رسائل نواب لـ “المُبارك” بخصوص الحكومة الجديدة
الكويت- النخبة
في وقت استمرت المطالبات النيابية لرئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك باختيار تشكيلة قوية تضم رجال دولة، واستبعاد عناصر التأزيم، أخذت المطالبات منحى آخر بدعوة النائب وليد الطبطبائي إلى التقليل من الوزراء الشيوخ في الحكومة الجديدة.
أكد النائب د. وليد الطبطبائي ضرورة الوقوف خلف القيادة السياسية في الأزمات التي تمر بها المنطقة وتشكيل حكومة تكنوقراط تراعي المصلحة العامة للبلاد.
وقال الطبطبائي في تصريح صحافي بمجلس الأمة امس: أود أن اؤكد على وقوفنا مع قيادتنا الرشيدة وما جاء في رسالة سمو الامير للنواب في مجلس الأمة في ظل أزمة المنطقة ودعوته الى التهدئة، ونقف مع سموه في هذا المطلب، ونتمنى ان تمر هذه الازمة على خير، وان يجنب البلاد والعباد اي مخاطر نتيجة التصعيد الاقليمي حول دولة الكويت.
وأضاف الطبطبائي: اننا نهنئ سمو الشيخ جابر المبارك بثقة سمو الامير وتجديد رئاسة الوزراء للمرة السابعة، ونتمنى من الله عز وجل ان يوفق سموه في حسن اختيار وزراء جدد من التكنوقراط واصحاب اليد البيضاء والكفاءات بروئ جديدة، وأتمنى الا يعود اكثر الوزراء السابقين لأننا لا نريد ان نبدأ المرحلة المقبلة بتأزيم، اذ ان بعضهم مشروع أزمة وأخفقوا في ملفات كثيرة.
وطالب الطبطبائي الحكومة بمقابلة التهدئة بمبادرة منها بإعادة الجناسي ومصالحة وطنية وعفو عام من سمو الامير، مشيرا الى اننا نريد التعاون وعدم إقصاء الأعضاء من اللجان والمواطن يطلب الاصلاح المدروس للتركيبة السكانية وتشغيل المستشفيات المعطلة والمترو واصلاح الطرق، مطالبا بفتح ملف الخسائر في هيئة الاستثمارات التي تدير ما يقارب ??? مليار وبناء جامعات تعليمية.
كما طالب الطبطبائي بالتقليل من الوزراء الشيوخ، وألا يتأخر تشكيل الحكومة وعودة الجلسات لمجلس الامة لان هناك قضايا معطلة ومصالح المواطنين متوقفة، مشيرا الى انه لم يعرض عليه المنصب الوزاري واذا عرض عليه فلن يقبل. وفق تقرير نشرته الجريدة الكويتية.
وتابع انه اذا تم التشكيل الحكومي وفق خطة اصلاحية بإدخال 5 او 6 وزراء جدد فسيخفف ذلك الاحتقان والشد الحاصل، لافتا الى ان “النقاط العشر التي ذكرتها في السابق كلها تقدمت بها باقتراحات بقوانين وبعضها محال للمجلس ومثل هذه القوانين يجب ان تخضع للتفاوض مع الحكومة واذا الحكومة لا تقبل بعضها نذهب لتحقيق البعض الاخر منها تعديل الدوائر الانتخابية والجناسي وبعض المطالَب الشعبية والأساسية”.
واشار الطبطبائي الى انه يمكن التفاوض ايضا على تعديل الحبس الاحتياطي الذي وافقت عليه اللجنة التشريعية بحيث يتم الحبس في القضايا الجنائية 4 ايام ويومين في قضايا الرأي والاعلام وغيرها وفقا للاتفاقيات الدولية، لافتا الى ان “مجلس المناديب” هو من أعاد الحبس الاحتياطي لاربعة ايام.
وعن مقابلة سمو الأمير اكد الطبطبائي انها للتأكيد على وقوفنا لجانبه ونقول له سمعا وطاعة ونشد على يده وهو قائد كبير له احترامه في المنطقة ومقابلته لنا شيء كبير بالنسبة لنا ونقول لسموه: نحن حزامك ولك السمع والطاعة اما بالنسبة لطلب مقابلة سمو الرئيس فهو من اجل التشكيل الحكومي ومراعاة مصالح المواطنين العامة.
وجدد تأكيده انه مع تأجيل الاستجوابات في الفترة الحالية لان المنطقه تمر بظروف صعبة والتهدئة مطلوبة والوقوف خلف قيادتنا في ظل هذه الظروف الصعبة.
وأكد الطبطبائي ان الوزراء الشيوخ اداؤهم ضعيف وخصوصا في الاستجوابات، وتوجد مجاملات والافضل اختيار الكفاءات حتى ولو كانوا من الشيوخ ومصلحة الاسرة الحاكمة من مصلحة البلاد، ولذلك يجب تغليب المصلحة العامة على مصلحة الاسرة والابتعاد عن المحاصصة، مشيرا الى ان الوزارات ليست كعكة توزع على ابناء الاسرة الحاكمة.
منهجية الاختيار
من ناحيته، أكد النائب محمد الدلال أن استمرار منهج اختيار الوزراء بالطرق السابقة سيؤدي الى نتائج عقيمة وعلاقة سلبية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وقال الدلال في تصريح له ان “تأخير تشكيلة الحكومة ان لم يبن على رؤية معلنة وجديدة ومتطورة لمنهجية الاختيار والتشكيل يعد تأخيرا غير مبرر اطلاقا”، موضحا أن “استمرار ذات الآليات والطرق السابقة في اختيار الوزراء يؤدي إلى ذات النتائج العقيمة والمزيد من التعطيل والعلاقة السلبية بين السلطتين”.
وبين الدلال أنه ليس مبررا كافيا لتأخير تشكيل الوزارة ما يقال “بأننا نحتاج الى هدوء”، فالأزمات في الخليج والإقليم مرشحة للاستمرار فترات طويلة، موضحا أن الهدوء والتفهم يأتيان إذا توفرت حكومة جديدة رشيدة وفاعلة وشفافة تعمل لمواجهة تحديات الداخل والخارج وتمد يد التعاون الصادق والعملي مع المجلس.
خطوة مباركة
من جانب اخر، قالت النائبة صفاء الهاشم ان رئيس الحكومة، كما علمنا وقرأنا، يعمل حالياً على اختيار تشكيلة حكومية توازن بين الوضعين الإقليمي والمحلي.
وتابعت: أشكرك أخى الكريم إن كان قصدك المرشحين المحسوبين على “الإخوان المسلمين”، مضيفة “اقطع دابر الشر وخطوة مباركة، واعقلها وتوكل وشكّل حكومتك ونحن معك وبالانتظار”.سر التأخير
بدوره، استغرب النائب عمر الطبطبائي تأخير التشكيل الحكومي الجديد، مضيفا “لا نعرف السر وراء ذلك والأهم ان تأتي الحكومة بوزراء رجال دولة قادرين على ادارة أمور الدولة ويعملون وفق برنامج واضح وخطة حكومية ذات فترة زمنية محددة الانجاز، واذا لم يتحقق ذلك فلا طبنا ولا غدا الشر”.
وقال الطبطبائي ان الكرة اليوم في ملعب الحكومة ويجب ان تصل الحكومة بوزرائها الى ثقافة الامل، وهذا لا يتأتي الا من خلال اختيار وزراء رجال دولة.
وأضاف: “نحتاج الى وزراء يستطيعون قيادة سفينة الكويت الى بر الأمان، ويجب التركيز على الجبهة الداخلية من خلال أسس الاختيار”، مشددا على ضرورة ان يكون الوزراء الجدد قادرين على حل مشكلات البلد ووجود وزراء ذوي كفاءة في الحكومة نتمنى ان يتم استنساخهم في اختيار الوزراء الجدد.
وأوضح: نحتاج من الحكومة والوزراء الى خطة وَرؤية مترجمة بخطة زمنية، متسائلا: ما السر في عدم تقديم الحكومة لهذه الخطة التي ستكون معيارا لمحاسبة الوزراء عليها اذا اخفقوا؟
وتابع: نحن سنساعد الحكومة اذا ساعدت نفسها واذا خطت الينا خطوة فسنخطو اليها عشر خطوات إيجابية، مؤكدا ان الامر بيد الحكومة، ووجه حديثه الى رئيس الوزراء قائلا: عليك ان تثق بالشباب الكويتي الذي هو اهل لهذه الثقة، ويجب ان يمنح الفرصة كاملة للعمل من اجل البلد.
وذكر ان نواب الامة يعملون بجد واجتهاد من خلال اللجان البرلمانية التي تجتمع بحكومة او من غير حكومة، فهذا دورنا التشريعي والرقابي كنواب، لافتا الى ان اللجان البرلمانية تطبخ القوانين من اجل انجاز اكبر عدد من التشريعات التي تفيد المواطن وتعالج مشكلات البلد العالقة.