بين زجران وكرباج ومولوتوف
الكويت – النخبة:
في نهاية التسعينيات كان استخدام الانترنت بالكويت بسيط جداً ولا يتعدى برامج “الچات” والاستفادة منه قليلاً، الى ان دخلنا الالفية الثانية وانتشر الانترنت في البيوت وكان طريقة الاتصال بالانترنت شبيه بحالتي عند دخولي لنادي صحي لانقاص وزني، كان القسم الاكبر يجوب في مواقع التواصل الاجتماعي في ذاك الوقت بين “mIrc” والمنتديات وكويت 25 أو 777 والبالتوك، الا هناك مجموعة كانت تقرأ المنتدى السياسي الشهير “الشبكة الوطنية” وشمس الكويت.
كنا لا نصدق إلا أخبار الصحف ويردد “شيباننا اطال بعمر الحي منهم ورحم الميت ” منت افهم من الجرايد !!! ، كان الحصول على الاخبار بسيط وبه الشك ، ودخلت صحيفة الان الالكترونية بطاقمها الاعلامي في 2006 لكسر احتكار مصدر المعلومات … كل هذه المقدمة للدخول الى مبتغانا.
بين الـ2006-2010 كان السائد “الفيس بوك” الى دخولنا الى عالم تويتر وكان بعضنا يتابع الصحف والخدمات الاخبارية و”بوح” اخر الليل شعرياً ، ولكن انتشر في الاونة الاخيرة مغردون “وهميون” لا نعلم من هم او من ورائهم ولكن احدثوا تغييراً كبيراً في الرأي العام للكويت … فكان حساب “كرامة وطن” يقود المسيرات وكان اصدق من بعض الصحف الورقية بمعلوماته وتحركاته ، انتهى الحساب وخرج علينا عدد اخر من الحسابات بعضها لاجندة معينة يضرب السياسي فلان ويطعن بذمة فلان وبعد الانتهاء منهم قدموا الى القضاء .
انتشرت الحسابات “الوهمية” ومعلوماتهم دقيقة مثلاً “زجران” والذي حارب العديد من قضايا الفساد وكان يحاول تسليط الضوء على مشاكل البلد ، وتبعه حسابات اخرى مثل “مرسوم اميري – دسمان – جنوب السرة – كازبلنكا ” ووضعوا أصابعهم على الجرح .
اشتهر حساب “كويتي منتف” بو احمد وكان قريب من المواطنين بتغريدات قريبة من قلب المواطن نشر ظلم ليساعد المظلومين نظم العديد من الحملات لمساعدة اخواننا البدون ، وكان في نفس الوقت حساب “كرباچ” اوصل رسائل عديدة بلهجته العامية و”المكسورة” اصبح فكاهي من الدرجة الاولى جعلنا مثل المصريين نضحك على “سواد وجيهنا” بالمشاكل الموجودة وعاداتنا ، رغم ايماني ان من خلف هذا الحساب مثقف من الطراز الاول .
حسابات اخرى لها بصمة مثل الكبير اوي و ادهم و مولوتوف والملا بلال وبوفصله … حسابات قد لا نعرف من ورائها الا انهم اضحكونا وكانو قريبين مننا.
عندما يخرج نائب او اكثر يطالبون باغلاق الحسابات الوهمية نقف ضدهم لان كل من ذكرناهم فضلوا الاختباء تحت اسماء مستعارة بسبب “العادات و التقاليد والمنقود والعيب” فاجزم ان لكل منهم حساب باسمه الصحيح ولن يستطيع “اخذ راحته” بالتغريد والامتعاض من بعض قوانين البلد.
الايام الماضية اغلق حساب مرسوم اميري ودسمان لاكثر من مرة… ونعلم أن الاغلاق سيطول آخرين … لماذا نواجه “تكميم افواه” لماذا لا نجعل “على المتضرر اللجوء الى القضاء” ونعلم قدرة اخواننا في ادارة الجرائم الالكترونية تستطيع اكتشاف من هم عبر الـip وإدارة تويتر، ثقوا ان اي مغرد سيتوقف عن نشر تغريداته اذ لم يجد متابعين يشاركونه الهم … ان كانت تغريداتهم تزعجكم فالفساد يزعجنا.
ناشر النخبة