القاهرة – النخبة:
عرف الدفن في الرمال الناعمة أو ما يعرف بـ»حمامات الرمال الساخنة «كوسيلة للعلاج من الروماتيزم والأمراض الأخرى لدى قدماء المصريين وهو مثبت على ورق البردى لديهم. وتوجد أشهر أنواع الرمال المصرية التي تستخدم في العلاج في مناطق حلوان وسفاجا على ساحل البحر الأحمر، وجبل الدكرور في واحة سيوة، وفي صعيد مصر بمناطق أبو سمبل وتوشكى والجنينة والشباك بمحافظة أسوان، وأيضا في العريش والشيخ زويد والطور ورأس محمد وعيون موسى بشبه جزيرة سيناء.
وكشفت الابحاث العلمية الحديثة أهمية العلاج بالدفن في الرمال، ومنها دراسة للدكتور تاناكا، وهو أستاذ في كلية الطب في جامعة كاجوشيما قال فيها: «أن حمامات الرمال تزيد من درجة حرارة الجسم مع ارتفاع معدل تأثير القلب، وزيادة الدورة الدموية في الجسم من خلال تفريغ السموم ووصول الاكسجين بصورة كافية في الجسم.
وأوضحت هذه الدراسة ان فائدة الدفن بالرمال افضل من الاغتسال في الينابيع الساخنة المعتادة».
وقال البروفيسور يورجين كلاينشمت من جامعة ميونيخ الألمانية: «إن الحمامات الرملية تعد أحد الأشكال الفعالة للمعالجة الحرارية، ففي هذه الطريقة تعمل طبقة الرمال الساخنة مع أشعة الشمس الهادئة عل استرخاء الجسم وتخلصه من الضغط والتوتر العصبي، هو ما يؤدي إلى إرخاء العضلات والتخفيف من حدة الآلام».
يقول الدكتور عمر أبو الحسن استشاري الطب التكميلي والبديل: الردم بالرمال من طرق العلاج الشعبي الفعال والسريع في علاج الكثير من الأمراض من دون مضاعفات جانبية خصوصا الأمراض الجلدية وآلام المفاصل والعمود الفقري والعقم والروماتيزم والروماتويد والنقرس والسمنة وتنشيط الدورة الدموية وعلاج الدهون على الكبد، بالإضافة إلى رفع كفاءة الجهاز المناعي.
ويتلخص برنامج العلاج في مكان يسمى المردم وهو عبارة عن منطقة رملية ذات طبيعة جافة وفي توقيت سنوي يعد الأكثر حرارة في العام ويعمل المعالج ومعاونوه حفرة على مقاس المريض وبعمق 50 سنتيمترا وتترك حتى ترتفع درجة حرارة الرمال من الداخل وتجعلها ساخنة.
بعد أن تتعامد الشمس عليها ومن ثم يسترخي فيها المريض على ظهره بعد أن يتجرد من جميع ملابسه ويبدأ القائمون بالعلاج بتغطيته بالرمال ما عدا الرأس ويترك فيها حتى يحمر أعلى أنفه وتكون تلك العلامة مؤشرا على اتساع مسام الجسم وذلك هو الهدف من دخول الحفرة .
وتأتي المرحلة الأهم والأخطر وهي إخراج المريض من الحفرة والاسراع في لفه ببطانية صوف وإدخاله في الخيمة المعدة لذلك والقريبة من مكان الردم ليجلس فيها حسب قدرته على التحمل وعندها يبدأ الجسم في إخراج كميات كبيرة من الماء في شكل عرق وهنا تكمن الفائدة في تخلص الجسم من السموم والدهون والرطوبة ولكن قد يصاحبها زيادة معدلات ضربات القلب، لذا يمنع على مرضى القلب اتباع تلك الطريقة العلاجية ويكون الأمر أقل خطورة بالنسبة لمرضى الضغط، حيث يتم ضبط الضغط قبل عملية العلاج بالردم.
وتتراوح فترة التواجد في الخيمة من 10 دقائق إلى 4 ساعات حسب قدرة احتمال المريض وخلال تواجده بالخيمة يقدم العمال المشروبات الدافئة له خصوصا الحلبة الحصى وعصير الليمون.
وبعد ذلك تأتي مرحلة التدليك بزيت الزيتون وتوصف هذه العملية بتضييق مسام الجسم حتى لا يتعرض لتيارات هوائية بعد خروجه من الخيمة ومن المحاذير على المردوم إلا يتعرض لتكييف أو التيارات الهوائية أو تناول المثلجات.
وفي تلك الفترة يكون الطعام من الدجاج البلدي والحساء الدافئ والسلاطات الخضراء. وتستمر جلسات العلاج لمدة ثلاثة أيام على الأقل وقد تصل لأكثر في بعض الحالات .
تنشيط الدورة الدموية
يقول الدكتور تامر شعبان استشاري الطب التكميلي والبديل: العلاج بحمام الرمال الساخنة يعد من العلاجات المثالية كنوع من الساونا والهدف الأساسي منه تعرق الجسم للمساهمة في تخليصه من السموم وتعزيز وظائف الكلى وتنشيط الدورة الدموية وعملية التمثيل الغذائي ورفع مستوى الطاقة والنمو الصحي السليم وخفض ضغط الدم والشفاء من أمراض العظام والروماتيزم وعرق النسا والآلام المزمنة للاعصاب والصدفية والبهاق والسمنة وتجميل البشرة وعلاج الاكتئاب الحاد والتوتر والقلق والأرق والمساهمة في الاسترخاء وتحسين المزاج.
ولكن يجب معرفة التركيب المعدني والكيميائي للرمال وخصوصا محتواها من العناصر الشحيحة والمشعة لمعرفة مدى ملائمتها للأغراض العلاجية فهو علاج شامل يجمع بين تأثير الحرارة والتدليك والعلاجات المغناطيسية .
خصائص
يقول الشيخ عمر راجح شيخ قبيلة أولاد موسى بواحة سيوة بالصحراء الغربية: تتميز واحة سيوة بجفاف الطقس على مدار العام وأشعة الشمس العمودية عليها وكذلك رمالها الساخنة تتمتع بخصائص يجعلها قادرة على علاج الكثير من الأمراض، خصوصا في الفترة ما بين منتصف شهر يونيو وسبتمبر. وقد بدأ العلاج بحمامات الرمال منذ آلاف السنين وهي من الوصفات الطبية الطبيعية التي حرص معظم أهالي منطقة الواحة بالاستفادة من خيرات الطبيعة والعمل في هذا المجال وقد لاقى اقبالا كبيرا من المرضى.
والدفن في الرمال من وسائل العلاج الناجحة لمن يعانون من الدهون وآلام المفاصل وأمراض الرطوبة وفيروس سي وقد جربته بنفسي ويتم في أماكن على حدود بحر الرمال العظيم.
برنامج السياحة العلاجية
يقول مصطفى حسن الخبير السياحي بواحة سيوة عن برنامج السياحة العلاجية والدفن في الرمال: المدة ثلاث جلسات على ثلاثة أيام.
الجلسة الاولى:
1- يتم دفن الفرد لمدة من 15 الى 20 دقيقة في حفرة من الرمال الساخنة
2- بعد الدفن مباشرة يدخل الخيمة للتعرق و لشرب السوائل
الجلسة الثانية: في اليوم الثاني
1- يتم دفن الفرد لمدة من 15 الى 20 دقيقة في حفرة من الرمال الساخنة
2- بعد الدفن مباشرة يدخل الخيمة للتعرق و لشرب السوائل
الجلسة الثالثة: في اليوم الثالث
1- يتم دفن الفرد لمدة من 15 الى 20 دقيقة في حفرة من الرمال الساخنة
2- بعد الدفن مباشرة يدخل الخيمة للتعرق و لشرب السوائل
- يجب على الفرد عدم الاستحمام من قبل الجلسة الاولى حتى مرور 3 أيام على الاقل.
- قبل الجلسة لا يأكل على الاقل لمدة ثلاث ساعات.
- على الفرد خلال فترة العلاج عدم التعرض لتيارات الهواء أو تشغيل المراوح أو التكييفات.
- على الفرد شرب الماء العادي من دون تثليج وشرب السوائل بكميات كبيرة لتعويض العرق.
- للمرضي الذين يعانون من امراض القلب و ضغط الدم برجاء استشارة الطبيب اولا.
