القاهرة – النخبة:
قال لی:
آه لو تعلمين كم تخط حروفك من صور للجمال في صفحة نفسي
قلت له :
بل أنت نساج للمشاعر على هيئة حروف، ولا أعرف لماذا لا يملأ العالم صولجان حروفك؟ ولا لماذا إلى الآن لم تعج المكتبات بدواوين إبداعك وكتاباتك المتفردة، لترضع بها أشبال في طريقهم إلى النور، وتغذي هويتهم العربية.
قال لی:
إنما أنا نقاط
لو لا حسن ترتيبك فجعلتني تحت الحروف وفوقها، فاكشف معنى لكنت نقاط حبر فيها.. إنما أنا عجاف وكل ما بجعبتي جفاف وأرض فياف.
قلت له:
بل أنت ساقية تجود بالري، ليعود كل جاف إلى طراوته، وكل لحن إلى طلاوته، وكل مشوه إلى حلاوته، وكل مفقود إلى حضن أمه.
قال لي:
ولا تدور الساقية إلا بحنان يديك وقوة عزمك.. فاروِ بي واروني
قلت له:
وإنك جلاء الروح وتجليها في فضاء لا حدود له
قال لي:
وأنتِ يا صاحبة الروح وراحها ومنيتها وإلفها ويا طاقة فجر حنت لرهافتها صخرة بياني، در ضرعها بعد عجف طالها، فمن يا ترى يستدرها بعد ما قلصت ببعد يداك
أقبلي بشعاع روحك علي ظلمة نفسي وانثري وردك على شرفاتها، وابعثي الإشراق في جنباتها
وكوني للجرح بلسمًا تستميل النفس منك أنفاس الربيع
وأعيدي للحياة وهج الحياة
