تقرير: 4307 طفلا في مرحلة الرياض يعانون من مشكلات سلوكية متنوعة
الكويت – النخبة:
المصدر – القبس:
كشف التقرير السنوي لإدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية، عن معاناة 4307 تلاميذ في رياض الأطفال، من مشكلات سلوكية متنوعة خلال العام الدراسي الماضي، أبرزها الخوف والقلق والانطواء والتبول اللاإرادي والغياب واضطراب الكلام والعدوان والتخريب، مبيناً أنه تم التعامل مع تلك الحالات من خلال سجل الخدمة الاجتماعية والملفات الفردية.
أظهر التقرير، الذي حصلت القبس على نسخة منه، أن الغياب كان أكثر الحالات التي تم التعامل معها على مستوى المناطق التعليمية، وبلغ 1412 حالة، أكثرها في منطقة الفروانية التعليمية بـ471 حالة وأقلها في العاصمة التعليمية بـ160 حالة.
تعدد المشكلات
وبيّن أن الحالات الصحية احتلت المرتبة الثانية وبلغت 1033 حالة، أكثرها في مبارك الكبير التعليمية بـ359 حالة، وأقلها في الأحمدي التعليمية بـ82 حالة. وفي المرتبة الثالثة اضطراب الكلام بـ394 حالة، تليه مشكلات العدوان والتخريب وبلغت 299 حالة، ثم الخجل والانطواء بـ226 حالة.
وبينما أشار التقرير إلى أن إجمالي عدد الأطفال الذين تم التعامل معهم من خلال سجل الخدمة الاجتماعية بلغ 4307 أطفال، لفت إلى أن أكثرهم كان في «الفروانية التعليمية» وبلغوا 1305 أطفال، فيما اعتبرت «الأحمدي التعليمية» أقل المناطق في التعامل مع الأطفال من خلال السجل، حيث بلغوا 411 طفلاً.
وأوضح أن عدد رياض الأطفال في المناطق التعليمية الست بلغ 196 روضة، تضم 42 ألفاً و452 طفلاً ويعمل بها 97 باحثة اجتماعية فقط، ويعتبر أعلى المناطق عدداً في رياض الأطفال منطقة الفروانية وتحتوي على 39 روضة تلتها الأحمدي التعليمية بـ38 روضة.
وأضاف: يوجد أكبر عدد من الأطفال في «الأحمدي التعليمية» وبها 10945 طفلاً تتم متابعتهم من 9 باحثات اجتماعيات فقط، وجاءت حولي التعليمية أقل المناطق تركيزاً من حيث عدد الأطفال الذين بلغ عددهم 4501 طفلاً، ويلاحظ أن هناك نقصا في عدد الباحثات الاجتماعيات في أغلب المناطق التعليمية.
دور الباحثات
ويعتبر دور الباحثة الاجتماعية في رياض الأطفال من الأدوار الهامة، لذلك عند إعداد خطة العمل يجب أن تتسم بالواقعية والمرونة والتجديد والشمول والتكامل في مجالات الخدمة الاجتماعية الثلاثة: الفرد والجماعة والمجتمع.
وبما أن الخدمة الاجتماعية تعمل بمرحلة الرياض على تهيئة الفرص لقيام الروضة كوسيط تربوي واجتماعي في أداء رسالتها التربوية للأطفال، فإن دور الباحثات يستلزم مساعدتهن الأطفال على التكيف والانسجام داخل مجتمع الروضة لتكوين العلاقات الاجتماعية السليمة مع اقرانهم واكتساب أنماط السلوك والعادات السليمة، واستثمار كل الإمكانيات المتاحة داخل مجتمع الروضة، بما يسهم في إشباع حاجاتهم وتنمية مواهبهم، إضافة الى العمل على ربط البيت والروضة من خلال التفاعل الإيجابي بينهما، بما يسهم في تنشئة اجتماعية سليمة، والاهتمام المبكر بالحالات التي تحتاج تدخلا مهنيا والمساهمة في حل المشكلات التي يتعرض لها الطفل.
وذكر التقرير أن الكويت تعتبر في مصاف الدول التي حققت تقدماً كبيراً في مجال الاهتمام بالطفولة المبكرة، بل ورائدة في مجال رياض الأطفال مقارنة بدول الشرق الأوسط منذ 1936، في اطار اهتمام مجلس المعارف بالأطفال دون سن المدرسة، ناهيك عن ان الدستور حدد المقومات الأساسية للمجتمع في الأسرة والطفولة والنشء وجسد ذلك في المادة التاسعة التي تنص على ان «الأسرة أساس المجتمع، وقوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، يحفظ القانون كيانها ويقوي أواصرها ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة».
الاهتمام بالأطفال
وأفاد أنه من هذا المنطق الدستوري استمر الاهتمام برياض الأطفال، والعناية بتطويرها وتنميتها، باعتبارها أول مؤسسة متخصصة تتولى رعاية الطفل خارج محيط الأسرة، مع تحقيق تواصل حقيقي وفعال بين الروضة والأسرة، وذلك لتوفير الأمن النفسي للطفل، تأصيلاً للتوجه الوطني في رياض الأطفال.
وتابع «تدور الخدمة الاجتماعية المدرسية في هذه المرحلة حول تمكين الطفل من النمو الاجتماعي الذي يتفق مع حاجته إلى تكوين علاقات مع الآخرين على أساس ميله إلى إشباع احتياجاته عن طريقهم، ولذلك تتميز برامج النشاط بمحتويات تتفق وطاقته العقلية التي تتصف بنمو الذاكرة واللغة وربط تفكيره بالعلاقات بين الأشياء، والإفادة من الايقاعات الموسيقية والصوتية في اكتساب المهارات، لأنه ما زال في هذه المرحلة من مراحل النمو يعتمد على حواسه في التعليم.
كما تركز الخدمة الاجتماعية عنايتها على توفير أسباب الطمأنينة للطفل من خلال تهيئة احتياجاته الأساسية من ناحية، وعن طريق وضع الحدود العامة التي يمكن ان يتصرف في نطاقها وفق مستواه البدني والعقلي، ووفق المؤثرات الاجتماعية التي يتأثر بها في بيئته ومجتمعه، تلك المؤثرات التي تحتاج منا إلى وقفة تأمل وبحث ودراسة مما لها من تأثير مباشر على سلوك الطفل، إما بالسلب أو الإيجاب، التي برزت من خلال الممارسة المهنية للباحثات الاجتماعيات في رياض الأطفال مما يتطلب ضرورة تكاتف الجهود بين أطراف العملية التربوية الأسرية والمدرسية لمواجهة تلك المواقف السلبية، التي تؤثر مباشرة في سلوك الأطفال وتعيق نموهم النمو السليم.
وذكر أن الطفل في مجتمعنا الكويتي هو أغلى ما فيه، ومحور جميع الجهود التي تبذل من أجل توفير الحماية والرعاية له ليصبح مواطناً صالحاً منتجاً يسهم في بناء نفسه وتقدم مجتمعه.
أهداف الخدمة الاجتماعية
– مساعدة الطفل على النضج والنمو النفسي والاجتماعي السليم وحسن التوافق في المجتمع.
– مساعدة الأطفال على اكتساب العادات الطيبة كالاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية.
– تدعيم القيم الأخلاقية والدينية والوطنية.
– مساعدة الأطفال على تنمية قدراتهم ومهاراتهم في مختلف المجالات.
– الاكتشاف المبكر للمشكلات بين الأطفال وسرعة معالجتها.
مشكلات الطفولة
تظهر في مرحلة الرياض العديد من المشكلات التي يجب العمل على علاجها حتى ينمو الطفل نمواً سليماً ومنها (الميل للاعتداء والتشاجر والمشاكسة، العناد والميل للتحدي، الغضب والنوبات العصبية، الاعتداء على ممتلكات الغير أو تدميرها، الخجل والانطواء، اضطرابات الكلام، التبول اللاإرادي، مص الأصابع، قضم الأظافر).
صعوبات ومعوقات
حدد التقرير أبرز المعوقات والصعوبات التي واجهت الباحثات الاجتماعيات خلال الممارسة المهنية، أبرزها عدم توفير ميزانية لمكاتب الخدمة الاجتماعية، وعدم توافر مكان مخصص للأنشطة، إضافة الى كثرة غياب الاطفال قبل العطل الرسمية وبعدها، وعدم تعاون بعض أولياء الأمور ورفضهم اشتراك اطفالهم بالبرامج والمسابقات المقامة خارج الروضة.
8 خصائص عمرية
تتميز المرحلة العمرية لطفل الروضة بعدة خصائص هي:
1 – استمرار النمو السريع والاتزان الفسيولوجي والتحكم في عمليات الإخراج.
2 – زيادة الميل إلى الحركة.
3 – التعرف على البيئة المحيطة به.
4 – النمو السريع في قدراته اللغوية.
5 – النمو في اكتساب المهارات الجديدة والمتعددة والمختلفة.
6 – تكوين المفاهيم والقيم والعادات الاجتماعية.
7 – التفرقة بين الصواب والخطأ والخير والشر.
8 – تكوين القيم وبداية نمو الذات وازدياد الفروق الشخصية حتى تصبح واضحة المعالم في نهاية هذه المرحلة.
حاجات نفسية واجتماعية
الروضة مؤسسة مكملة للحياة بالمنزل والأسرة ولا يقتصر دورها على التعليم واكتساب مهارات تربوية، لكن يجب أن تشمل مفاهيم وبرامج الخدمة الاجتماعية بالرياض على إشباع احتياجات الأطفال حتى يتحقق له جو نفسي واجتماعي سليم يساعده على النمو السليم، ومن أمثلة هذه الحاجات: حاجات مادية متعلقة بالجانب الجسمي مثل «الحاجة إلى التغذية السليمة، الحاجة إلى الملبس والمسكن الملائم، الحاجة إلى الرعاية والعناية الصحية»، إضافة الى حاجات نفسية واجتماعية مثل «الحاجة إلى الحب والانتماء، الحاجة إلى التقدير، الحاجة إلى الأصدقاء، الحاجة إلى حرية التعبير».
277 حالة فردية
أظهر التقرير أن إجمالي عدد الحالات التي تم التعامل معها من خلال ملف الحالة الفردية بلغت 277 حالة فردية، وكانت حالات اضطراب الكلام هي أكثر الحالات التي تم التعامل معها من خلال الملف حيث بلغت 122، تلتها حالات صعوبات اكتساب خبرات وبلغت 54 حالة، ثم حالات العدوان والتخريب 39 حالة، ويتدرج العمل مع الحالات بالتدني مع الخوف والقلق والخجل والانطواء، والصحة، والعناد، وسرعة الغضب، والتبول اللا إرادي.
وأوضح أن هناك حالات لم يتم التعامل معها من خلال ملف الحالة الفردية، وهي مص الأصابع وقلة الحالات الاقتصادية وقضم الأظافر، ومن الملاحظ قلة عدد ملفات الحالات الفردية قياساً الى حالات سجل الخدمة الاجتماعية، ويرجع ذلك الى طبيعة المرحلة العمرية وقلة المشكلات في هذه المرحلة، وذلك لأن الطفل يحظى برعاية واهتمام الأسرة التي تجنبه الوقوع في العديد من المشكلات.