الكويت – النخبة:
المصدر – القبس:
أكد نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للدسلكسيا محمد القطامي انتشار الإصابة بعسر القراءة في المجتمع الكويتي بشكل كبير، وذلك لأسباب غير معروفة، حيث إن نحو 10 % من السكان يعانون من الدسلكسيا، مشيرا إلى أنها أكثر أنواع صعوبات التعلم انتشاراً بنسبة تتراوح بين 60 و%70، ولا شفاء منها.
وأوضح القطامي لـ القبس أن هناك علاقة مباشرة بين الاضطرابات اللغوية وعسر القراءة، مبينا ألا علاقة للاضطرابات بالأمر، لأنها تكتسب في ما بعد أو أثناء الولادة، منوها بتأثير صعوبة التعلم على التحصيل اللغوي، لأن الذاكرة تكون قصيرة الأجل ولا تعمل بالشكل المطلوب، وبالتالي تكون المفردات اللغوية قليلة.
وقال ان الشخص قد يصاب بها وراثيا وتسمى «دسلكسيا نمائية»، أي يولدون بالاصابة، وتصل نسبة هؤلاء نحو %80 معظمهم من الذكور، وقد يصاب الشخص بها اثناء الولادة أو لحادث بعدها وتسمى «الدسلكسيا المكتسبة» ونسبتها %20.
وإذ أكد عدم الشفاء نهائيا من الاعاقة، الا انه بيّن ان من الممكن التخفيف من آثارها في حال الكشف المبكر، وأن الاصابة بها تختلف وفق درجات بسيطة ومتوسطة وشديدة.
أساليب علاجية
وعن الأساليب العلاجية، أوضح القطامي ان التشخيص يقترح علاجا ملائما إما فرديا أو ثنائيا، ويفضّل في الحالات البسيطة والمتوسطة أن يكون العلاج بالمدارس النظامية في الفصول العادية مع الطلبة، ما عدا الحالات المستعصية التي تتطلب تجهيزات خاصة غير متوافرة على نطاق المدرسة.
وحذّر من أن إهمال علاج بعض الحالات يؤدي إلى الرسوب في الدراسة ومن ثم التسرب في مراحل التعليم، مشيرا الى أن التسرب التعليمي يكلف الكويت 125 مليون دينار سنويا، وان الرقم قابل للزيادة.
ونوه بأن هذه الفئة من أكثر الفئات التي تضر بالمجتمع في حال عدم الاهتمام بها وهدر طاقاتها، حيث يقودهم عدم حصلوهم على التأهيل العلمي العالي أو الوظائف الملائمة، إلى تحصيل مواردهم الاقتصادية بطرق غير قانونية كالسرقة والتزوير وغسل الأموال، مؤكدا أن %21 من الأحداث الجانحين مصابون بالدسلكسيا وفق دراسة مسحية أجريت على 8 مدارس أحداث في البلاد.
وشدد القطامي على أهمية الكشف المبكر لتسهيل العلاج بأقل تكلفة، وأنه في حال اكتشاف الاصابة في مرحلة رياض الاطفال تكون نسبة النجاح %80، بينما تصل إلى %40 في حال اكتشافها في نهاية المرحلة الابتدائية، لافتا إلى أن %12 من الطلاب مقابل %10 من الطالبات يعانون عسر القراءة في مرحلة الروضة.
وبين أن الكشف المبكر يتم باستخدام أدوات التشخيص المتخصصة التي تساعد في كشف مشاكل عسر القراءة في مرحلة الروضة، كفرز الاصوات والمتواليات والذاكرة القصيرة والترتيب والتنظيم والمتابعة والمشاكل المرافقة الأخرى «الكتابة، الرياضيات، التأتأة»، كاشفا عن مركز لتشخيص حالات الدسلكسيا في مقر الجمعية معتمد من قبل هيئة الإعاقة.
وفيما أشاد القطامي بالخدمات التي توفرها الدولة لهذه الفئة، دعا الى تأمين خدمات اخرى كالكشف المبكر وكيفية العلاج بعد الكشف فضلا عن تأهيلهم وتوظيفهم في وظائف تتناسب وظروفهم للاستفادة من ابداعاتهم.
مدرسة فنلندية
وشدد القطامي على أهمية دمج الإعاقات التعليمية وفق أسلوب علمي لتجنب الإحباطات النفسية التي تعمّق جراح المشكلة التعليمية الأساسية، واعلن عن افتتاح مدرسة لدمج طلبة الدسلكسيا وغير ذوي الاعاقة قريبا في منطقة حولي، تحت إشراف شركة فنلندية واعتماد النظام الفنلندي في التعليم وهو أفضل نظام تعليمي في العالم.
وعن تقييمه لمستوى المناهج، ذكر أنها لا تتناسب مع الاعاقات التعليمية، وأن الأسلوب التعليمي الكلي المتبع في الشرق الأوسط لا يلائم طلبة صعوبات التعلم ونظرائهم الأسوياء، فهو مصمم بالأساس للأشخاص الصُم، لذلك لابد من العودة إلى الأسلوب القديم (الجزئي) ويضاف له أسلوب تعدد الحواس، الى جانب الاسلوب العلاجي ليهتم بالحالات كلٌ على حدة.
المدارس الصديقة
كشف محمد القطامي عن تشكيل لجنة عليا للدسلكسيا في مدارس وزارة التربية، بهدف تطبيق مشروع المدارس الصديقة للدسلكسيا وتم تغطية 23 مدرسة حتى الآن.
وبين أن المشروع الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي، يعتمد على 4 مراحل تبدأ بفرز الطلبة والطالبات في «رياض الأطفال» وعلاجهم جماعيا عند انتقالهم إلى «الابتدائية»، ثم التشخيص الفردي للحالات، وصولا إلى مرحلة العلاج الفردي.
مشاريع مستقبلية
ذكر القطامي أن الجمعية تعدّ لجملة من المشاريع المستقبلية، منها تحويل الاختبارات التشخيصية من نفسية إلى طبية، وهو مشروع جديد غير مسبوق، إلى جانب مشروع العلاج عن طريق الانترنت.
ندرة المتخصصين
أشار القطامي إلى ندرة المتخصصين في التعامل مع المصابين بالدسلكسيا في العالم، منوها بتوقيع الجمعية مذكرة تعاون مع جامعة الكويت لتعديل البرامج التعليمية وتأهيل خريجيها الذين سيعملون بالمدارس الابتدائية، لتخريج اختصاصيين أكفاء ملمين بالمجال، وبموجب المذكرة أصبح منهج صعوبات التعليم من المناهج الإلزامية للتخرج، كما اتفقت مع وزارة التعليم العالي لإرسال بعثات خارجية للتخصص في الدراسات العليا في الدسلكسيا.
تصيب أثرياء العالم
اعتبر القطامي أن ربط النجاح بالذكاء والرسوب بالذكاء المنخفض، من المفاهيم الخاطئة، مشيرا الى حالات تواجه صعوبة في الاختبارات، بينما قدراتها الذهنية تندرج تحت فئة العباقرة، مدللا باحصائية عالمية اخيرة أظهرت أن %20 من بليونيرية العالم يعانون من الدسلكسيا.
7 مطالب
لخص القطامي مطالب هذه الفئة في نقاط عدة، منها:
– الاستفادة من الطاقات المتاحة.
– توعية المجتمع بحقوقهم وكيفية التعامل معهم.
– دعم الجمعيات العاملة في مجال الاعاقة.
– شحذ الهمم للمزيد من البحوث والدراسات في المجال.
– سن القوانين الداعمة وإنشاء معاهد ومدارس للحالات المستعصية.
– تأهيل مدرسين للعلاج واختصاصين للتقييم والتشخيص.
– توفير أدوات كشف مبكر في جميع المدارس.