لا يسع المجال لذكرها في هذا السياق القصير كي لا نهضم حقهما ولكن هذان الأسيران الكويتيان وبعد أن تم الإفراج عنهم ضمن الأسرى الضباط الكويتيون وبعد عودة الحياة العملية في دولة الكويت آثرىٰ على أنفسهم أن يستكملا حياتهم الوظيفية كلٌ منهم في مجاله العسكري لم يمنعهم جحيم ذكريات الأسر من استكمال العمل في المجال العسكري بل وتدرجا في السلم الوظيفي إلى أن وصلوا لأعلى الرتب العسكرية والمناصب القيادية وكانا مِثالاً يُحتذى به في العطاء والإخلاص وحب الوطن لقد تحاملا على جراح الأسر ووضعوا مصلحة الكويت نصب أعينهم وجعلوا من عبارة (الوطن لا يقوم إلا بسواعد أبناءه) شعار لهما وتسابقا لخدمة الوطن طوال الفترة الماضية وكانا محط إعجاب الجميع لتفانيهم وعطاؤهما في العمل.
الجدير بالذكر أن بوسالم و بوحمد يعتبران أخر أسيرين كويتيان في المجال الوظيفي بعد أن تقاعدا من عملهما قبل فترة وجيزة وبذلك يسدل الستار عن عطاء الأسرى الكويتيين الوظيفي ليكون ختامها مسك كما قيل سابقاً ، فشكراً خاص لهذان الشخصيتين اللتان لم تمنعهم ذكريات الأسر وعذابه من مواصلة العطاء ليؤكدان للجميع بأن الكويت تستحق الأفضل وشكراً لجميع من أعطى الكويت دون مقابل ،رحم الله شهدائنا الأبرار والمفقودين بواسع رحمته ومثواهم الجنه ونعيمها ودمتم سالمين للوطن الغالي الكويت .