فتنة حياة الياقوت تضرب «رابطة الأدباء» والمستقيلون يكشفون تفاصيل الفضيحة التاريخية!
الكويت – النخبة:
استغرب أعضاء «رابطة الأدباء» المستقيلون من عضوية المجلس الحالي ما تضمنه البيان الذي نُشِر أمس، على لسان الكاتبة حياة الياقوت، والذي قالت فيه إن مجلس الإدارة الحالي تولّى رئاسة الرابطة في 9 مايو 2017 بالتزكية، وقد وُزعت المناصب بين أعضائه بالتراضي والتزكية أيضا، ولم يحصل أي من الأعضاء على منصبه بالانتخاب بل بالتزكية.
وقد أصدر الأعضاء المستقيلون، وهم: الإعلامية أمل عبدالله، ود. نواف الجحمة، والكاتب محمد البغيلي، بياناً يردون فيه على بعض ما ورد في بيان الرابطة قائلين: ” تلقينا، نحن الموقعين أدناه، بألم ومرارة، بيان من تبقى في مجلس إدارة رابطة الأدباء والمتضمن إعلان الانتخابات التكميلية في الثالث عشر من ديسمبر المقبل، حسب ما ورد على لسان العضوة حياة الياقوت في وسائل الإعلام، وإذ نستغرب نشر النصوص الأصلية لاستقالاتنا فإننا نأسف لأن يبث الخبر على لسان الياقوت، لا على لسان الأمين العام للرابطة، الذي توسل كي لا نعلن الأسباب، ونكتم خبر الاستقالة، مستعينا بقيمة (رمي العقال) الاجتماعية، وذلك بحضور رئيس اللجنة الثقافية، في قاعة منتدى المبدعين الجدد مساء يوم تقديم الاستقالة”.
استعطاف
وذكروا أن “الأمين العام ناشدنا مرارا وتكرارا، واستعطفنا شخصيا في ديوانية الرابطة، وعبر الهاتف، كي تجرى الانتخابات العامة بهدوء حفظا لماء وجهه أمام وسائل الإعلام ووزارة الشؤون، وهذا ما التزمنا به في استقالاتنا، وفي بياننا اليتيم حول الاستقالة، وصغنا كتب الاستقالة، في حين أن الاسباب تعرفها جيدا حياة الياقوت حتى قبل تقديم الاستقالة، وتحديداً في ليلة الحفل الختامي لأكاديمية الأدب في حديقة الرابطة، ومن الغريب تمسك مجلس من تبقى من الأعضاء، بنصوص استقالاتنا اللبقة، رغم معرفة الأدباء الكبار في ديوانية الرابطة بحقيقة الأسباب، وكذلك معرفة أغلبية أعضاء الجمعية العمومية”.
وأضافوا أن “مما يثبت موقفنا هو اعتراف الياقوت بعقد اجتماع بوساطة الإعلامي القدير ماضي الخميس، الذي استمع شخصيا للأسباب الحقيقية في جلسة ساخنة استمرت ساعات قُدمت فيها عدد من العروض التي رفضناها، وذلك باعتراف الياقوت”، مشيرين إلى أن “هذا الاعتراف المؤرخ في الصحف والمتضمن توسط الخميس ورفض العروض يدين مجلس الإدارة الذي لا يزال ينفي وجود أزمة حقيقية! وإن لم يوفق الخميس في مسعاه النبيل لرأب صدع القائمة التي فعلا لم تتفكك الا بعد التزكية وانفراد الأغلبية الحالية بالقرار، إلا أن تصريح الياقوت نفسه يكشف ممارسة مجلس الإدارة للتضليل حتى على لجنة الحكماء التي مثلها الخميس، حيث عقد الاجتماع لتشكيل قائمة ترأسها حياة الياقوت بينما كتاب الأمين العام للشؤون طلب إجراء انتخابات تكميلية، فإن قبلت الياقوت على نفسها هذا التضليل، فلن يقبل الآخرون”.
فضيحة تاريخية
وأكدوا أنهم بناء على كل ذلك يحمّلون “الأغلبية الباقية من مجلس الإدارة في رابطة الأدباء بالدرجة الأولى مسؤولية الفضيحة التاريخية والأدبية الأولى من نوعها في الرابطة للتمسك حتى آخر رمق بالمقاعد التي هي تطوعية ولخدمة الوطن بعد إعلان الانتخابات التكميلية وانتهاك مواد النظام الأساسي، كما نحمل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المسؤولية السياسية جراء تدخلها غير المحايد في القطاع الأدبي، من بوابة تنظيم العمل النقابي الأدبي، لصالح طرف ضد طرف بحجج قانونية لا أصل لها في مواد النظام الأساسي للرابطة”.
وبينوا أنه “إذا كان مجلس الإدارة المؤقت حسب التصريح يتمسك بالمادة ٢٥ من اللائحة الداخلية المنظمة لعمل الرابطة والتي تنص على أنه (إذا استقال ثلاثة من الأعضاء أو أكثر من الهيئة الإدارية لسبب واحد تُدعى الهيئة العامة لانتخاب هيئة جديدة للمدة الباقية وتعتبر الهيئة السابقة قائمة حتى انتخاب الهيئة الجديدة، فنحن أيضا نتمسك بها ونقدم مسوغاتنا القانونية في حق اقرار الانتخابات الكاملة على النحو الآتي:
١_ رفض الاجتهاد في النص وتأويله بما لم يرد فيه، وعلى هذا الأساس لم يرد أي ذكر لكلمة (شخصية) أو لانتخابات تكميلية وإنما وردت كلمتا هيئة جديدة .
٢_ التأكيد على معنى (السبب الواحد)، فإن كان من حيث التسبيب فقد استقال كل عضو لسبب واحد فعلاً كما ورد في الاستقالات، وإن قصدت اللائحة سبباً واحداً من حيث العدد بمعنى (على الأقل) فإن اختلاف الأسباب زاد على العدد الواحد.
وفي الختام ندعو أعضاء الرابطة، الأدباء الحقيقيين إلى حضور الجمعية العمومية، فإنقاذ رابطة الأدباء من التكتل الحزبي والعائلي واجب وطني يليق بأصحاب الفكر والذوق الرفيع”.
وكانت حياة الياقوت قد أكدت في بيانها أن المجلس الجديد قبِل الاستقالات بعدما أدى أعماله مدة 17 أسبوعا، عقد خلالها 6 اجتماعات مجلس إدارة دون اعتراضات أو عقبات، مبينة أن هذه الفترة أثمرت العديد من النشاطات للجان الفاعلة في الرابطة مثل دورات أكاديمية الأدب، وفعاليات نادي الطفل الأدبي، ومنتدى المبدعين الجدد، ونشاطات اللجنة الثقافية، وكانت الأمور تسير على خير ما يرام.
وتابعت بأنه في 10 سبتمبر الماضي تقدم ثلاثة من أعضاء المجلس استقالاتهم، وهم أمل عبد الله، ومحمد البغيلي، ود. نواف الجحمة، مبينة أن الأولى قالت في خطاب استقالتها: “أتقدم بالشكر والعرفان لجميع الزملاء في مجلس الإدارة على الثقة التي أوليتموني إياها وعلى حسن التعاون فيما بيننا. ونظرا لظروفي الصحية التي تجبرني على الإخلال بواجبي وعدم حضور جلسات مجلس الإدارة أتقدم باستقالتي راجية قبولها”.
وزادت أن البغيلي قال في كتاب استقالته: “أرجو قبول استقالتي من مجلس إدارة رابطة الأدباء نظرا لتعاظم الظروف الاجتماعية والدراسية، كوني طالباً مرشحاً للدكتوراه خارج الكويت”، أما د. نواف الجحمة فجاء في خطاب استقالته: “أرجو قبول استقالتي من مجلس إدارة الرابطة نظرا لظروف طارئة ألمت بي”.
وأفادت الياقوت بأن أسباب الاستقالات منطقية وغير مستغرَبة، ونلتمس العذر لأصحابها، “فأمينة السر آنذاك أمل عبدالله تغيبت عن 3 اجتماعات من أصل 6 نظرا لظروفها الصحية، ورئيس اللجنة الإعلامية آنذاك محمد البغيلي تغيب عن اجتماعين من أصل 6 بسبب ارتباطاته الدراسية”، موضحة أن أيا من المستقيلين لم يبدِ قبل الاستقالة ملاحظات أو اعتراضات على أداء المجلس أو طريقة إدارته لأعماله، سواء أكان ذلك في اجتماعات المجلس شفاهة أو كتابة، أو من خلال طلب عقد اجتماع لهذا الغرض، بل جاءت استقالاتهم لظروف شخصية مختلفة.
وأضافت الياقوت أن الإجراء في هذه الحالة، أن يدعو الأمين العام لاجتماع طارئ، تناقش فيه الاستقالات مع المستقيلين، وفي حال إصرارهم، ترفع الاستقالات لوزارة الشؤون التي تحدد الإجراء القانوني.
وأفادت الياقوت بأن الدعوة لهذا الاجتماع تأجلت نظرا لسفر الأمين العام للرابطة طلال الرميضي لتمثيلها في اجتماعات اتحاد الأدباء العرب من 16 إلى 20 سبتمبر بإمارة العين بالإمارات، وتبعه مباشرة حضوره ملتقى الراوي في إمارة الشارقة 25-27 سبتمبر لتكريم المؤرخ الكويتي د. يعقوب الحجي عبر دعوة شخصية غير مرتبطة بالرابطة. تلا ذلك سفر أمينة السر آنذاك أمل عبد الله خلال الفترة من 2- 6 أكتوبر. وتلك كانت فترة كافية ليسحب أي من المستقيلين استقالاته لو حدث تغير في ظروفه تسمح له بالاستمرار في المجلس.
وبيَّنت أنه حين عاد كل من الرميضي وعبد الله، اتفق جميع الأعضاء على عقد اجتماع مجلس إدارة طارئ في 15 أكتوبر لمناقشة الاستقالات، “غير أن المستقيلين تخلّفوا عن حضور هذا الاجتماع رغم التنسيق المسبق معهم حول التاريخ، ورغم التأكيد عليهم خطيا بموعد الاجتماع، وهنا لم يكن لدى المجلس خيار سوى قبول الاستقالات ورفعها لوزارة الشؤون لتتخذ اللازم”.
وأكدت أن ما رُوّج له في بعض التصريحات بأن مجلس الإدارة يتعمد تأخير الانتخابات غير صحيح، لأنه خاطب الوزارة بُعيد عقد الاجتماع، طالبا منها اتخاذ الإجراء القانوني المعتاد في مثل هذه الحالات، مضيفة أنه مراعاة للعرف الأدبي الحريص على الوفاق، اجتمع مجلس الإدارة مع المستقيلين بمبادرة كريمة من الإعلامي ماضي الخميس في 19 أكتوبر لمناقشة الاستقالات، لكن هذا اللقاء كان وديّا، ولم يتم التوافق معهم رغم المبادرات التي قدمها أعضاء المجلس للمستقلين .
ولفتت الياقوت إلى أن وزارة الشؤون قررت عقد انتخابات تكميلية بكتابها المؤرخ 16 نوفمبر، وقد تحدد يوم الأربعاء الموافق 13 ديسمبر 2017م لعقدها لانتخاب 3 أعضاء جدد بدلاً من المستقيلين، وذلك عملاً بالمادة 25 من قانون رابطة الأدباء التي تنص على أنه “إذا استقال ثلاثة من الأعضاء أو أكثر من الهيئة الإدارية لسبب واحد تدعى الهيئة العامة لانتخاب هيئة جديدة للمدة الباقية وتعتبر الهيئة السابقة قائمة حتى انتخاب الهيئة الجديدة”.
وعقبت: “بما أن الاستقالات كانت لأسباب شخصية ومختلفة، ولم تكن لسبب واحد ينمّ عن وجود عقبات تعوق عمل المجلس بشكل متناغم، فقد وجبت الانتخابات تكميلية التزاما بنص المادة”، مشيرة إلى أن الرابطة مستمرة في نشاطاتها كالمعتاد، التي كان آخرها فعالية يوم المترجم التي لاقت حضورا كثيفا من المتخصصين والمهتمين ملأ المسرح.
وأشارت أن الرابطة كعادتها السنوية تشارك بجناح في معرض الكويت الدولي للكتاب في الفترة من 15-26 نوفمبر، وتعقد يوميا حفلات توقيع للكتب الجديدة الصادرة لأعضائها، على أن تعاود اطلاق ندوات الموسم الثقافي بعد معرض الكتاب، لتظل الرابطة جمعية تخدم الشأن الثقافي، بجهود تطوعية، تسعى لتأصيل ريادة الكويت في المجال الثقافي والأدبي والفكري.