الأديبة نجاح آل كوع تكتب عن: ريح العشق
القاهرة – النخبة:
عزيزتي الأنثى /🌿🌿
إذا داهمتك ريح العشق فلا تقتلعي حكمتك من جذورها بالكلية، أعرف أنه أمر يروقك، وأن طبيعتك تنطوي عليه، لكن استبقي على القدر الذي لا يتوقف عنده نبض عقلك، ولا يغيب معه ذكاؤك، أغلب النساء تسترعي مشاعرهن كأغنام بفلاة، حتى إذا ما أصابها العشق انفلتت بعيرها في كل وادٍ، وانفلت زمامها.
وأجن ما في العشق أن تعشق المرأة رجلًا لا يبادلها مشاعرها سنًا بسن، نبضة بنبضة، فتهيم على وجهها في التعامل مع حقائق هي تراها نوازل وابتلاءات، هذي الحقائق لو تعاملتْ معها على أنها كوارث خارقة للطبيعة لاستنفذت جل جهدها، وغاية طاقتها في استدعاء الصبر عليه، وما علمتْ المسكينة أن حقائق ثابتة كطلوع الشمس من مشرقها كل صباح لا تستحق الجهد.
عزيزتي الأنثى / 🌿🌿
حنانيك بهذه المضغة، واعلمي أنها لم تخلق لتعشق، بل خلقت لتعبد، وأن الحب لها هو سقاء يعينها على العبادة، فلا يهم من أي سقاء ترتشف طالما أن ماؤها حلال زلال، فلا توقفي دوران الأرض عند آنيته
استبقي عليها قدر جهدك
قاتلي
لكن لا تزعزي جذورك من أجل من قلبه غُيب، وعقله غُيب، ومقدار عشقك في قلبه غيب، وصدقه غيب، وتذكري أن علاااااام الغيوب هو غايتك العظمى، ومعين روائك الذي لا ينضب، ولا يشوبه كدر.
صدقيني حبيبتي حواء
آدم لن يبكي عليك حين تذوب اشلاؤك فيه، وتنصهر أوصالك في حرارة شمسه، وتتفتق شرايين وجودك في محرابه، قفي على بعد منه، حيث زاوية الرؤية ليستطيع أن يراكِ ويتحقق من معالمك وجمالك.
تحرري لتتجاوزي فلكه إلى سحابة ☁ النجاة
وجهي شحناتك الى تلك السحابة كالرصاص لتنهمر غيثًا ممطرًا، وزخات إفاقة على أرض الوقائع ثم👇👇👇
اركضي برجلكِ هذا مغتسل بارد وشراب
الآن يا حبيبتي.. تنسمي الزهور في ضحاك أنتِ
وانثري العبير في بستانك أنتِ
وحين تنظرين في المرآة فلا تجدي سواك أنتِ
وتتصالحين مع صورتك الوضاءة وأنفاسك المنتظمة، فلا مانع الآن من آن تبدئي في رسم زاوية له في حياتك، لا تتجاوز الشرع إلى الهوى، ولا تتعدى الهوى إلى العشق، ولا تثنيك عنك.
ثم انعمي يا جميلة بالحياة معه، أو انتظري ويا حسن المآب.