خليجي انتحل صفة كويتي متوفى فحصل على جنسيته
- «الأب المزيّف» أقرّ بجريمته: تمتعتُ بالجنسية الكويتية منذ العام 1994
- أحد الأبناء المزيّفين… سوري حصل على الجنسية في 2004 وعمل في «الدفاع»
- أصـيب بالمرض في 2015 فأُرسِل إلى أميركا للعلاج على نفقة الدولة
- هرب إلى ألمانيا بعد انكشاف أمره وتم تسليمه بناء على كتاب الإنتربول الكويتي
- فتح حافظة أسراره وأدلى بأسماء سوريين وخليجيين حصلوا على الجنسية الكويتية
تزوير الجناسي… جنون وفنون.
بهذه العبارة كشفت مصادر أمنية لـ «الراي» عن قصة تزوير لافتة، بطلها شخص خليجي، انتحل صفة مواطن كويتي توفي خلال الغزو العراقي للكويت، لم يكن مقيّداً في سجل الوفيات، فحصل على جنسيته ومستنداته كافة، بل وأضاف إلى ملفه 11 خليجياً وسورياً على أنهم أبناؤه، وتقاضى مقابل ذلك عشرات آلاف الدنانير ثمناً.
تقول المصادر الأمنية لـ«الراي» إن طرف الخيط في كشف القضية، معلومات وردت إلى إدارة البحث والمتابعة التابعة للإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر عن طريق أحد مصادرها السرية، مفادها بأن خليجيا تقدم في العام 1994 إلى الادارة العامة للجنسية ووثائق السفر وأدلى ببيانات غير صحيحة، منتحلاً صفة مواطن كويتي توفي في أيام الغزو العراقي الغاشم، ولم يتم استخراج شهادة وفاة له ولم تثبت حالة الوفاة في سجلات الدولة، وتم دفنه في منطقة برية، إضافة إلى أنه لم يتزوج وليس لديه أبناء.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المعلومات انتهت إلى وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية والإقامة اللواء الشيخ مازن الجراح الذي أمر بضبط الواقعة، فتم تشكيل فرقة من رجال مباحث الجنسية، وبعد استصدار إذن من النيابة العامة تم ضبط الكويتي المزوّر، الذي اعترف بأنه «أكمل مسيرة» كويتي متوفى وانتحل صفته مستغلاً حسن نية الموظف في إدارة الجنسية، الذي تقدم إليه بطلب بدل (فاقد جنسية) وقدم له صورته الشخصية واستطاع استخراج جنسية كويتية باسم الكويتي المتوفى، وعليه استخرج المستندات الكويتية كافة باسم المواطن المتوفى، وبعد فترة تقدم بعقد زواج صوري إلى الادارة العامة للجنسية ووثائق السفر، تمهيداً لإضافة أشخاص في ملفه على أنهم أبناؤه وعددهم 11 فرداً، من بينهم خليجيون وسوريون، قبض منهم ثمن إضافتهم أموالاً طائلة، وتمت إحالة الكويتي المزوّر وأحد أبنائه المزيّفين إلى جهات التحقيق، فيما كان الباقون خارج البلاد.
ولفتت المصادر إلى أن من المفارقات أن أحد المزيّفين الـ 11 وهو سوري الجنسية، كان يتلقى العلاج في ألمانيا على نفقة الدولة منذ العام 2015 وتم التنسيق مع ادارة الانتربول الكويتي لضبطه، حيث تم تسليمه إلى مباحث الجنسية بعد ضبطه وفي حوزته مستنداته السورية الأصلية، وكانت المفارقة الثانية أنه لا يجيد التكلم باللهجة الكويتية، بل باللهجة السورية.
وأفادت المصادر أن المضبوط أقر بأنه دخل الكويت مرتين، الأولى في العام 1998 والثانية في العام 2000 بسمة زيارة عائلية استخرجها له شقيقاه السوريان المقيمان في الكويت، وفي سنة 2004 قام المزوّر الخليجي بالاتفاق مع وسيط سوري لإضافة شاب سوري إلى ملف جنسيته، وبالفعل دخل البلاد بسمة زيارة عائلية، ومن ثم قام الخليجي بإضافته إلى ملفه، واستخرج له جواز سفر وشهادة جنسيته وبطاقة مدنية مقابل مبلغ مبدئي يقدر بـ 15 ألف دينار، ومن ثم تقدم للعمل في وزارة الدفاع، وتم رفض طلبه كونه لا يحمل شهادة دراسية، وبعدها أخبره (الأب المزور) انه تم قبوله عسكرياً في وزارة الدفاع والتحق بالعمل هناك لعشر سنوات، وتمكن من التقدم إلى أحد البنوك بطلب قرض قيمته 30 ألف دينار سلمها لـ (الأب المزوّر) والسوري الذي ساعد على تجنيسه، حيث تقاسما المبلغ بينهما، مفيداً انه في العام 2015 أصيب بمرض وقد ارسل للعلاج في الخارج على نفقة الدولة إلى الولايات المتحدة الأميركية، حتى تم كشف أمره، وتم وقف علاجه، فهرب من أميركا إلى ألمانيا بجواز سفره الكويتي، حيث تم ضبطه بعد طلب الإنتربول الكويتي من السلطات الألمانية تسليمه.
ولفتت المصادر إلى أن المضبوط أدلى بجملة من الأسماء، من الجنسيتين الخليجية والسورية الذين حصلوا على الجنسية الكويتية بالتزوير، وقامت مباحث الجنسية بحصر الأسماء والتأكد من صحتها تمهيداً لضبطهم وإحالتهم إلى النيابة العامة.