يقول الشاعر فهد عافت في شطر من إحدى قصائده:(جنون أستقبل الورده من اللي يذبح الساقي)…!
في الشطر تقرير حقيقة رغم وضوحها لم تُستوعب استيعابًا يليق بوضوحها…!
وهي أن الرجل الذي تحتف حوله قرائن كثيرة تخالف ما يدعيه يجب ألّا تُوخذ دعواه دون الإلتفات للقرائن المحتفة به ومن يصدق دعواه دون الإلتفات للقرائن نادى على نفسه بالجنون…!
فمن يستقبل الورده التي ترمز لجمال لعاطفة والأناقة ممن يقتل ساقي الورود مجنون لأنه لم يأخذ بعين الاعتبار القرائن التي احتفت بالشخص والتي تدل دلالة واضحة أنه لم يقدم الوردة إلا لمآرب بعيدة كل البعد عن المآرب النبيلة التي تصاحب دائما تقديم الورود…!
والجميل في شطر فهد عافت أنه لم يتطرق لسبب وغاية مقدم الورود لأن التاريخ بماضيه وحاضره عوّدنا على نفاق الطغاة الذي يقدمون الورود وأيديهم تقطر دما من دماء الأبرياء…وإنما تطرق لمن يصدّق هذا النفاق ووصفه بالجنون…!
في ساحتنا السياسية المحلية كثير من مدعي المعارضة يقدمون ورود الإصلاح بعد أن ذبحوا المبادئ وتلطخت أيدهم وأجسادهم من أوحال الفساد لأنهم على يقين بأن النظرة الجزئية والتقييم الآني أبرز سمات المتابع البسيط للمشهد السياسي…ولو أنهم تقينوا بأن المتابع لا يقبل ورود الإصلاح دون النظر إلى القرائن التي تحتف بمقدميها واستدعاء تاريخهم لما أقدموا على هذا الفعل الذي يحمل في طيّاته استهتاراً واعترافًا -ضمنيًّا-بجنون مصدّقيه…!!!
عبدالكريم دوخي المجهول
@a_do5y
