د.فؤاد العلي: علاج جديد للمصابين بالتهاب الكبد C بنسبة نجاح 100%.. وهذه أسباب انتشاره!
الكويت – النخبة:
المصدر – الأنباء:
أكد استشاري امراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير البروفيسور فؤاد العلي مساهمة الادوية الجديدة في علاج ١٠٠% من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد C، مشيرا الى ان المرضى المتعافين سيلاحظون العديد من الفوائد بما في ذلك انخفاض في التهاب الكبد، ووقف تطور تليف الكبد، والحد من الاصابة بسرطان الكبد، وفيما يلي تفاصيل الحوار كاملا:
ما هو التهاب الكبد C؟
٭ فيروس التهاب الكبد C، المشار إليه أيضا من قبل الأحرف الأولى، (HCV)، هو مرض معد يسببه فيروس منقول بالدم يصيب خلايا الكبد. (HCV)، ويمكن أن يؤدي إلى التهاب وإلحاق ضرر كبير بالكبد، و يتم تصنيفها إلى مرحلتين.
المرحلة الأولى هي العدوى الحادة التي تشير إلى أول 6 أشهر من العدوى، ولن يلاحظ الناس بالضرورة أي أعراض، علما ان ما يقرب من 20% من المصابين بفيروس التهاب الكبد C سيتعافون من الفيروس طبيعيا خلال الستة أشهر الأولى.
اما المرحلة الثانية tهي العدوى المزمنة وهي تشير إلى ما تبقى من 80% من الأشخاص المصابين ولم يشفوا من العدوى خلال 6 أشهر الاولى وتطورت لتصبح عدوى طويلة الأمد او ما تعرف بالمزمنة.
كيف يمكن للفرد أن يصاب بالعدوى؟
٭ لا يمكن أن تحدث عدوى HCV إلا إذا كان دم الشخص المصاب قادرا على دخول جسم شخص آخر.
يمكن أن يعيش HCV خارج الجسم في الدم الجاف ما يقارب الـ 16 ساعة إلى 4 أيام. لذلك، فإن مشاركة المعدات والمستلزمات مثل شفرات الحلاقة، مقص الأظافر، فرش الأسنان تشكل خطرا.
إذا انتقل الدم المصاب على هذه المستلزمات، فقد يصاب شخص آخر عند استخدامها، لكن الدم هو المعدي، وليس الشخص. لا يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق اللمس أو التقبيل أو العناق أو مشاركة أدوات المائدة او الطعام.
في حال عدم علاجه كيف يمكن لالتهاب الكبد C التأثير على الصحة؟
٭ التهاب الكبد C المزمن يسبب امراضا خطيرة في الكبد، إذا تركت دون علاج، حيث يمكن أن تسبب عدوى HCV المزمنة تأثيرات كبيرة على الصحة مثل تفاقم في تليف الكبد مما يؤدي إلى تشمع الكبد وسرطان الكبد والفشل الكبدي ليلجأ المريض لزرع الكبد في حالة متأخرة من المرض وقد يؤدي للوفاة.
هل يسهل تشخيص التهاب الكبد C؟
٭ أحد أسباب عدم تشخيص التهاب الكبد C لسنوات عديدة هو أن أعراضه غالبا ما تتشابه مع أمراض الأخرى، إذا ظهرت الأعراض بعد عدة أسابيع من الإصابة، فقد تكون هذه أعراض شبيهة بالانفلونزا بما في ذلك التعب والغثيان وآلام البطن وآلام المفاصل وفقدان الشهية. لهذا السبب من الضروري فهم فيروس HCV وتحديد ما إذا كان من المحتمل اصابتك به، بحيث يمكنك التحدث إلى طبيبك وطلب إجراء الفحص اللازم.
ما مدى انتشار التهاب الكبد C ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة له؟
٭ يقدر عدد المصابين بفيروس التهاب الكبد C في جميع أنحاء العالم بحوالي 71 مليون شخص. وتعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أعلى معدلات انتشار للعدوى في العالم، مما يؤثر على أكثر من 20 مليون شخص في الدول العربية.
والمجموعات التي تعتبر عرضة للإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي تشمل الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، وليسوا منتسبين لبرامج إعادة التأهيل، أو متعاطي المخدرات عن طريق الأنف، أو الأفراد الحاصلين على الوشم من مصادر غير مرخصة، أو المواطنين الذين ولدوا في مصر وشرق سورية، فضلا عن الأفراد الذين حصلوا على الرعاية الصحية في البلدان التي ترتفع فيها نسبة الإصابة بفيروس التهاب الكبد C مثل جنوب شرق آسيا، ومصر، وأفريقيا، وأميركا الجنوبية.
وكذلك الوافدين (غير المواطنين) من البلدان الأخرى المعرضة لخطر انتشار الفيروس، والأفراد الذين نقل لهم الدم قبل عام 1992، ومرضى غسيل الكلى، والأفراد الذين ولدوا للأمهات المصابات بالفيروس، وموظفي الرعاية الصحية والسجناء والأزواج والعائلة المقربة من المصاب بـ HCV، والأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو التهاب الكبد B.
هل جميع المصابين مقبلون على العلاج؟
٭ أقل من 30% من المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي هم على دراية بإصابتهم، مما يزيد بشكل كبير من فرصة إصابة الآخرين ويفقدون فرصة الوصول إلى العلاج المنقذ للحياة، وفي الوقت نفسه، لا يرتبط ما يصل إلى ثلث الذين تم تشخيصهم بالإصابة بفيروس التهاب الكبد C بالعلاج.
لسوء الحظ، فإن التهاب الكبد HCV موصوم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قلة المعرفة بالمرض.
وقد يكون بعض الناس خائفين من أن يتمكنوا من «التقاط» التهاب الكبد C من شخص مصاب به. وفي بعض المجتمعات، لا يكشف الأشخاص المصابين بمرض التهاب الكبد C عن وضعهم لأنهم يخافون من أن ينبذوا من المجتمع، لكن لقد كلف الخوف وقلة المعرفة الناس خسارة وظائفهم وصداقاتهم وعلاقاتهم.
وفي بعض الأحيان، الأشخاص الذين لديهم سوء فهم لمرض وطبيعة انتقاله، ويفترض أن جميع الأشخاص الذين يعانون من HCV قد أصيبوا به عن طريق حقن المخدرات، على الرغم من الطرق الكثيرة التي يمكن أن ينتقل فيها HCV، وتشمل بعض آثار الوصمة انخفاض في تقدير الذات، إضافة الى اضعاف الصحة والسلامة العقلية وتقليل إمكانية الحصول على الرعاية الطبية والخوف من الكشف عن الإصابة، وقد يؤدي الخوف من الإفصاح إلى انخفاض الدعم الاجتماعي والتردد في طلب الدعم الطبي.
هل يمكن علاج التهاب الكبد C؟
٭ تطور مجال العلاج HCV بسرعة في عام 2013، وتم تحويل علاج HCV عن طريق إدخال فئة جديدة من الأدوية تسمى الأدوية المضادات المباشرة للفيروسات ذات التأثير المباشر (DAAs). بالنسبة لغالبية المرضى، فإن ما يقارب 8 إلى 16 أسبوعا تتناول هذه الأدوية كفيل أن يعالج ما يصل إلى 100% من الأشخاص المصابين بعدوى التهاب الكبد C المزمن، وينتج عن نجاح علاج HCV استجابة فيروسية مستمرة (SVR). والذي بدوره يعتبر شفاء من المرض.
ما الذي على الفرد القيام به في حال شكه في الإصابة بالتهاب الكبد C؟
٭ إذا شككت بتعرضك للإصابة بفيروس HCV، ﺗﺤﺪث إﻟﻰ الطبيب وأﻃﻠﺐ القيام بفحصك. وسيقوم الطبيب بعد ذلك بعمل فحص للأجسام المضادة لفيروس HCV. إذا كانت نتائج الفحص ايجابية، فلا داعي للقلق لأن النتائج الايجابية لفحص الأجسام المضادة لا تشير إلى أنك مصاب بالعدوى بشكل مزمن.
ولتأكيد التشخيص، من الضروري إجراء فحص دم لوجود RNA للـ HCV (الحمض الريبوزي)، ويمكن أن يتم ذلك إما من قبل طبيبك، أو ستتم إحالتك إلى اخصائي امراض الكبد، وفي حال تم اكتشاف RNA للـ HCV، فسيقوم إخصائي HCV بإجراء اختبارات إضافية، مثل اختبار النمط الجيني، وحتى خزعة الكبد و/ أو الموجات فوق الصوتية للكبد لتحديد تطور المرض بناء على النتائج، وسيجري المختصون تقييما للعلاج.
كيف يمكن للعلاج التأثير على حياة الناس؟
٭ المرضى الذين تعافوا من المرض HCV سيلاحظون العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك انخفاض في التهاب الكبد، ووقف تطور تليف الكبد، والحد من الاصابة بسرطان الكبد hepatocellular carcinoma (النوع الأكثر شيوعا من سرطان الكبد).
ما المبادرات المتخذة في الكويت لرفع الوعي بشأن مرض التهاب الكبد C؟
٭ خلافا لبعض الحالات المزمنة الأخرى مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، والتي لا يمكن السيطرة عليها فقط، يمكن الآن الشفاء كليا من التهاب الكبد C، ولرفع مستوى الوعي حول HCV والعمل على القضاء عليه في الكويت، قامت وزارة الصحة بإطلاق حملة توعية بالتهاب الكبد C تحت شعار «مستعد للشفاء من التهاب الكبد C»، وندعو الجميع في الكويت لدعم الجهود المبذولة للقضاء على التهاب الكبد C.