لدي حُلم … للمهندس محمد بن خواش
“لدي حُلم”
أنصتُّ لخطاب مارتن لوثر كينغ “لدي حُلم” وهو الاسم الذي أُطلق على خطابه الذي ألقاه في عام 1963 عندما عبّر عن رغبته في رؤية مستقبل يتعايش فيه السود والبيض بحرية ومساواة، أصغيت لصوته وهو يقولها (I Have a Dream)، أصغيت لنبرة صوته وهو يكررها، أصغيت لكلماته بكل جوارحي فأثار ذلك شجوني.
بعد إصغائي لخطبته تلك، ذهبت لأقرأ مقولاته وخطبه وكل ماكُتب عنه، سحرتني كلماته، وألهمتني خطبه، (لدي حُلم) هزتني من الأعماق، فجعلتني أحلم أنا الآخر لعل الله يحقق لي أحلامي.
لدي حُلم بأننا سنكون قادرين على أن نبدد ظلام اليأس من وطننا بنور الأمل وبأننا سنكون قادرين على تحويل أصوات الفتنة التي تمزق مجتمعنا لفئات ومذاهب إلى صوت جميل من الإخاء.
لدي حُلم بأنه في يوم ما سيعيش أبنائي في مجتمع يعيش المعنى الحقيقي لعقيدته الإسلامية السمحة، لا يُحكم فيه على الفرد على أساس انتمائه القبلي أو العائلي أو المذهبي أو حتى المناطقي، إنما يحكم عليه من خلال ما قدمه لخدمة دينه ووطنه وبما تنطوي عليه أخلاقه.
لدي حُلم بأن أبنائي سيكبرون وسيتخرجون من جامعات مرموقة وسيتم تعيينهم بناءً على شهاداتهم وخبراتهم دون الحاجة لواسطة.
لدي حُلم بأنني لن أسمع أو أرى في المستقبل عن طائفي أو شيء اسمه (مجموعة ال 80) أو جاهل له من اسمه نصيب يطعن بانتماءات أبناء وطني.
لدي حُلم بأنه في يوم ما ستنهض الكويت مرة أخرى وستعود كما كانت عروساً للخليج و منارة للعلم والثقافة والأدب، وستكون مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا الأفضل على مستوى العالم.
لدي حُلم بأنّي سأستيقظ ذات يوم لأجد أن (البدون) قد نالوا حقوقهم وزالت معاناتهم وتمتعوا بخيرات بلادهم.
لدي حُلم بأنه قد أصبح لدينا مجلس أمه يمثّل الشعب يلبي طموحاته و يدافع عن حقوقه ويذود عن مكتسباته.
لدي حُلم بأنني في المستقبل لن أسمع عن البديل الاستراتيجي ولا عن العجز الاكتواري ولا عن سرقات صندوق المتقاعدين أو عن سرقات المال العام.
لدي حُلم بأننا أصبحنا في مصاف الدول المتقدمة في إدارة مواردنا البشرية واستغلال مواردنا الطبيعيّة، وأن اقتصادنا يقوم بسواعدنا دون الحاجة إلى الاستعانة بالأجنبي.
لدي حُلم بأن بلدي لم يعد رهينة لمصدر دخله الرئيسي وهو النفط وقد بدأ بتنفيذ مشاريع تنموية كبرى ذات جدوى اقتصادية واجتماعية تساهم في تنويع مصادر الدخل للبلاد وتوفر الكثير من فرص العمل.
على الرغم من كل تلك الصعوبات التي تمر بها بلادي لا يزال (لدي حُلم)، فيارب يسّر لبلادي السُبل لتحقيق أحلامي.
قال الشاعر
أُعللُ نفسي بالآمالِ أرْقُبُهآ
ما أصعبَ العيشَ لولآ فُسْحةُ “الأملِ”
أيّها الشريك في هذا الوطن المعطاء… لا تجعل أحلامي تنسيك آلاف النعم التي تتقلب بها صباح مساء، فاللهم لك الحمد والشكر عدد ذرات الكون في السموات والأرض وما بينهما وما وراء ذلك.
تفاءل فلا زال هناك زهرة آمل….
المهندس محمد بن خواش
Email: al-kawash@hotmail.com
Twitter: @mrq8i11
Instagram: mr_q8i111