د.ناصر بوعباس يكتب :استجواب ليش مو لابس قحفية !!!
العدساني.. والتنمر السياسي
لم تشهد التجربة البرلمانية الكويتية تشويها مثلما يحدث الآن، تشويه يكاد يكون متعمدا، والمؤسف أن يجري ذلك على أيدي من يناط به الحفاظ على التجربة النيابية الأعرق في المنطقة،
ويحزننا أن يكون النائب رياض العدساني أحد هؤلاء، هذا الشاب الذي توسمنا فيه خيرا لكنه خيب الظن مبكرا، تجربته البرلمانية القصيرة كشفت عن تحريف خطير في استخدامه للأدوات الدستورية، قد يرجع ذلك لقله خبرته وحداثة عهده بالعمل البرلماني، لكن المشكلة تكمن في إصراره على ترويج هذه الممارسة الخاطئة واعتبارها أساسا جوهريا لمسيرته البرلمانية.
فالنائب يبدو أنه لم يدرك بعد قيمة الأدوات الرقابية التي منحها إياه الدستور، يوم بعد أخر تكشف تحركات العدساني الإسراف المعيب في التلويح بالاستجواب واستخدامه، محاور ركيكة ومتناقضة ولا ترقى لمجرد سؤال، ما أفقد الأداة الرقابية الأقوى قدسيتها وقيمتها وتأثيرها
الممارسة البرلمانية للنائب باتت حديث تندر وسخرية في الشارع، حيث أطلقوا عليه اسم استجواب “ليش مو لابس قحفية”!
قد تثير هذه النادرة الضحك، لكنة ضحك كالبكاء على ما وصلت إليه الممارسة النيابية في الكويت.
لم يتعلم العدساني من الأولين ومن سبقوه من رواد العمل البرلماني الكويتي الذين غلبوا في ممارستهم النيابية مصلحة الوطن على ما سواه، فكان استخدامهم للمساءلة المغلظة على قدر الحدث، حينما كانت المعارضة هي شريك في بناء الوطن وعندما كانت “المعارضة للإصلاح” وليس للحفاظ على الكرسي الأخضر.