إنا أنزلناه في ليلة القدر.. بقلم: د.عمر الشايجي

0

من روائع العمر أن تعيش لحظات تلك الليل معلقا رجاءك بالله، تاليا كتابه وقد طابت النفس وأحبت واشتاقت إلى الأنوار الربانية، تلاوة وقياما وتهجدا، وثناء وتمجيدا ل‍رب الأرض العالمين، وقد تربت الأنفس على الخشوع من كثرة ما قرأت وتدبرت في كتاب الله ومن الألطاف الربانية التي توالت عليه ليل رمضان ونهاره، وأوقات مباركات مضت: بين تسبيح وتهليل وتكبير وتحميد، فأنى لها ألا تدرك معنى الآية العظيمة وهي ترن بداخلها (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، تدمع العين وهي تستعرض أنه ما نزل القرآن إلا لسعادة البشرية دنيا وآخرة موجه وناصح، فيه العبر والقصص والوعد والوعيد والبشرى والنذير.

آن للأمنيات ان تتزاحم وتتسابق كل منها يقول أنا.. أنا ويجمعها المؤمن بقصده الغاية الكبرى في كلمات وجيزات، علمه النبي صلى الله عليه وسلم أن يرددها إذا شرفه الله بأن يعيش لحظات تلك الليلة العظيمة، ينحني وقد ارتفعت روحه تعانق السماء فرحا وبشرا وسرورا بما عند الله من الخير ويهمس بحب ورجاء: «اللهم إنك عفوّ تحب العفو فاعف عنا»، فإذا هو في ليلته كأجود ما يكون قولا وفعلا، يسابق الى الخيرات وإلى إسعاد المسلمين، متذكرا بأن الليلة هي في الحقيقة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.