يوسف التارُمي يكتب : الأزمة الخليجية و مرتزقة الإعلام! @ALTAROMi
الأزمة الخليجية و مرتزقة الإعلام! بقلم الاعلامي يوسف كاظم التارُمي
في كل يوم و نحن نتابع الأخبار الخاصة والمتعلقة بالأزمة الخليجية نلاحظ أن في داخلنا أمل لا يضعف بأن ما تمر به دولنا الخليجية ما هي إلا “سحابة صيف”، فتفاقم الأمور لأن تصل لمرحلة قطع العلاقات مع دولة قطر من قبل الأشقاء الخليجيين.. المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة و مملكة البحرين مؤشر خطير يكشف مدى ما حققته أطراف ذات مصالح خبيثة في نخر جسد وحدة مجلس التعاون حتى باتت هذه الوحدة هشة لدرجة إعلان قطع العلاقات بهذه الصورة!
فقبل سنوات تفاقمت الأمور بين قطر و جيرانها على الصعيد الدبلوماسي ولكن سرعان ما تم لم الشمل و تصفية النفوس حتى ظن الجميع أن هذه النقطة الساخنة التي وصلت إليها الأوضاع لا مجال للعودة لها من جديد، و لكن كيف يمكن أن تتدهور الأمور بهذه الصورة و بشكل مفاجئ تتحول الاجهزة الاعلامية لسيوف مسلولة لحرب إعلامية تم من خلالها تجنيد المحللين و المغردين للتحيز لطرف دون آخر بشكل لم نعهده في السابق؟ وكيف لشعوب جمعها الدين واللغة و العادات و التقاليد و التاريخ و الدم و النسب و المصاهرة و أكثر ان تتناسى كل ذلك فإنزلقت لقطيعة غريبة بين الأخ و أخيه!
معارك “التويتر” السخيفة و تفنن بعض الأطفال و الجهلة بإذكاء النار يجعل أي عاقل يتوقف ليتسائل! يا ترى من المستفيد من حملة مقاطعة قطر؟ ألا يكفي أن الصورة واضحة لأي متابع للأوضاع بأن هناك أطراف خارجية تصفق لما يحدث! و أن الحرب الإعلامية تم لها تجنيد جيوش إلكترونية “تقبض” من أجل أن “تغرد” بالباطل! او تستلم “المقسوم” مقابل الظهور باللقاءات وعلى الشاشات وبالإذاعات! لذلك باتت الأزمة الخليجية مادة إعلامية دسمة لـ مرتزقة الإعلام الذين يتكسبون من الأزمات و يأملون أن لا تنتهي الأزمة حتى لا ينقطع رزقهم “الزقوم” الحرام!
وللأمانة وللتاريخ و بعيداً عن السياسة والدبلوماسية وشخوصها.. فإن مبادرات أطراف الأزمة لإحتواء حالة الحزن الشعبي التي تعتبر جيدة للغاية من حيث مراعاة الحالات الإنسانية و الأسرية والإجتماعية و غيرها و لكن الإحتقان سيحتاج للمزيد حتى يتراجع و يختفي.. فما حدث و لا يزال يحدث خلق في النفوس غصّة الله وحده يعلم كيف من الممكن أن تزول، لكن الأمل موجود و معقود بحكمة قيادات دول مجلس التعاون الخليجي بمبادرة الحوار و إصلاح الخلاف.
المشهد مؤلم للغاية و للأسف فإن بعض المرتزقة المتكسبين مما يحدث يزيدون النار حطباً و بعض العامة من الناس بقصد او بجهالة يعمقون الجراح بين ابناء هذا الخليج العربي الأوفياء الأنقياء تراهم ينظرون بقلوبهم للسماء و في قلوبهم أدعية لا تتوقف بأن يصلح الله ما في القلوب ناهيك عن الدعوات المخلصة لشيخ الخليج سمو أمير البلاد أمير الحكمة الشيخ صباح الأحمد حفظه الله و رعاه لأن تكون وساطة سموه سبيلاً لإنقشاع هذه السحابة السوداء عن شعوب هذا الخليج العربي