الدكتور طارق العلوي يكتب : الشيخ الشبيح @DrTariqAlalawi
كنت أضحك وأنا أقرأ التغريدات التي وضعتها في حسابك “الوهمي”، لكن في داخلي.. كنت أشعر بالأسى عليك.
شيخ بمكانتك وبمناصبك الدولية، ويلجأ إلى هذا الأسلوب من “التشبيح”!
وكل هذا لماذا؟! لأنني قلت لسمو الشيخ جابر المبارك “كفو يا بوصباح” بعد لقائه بقيادات وزارة التربية!
هل تظن أن المئات من التعليقات من حسابات وهمية بالسب والشتائم، سترهبني مثلا؟!
أتعرف ما المحزن؟.. من حق الناس التي لا تعرفني أن تسيء الظن بي. لكن ما عذرك وأنت تذكر جيدا أنه في يوم من الأيام، حين طأطأ الكثيرين رؤوسهم بعد سحب الجناسي وبعد “اعتذارك”، وأصبح من حولك يبحثون عن السلامة.. وقفت ودافعت عنك وعن شقيقك، وتحملت القضايا والملاحقات السياسية والتهديد بإسقاط الجنسية.. لأنني كنت أظنك على حق وأن الدولة كلها بأجهزتها ومؤسساتها.. تتآمر عليك!
***
قد تكون معذورا لو أنني أسأت إليك بكلمة، فرددت إلي الإساءة.
لكن أن تهاجمني أنت وشقيقك لأنني شكرت سمو رئيس مجلس الوزراء أو لأنني قلت بأن الرئيس مرزوق الغانم لا يمكن أن يخاطب سمو الشيخ جابر المبارك بكلام سيء!
الناس قالت “غيّر نهجه”، وأخذت تخمن الأسباب والتفسيرات، وهذا من حقهم، فأنا لم أفصح لهم.
أما أنت فما عذرك وأنت تعرف الحقيقة؟!
تعرف أن وزير الداخلية، الشيخ محمد الخالد، الذي لا أعرفه ولا يعرفني، والذي كتبت أسيء له وأقول: “انت يا محمد الخالد تبوس يد خالاتك جريا وراء المناصب”.
وبدلا من أن يجرجرني في المخافر، حضر عزاء والدتي، قبل سنتين، وجلس معي وقال ممازحا: “يشرفني أن أقبل يد خالاتي يا دكتور.. أما المنصب فهو من صاحب السمو الذي وضع ثقته فيني وأسأل الله أن أكون على قد هذي الثقة”.
تعرف أن الرئيس مرزوق الغانم الذي لم ألتق به في حياتي، والذي لم أترك تجريحا أو إساءة إلا ووجهتها إليه لسنوات عديدة، حتى كان آخرها تغريدة أقول له فيها “سود الله وجهك”.
ثم مقابل كل تلك الإساءات، يأتيني رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في المقبرة، يصافحني بحرارة ويهمس في أذني “انا جاي مخصوص علشانك.. عظم الله أجرك وتغمد الوالدة برحمته”.
تعرف أن سمو الشيخ ناصر المحمد الذي عملت في جريدة “الكويتية” ليلا ونهارا على إسقاطه وتشويه سمعته أمام الناس، بأنه كان أول المعزين في المقبرة مع السيد نايف الركيبي.
نعم طال عمرك، هؤلاء الناس “اشتروني” منذ سنتين، لكنهم لم يشتروني بأموالهم، وإنما اشتروني بأخلاقهم.
***
على عكس ما يظن البعض، من السهل جدا أن تكون معارضا، وأن تكون سليط اللسان وأن تشتم رئيس الحكومة أو تسيء لرئيس المجلس وغيرهما. وستحصل على الكثير من المديح والإشادة والثناء “عفية عليه.. والله شجاع ما يخاف..”
لكن من الصعب أن تكون إنسانا.. صاحب وفاء “يبين فيه المعروف”!
***
ختاما نصيحة نقولها لك..
تأكد بأن مهاجمتك لنا من خلال حساباتك الوهمية، لن تضرنا بل ستضرك أنت.
فالناس تقرأ وتتابع، وأنت لا تريد أن يقال عنك: “إذا اللي وقفوا معاه ودافعوا عنه بأسوأ أوقاته يسوي فيهم جذي.. عيل احنا لو نحطه بفريقنا مستقبلا اش بيسوي فينا”؟!