#مناهج_ملائمة.. مطلب أساسي لذوي #الإعاقة في #العام_الدراسي الجديد
الكويت– النخبة:
يعود آلاف الطلبة ذوي الاعاقة إلى مدارسهم، مع انطلاق العام الدراسي، يحدوهم الأمل في أن يكون عاما ناجحا بكل المقاييس، وتملؤهم الرغبة في الإنجاز والتفوّق من دون عراقيل تعيق المنظومة التعليمية.
ووفق ناشطين في مجال الاعاقة واولياء أمور، فإن كل عام دراسي جديد يعد تحديا جديدا بالنسبة الى طلبة «التربية الخاصة»، مشددين على ضرورة نشر التوعية في المؤسسات التعليمية حول كيفية التعامل مع الطلبة من ذوي الإعاقة.
في البداية، رأى علاء المخلافي، وهو ولي أمر لطفلين من الصم، أن المنهج الدراسي أول مشكلة تواجه أولياء أمور الطلبة الصم والمعلمين، موضحا أن المنهج لا يختلف عن مناهج المدارس العادية، رغم الفارق الكبير بين الطالب الأصم ونظيره العادي، إلى جانب فارق اللغة، حيث يستخدم الأصم لغة الإشارة فقط ولا يوجد منهج محدد لذلك ولا إشارة موحدة.
وأعرب المخلافي عن تطلعه وتطلع قطاع كبير من المعلمين الى تضافر الجهود لإصدار منهج خاص بالصم وكتب خاصة بهم تعتمد لغة الإشارة لتيسير وصول المعلومة لهم وحفظها وسهولة استرجاعها مستقبلا، إلى جانب تيسير تعلم لغة الإشارة بالنسبة الى أولياء الأمور الطالب الأصم وأقاربهم.
لَم تختلف احتياجات ومطالب زارعي القوقعة عن غيرهم، فبحسب ما ذكرته ممثلة حملة أولياء أمور زارعي القوقعة أمل الدمخي لـ القبس، فإن المؤسسات التعليمية تفتقر الى المتطلبات الواجب توافرها لهذه الفئة، مشيرة إلى عدم مواءمة المناهج في جميع المراحل الدراسية وحتى المرحلة الجامعية.
ولفتت إلى أن المباني لا تناسب ظروف إعاقتهم وتحتاج عزلاً للصوت والضجيج الخارجي، مطالبة بضرورة توفير نظام FM system في الفصول ومختبرات صوت ووسائل تعليمية حديثة.
وطالبت الدمخي بالمزيد من اختصاصيي التخاطب، ملمحة الى أن عددهم غير كاف ولا يغطي أعداد الطلبة، وأن تتواءم طبيعة الاختبارات مع ما يحتاجه زارع القوقعة.
ودعت الى فتح تخصّصات تلائم طلبة المرحلة الجامعية من زارعي القوقعة، وتخصيص مسؤول خاص لإرشادهم وتذليل الصعوبات التي تواجههم.
بدوره، طالب رئيس لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة العربية المفتوحة عمرو عادل، وهو من ذوي الاعاقة الحركية، بتوفير أرقام انتظار خاصة في مبنى القبول والتسجيل، فضلا عن المواصلات من وإلى الجامعة، نظرا الى عدم قدرة بعض الحالات على القيادة، الى جانب توفير طاولات خاصة لأصحاب الكراسي المتحركة في قاعات المحاضرات والاختبارات، وضرورة إخطار الدكاترة بتعاونهم في الامتحانات القصيرة بمساعدة اللجان الخاصة في كتابة الاختبارات في الموعد المحدد من دون تأجيل.
توفير احتياجات
في المقابل، حرصت بعض الجامعات الخاصة على توفير احتياجات الطلبة المنتسبين إليها من ذوي الإعاقة، فوفق ما ذكرته طالبة العلاقات العامة والإعلام بالفرقة الرابعة بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا سارة المرهون، فإن المرافق مجهزة لسهولة وصول الأفراد من ذوي الإعاقة إليها، مع وجود لجان خاصة للامتحانات ومنح الطلبة من ذوي الاعاقة أولوية التسجيل في المواد.
وأثنت المرهون على اهتمام الجامعة بتوفير وظائف للطلبة للعمل كدوام جزئي لمساعدة ذوي الإعاقة الشديدة منهم داخل الفصول الدراسية كالكتابة لهم مثلاً.
كما أشادت الطالبة عائشة مطر في جامعة الكويت ــــ تخصّص علم نفس، وهي من ذوي الاعاقة الحركية، بالمساواة في المعاملة بين الطلبة ذوي الإعاقة وأقرانهم الاصحاء من قبل أعضاء الهيئة التدريسية، فضلا عن حُسن تعاونهم معهم.
وثمّنت مطر الجهود الحثيثة التي تبذلها الجامعة لتسهيل المرافق والقاعات ودورات المياه لجعلها ملائمة مع ظروف ذوي الاعاقة.
ودعت الطالبة في الفرقة الثانية بكلية الإعلام في جامعة الكويت نور السعيدي الى احترام أبسط حقوقهم التي ينتهكها نظراؤهم الاصحاء، مثل اختطاف المصاعد ومواقف السيارات المخصصة لهم.
تحديات المكفوفين
ويهلّ العام الدراسي على فئة المكفوفين من المعلمين والطلبة، كما على غيرهم من أقرانهم في مدارس التعليم، وبينما أشاد أولياء الأمور بدور الكويت السباق في إنشاء مدارس خاصة بالمكفوفين تتعامل بطريقة برايل وتوفير كفاءات من المعلمين وغيرها من الامتيازات، حددوا جملة من النواقص والتحديات التي تعترض العملية التعليمية أهمها ضيق مبنى مدرسة المكفوفين للبنات.
ولفتوا إلى أن خضوع جميع المراحل الدراسية للمكفوفين لمدير واحد أمر يربك العملية التعليمية ويشتت المدير ويدخل إدارة المدرسة في دوامة ضياع إداري.
وطالبوا ايضا بمقصف مدرسي وفتح المجال أمام المكفوفين في المرحلة الثانوية لدراسة المواد العلمية وتوفير الأدوات المعينة؛ لتمكينهم من دخول المجال العلمي والتخصص بالوظائف التعليمية، شأن أقرانهم الآخرين وشأن المكفوفين في مختلف الدول العربية والأجنبية.
الدمج المجتمعي
شدّدت الدمخي على ضرورة التأهيل ونشر التوعية بجميع المؤسسات التعليمية للإداريين ومعلمين ودكاترة وطلبة زملاء ايضا عن زارع القوقعة، للحد من عزلته وخجله، وأن يكون مبدأ الدمج المجتمعي واقعا نلمسه وليس كلاما حبيس الأدراج، آملة في منحهم الفرصة لإثبات ذاتهم وقدراتهم.
آلات كتابة حديثة
طالب عدد من الطلبة المكفوفين بتوفير آلات كتابة حديثة مغايرة لآلة بيركنز التي أصبحت كثيرة الأعطال، ما يعطل مهارة الكتابة عند الطالب الكفيف لمدة أيام، وأحيانا أسابيع لحين تصليحها.
تأهيل المعلمين
بيّنت أمل الدمخي وهي ولية أمر لأول حالتي زراعة قوقعة في الكويت، أن بعض المعلمين يحتاجون الى توجيه وتأهيل لمعرفة من هو زارع القوقعة وكيفية التعامل معه، وآلية الشرح المناسبة لتوصيل المعلومة بشكل سهل وسلس له، لضمان فهم الطالب للمواد.
ما الذي ينقصنا؟
قال مغرد على حسابه في «تويتر»: في أوروبا يعتمد ذوو الاعاقة على أنفسهم من الألف إلى الياء، بسبب توفير الخدمات المتكاملة لهم في كل مكان (المنزل والشارع والمباني الحكومية والخاصة وكل وسائل النقل والمواصلات) دون الحاجة الى اللجوء إلى طلب المساعدة من الآخرين، متسائلا: ماذا ينقص حكومتنا الموقرة للقيام بمثل ذلك؟
وفّروا لنا الباصات
ذكر مغرد أن هناك قانونا صدر في البلاد عام 2010، يلزم شركات النقل العام بتوفير وتسيير حافلات مخصصة للمعاقين حركيا لكل مناطق الكويت، لكن لم تطبق أي شركة هذا القانون حتى الآن، مضيفا: نحن على استعداد لدفع رسوم الأجرة الخاصة بكل المشاوير والتنقلات، ونتمنى أن توفروا لنا الباصات!
مساكن للمعاقين
وجه مغرد سؤالا إلى وزيرة «الإسكان» والخدمات جنان بوشهري، مفاده: هل في خطة وزارتكم الموقرة القيام بتصميم مشاريع اسكانية خاصة بالمعاقين تتوافق مع حالاتهم المختلفة سواء كانوا متزوجين أو عزاب؟ خصوصا الحالات الحركية الشديدة حتى لو كانت منازل على سبيل التملك مستقبلا ووضع شروط مناسبة لعدم التصرف بها إلا من قبل هيئة الاسكان؟