رسوم جمركية جديدة.. تداعيات وخيارات المواجهة – بقلم : طارق بورسلي

0
بقلم : طارق بورسلي

أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية بنسبة 10% على صادرات دول مجلس التعاون الخليجي إلى الولايات المتحدة مخاوف اقتصادية حقيقية، خاصة في ظل التوترات التجارية العالمية وتباطؤ النمو الاقتصادي. وتعد هذه الخطوة تحولا في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، لاسيما أن واشنطن تمثل شريكا تجاريا رئيسيا لعدد من دول الخليج في مجالات البتروكيماويات، الألمنيوم، والمنتجات الصناعية.

من المتوقع أن تتأثر الصادرات الخليجية بهذه الرسوم من حيث انخفاض تنافسيتها في السوق الأميركية، مما قد يؤدي إلى تراجع في العوائد التجارية وزيادة الضغط على الشركات الخليجية المصدرة، كما قد تتأثر بعض المشاريع الاستثمارية المشتركة، لاسيما تلك التي أنشئت في إطار اتفاقيات تجارية تفضيلية سابقة.

لكن دول الخليج تمتلك خيارات استراتيجية للتعامل مع هذه التحديات، تبدأ بتسريع جهود تنويع الأسواق التصديرية، لاسيما نحو آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وتعزيز قدراتها الإنتاجية محليا لرفع القيمة المضافة للسلع.

كما يمكن اللجوء إلى القنوات الديبلوماسية لإعادة التفاوض حول الرسوم، أو السعي للحصول على استثناءات جمركية عبر اتفاقيات ثنائية.

في الوقت ذاته، يمثل القرار حافزا لدول الخليج لتطوير صناعاتها الوطنية وتوسيع قاعدتها التصديرية بعيدا عن الاعتماد على أسواق بعينها والتركيز اكثر على العنصر الوطني مهنيا وتكنولوجيا لتخفيض الاعتماد على العنصر الوافد ما قد يخفف الضغط على ميزانياتها في ظل تلك التقلبات.

وفي ظل عالم اقتصادي متغير، تبدو الحاجة ملحة أمام دول الخليج لإعادة صياغة استراتيجياتها التجارية بما يضمن مرونة أكبر في مواجهة القرارات المفاجئة، وتحقيق التوازن بين الانفتاح الاقتصادي والحماية الاستراتيجية للمصالح الوطنية.

gstmb123@hotmail.com

Leave A Reply

Your email address will not be published.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.