إقبال الأحمد تكتب عن: جرثومة اللاتهذيب!!
الكويت– النخبة:
المصدر –القبس:
وصلتني رسالة تقول: «يستطيع أي مواطن تقديم بلاغ ضد أي جهة حكومية مقصرة في أداء واجبها تجاه المراجعين من المواطنين والمواطنات. مثلا.. فقدان ملف صحي، تعطيل معاملة او اهمال وتعسف بعض الموظفين، ما عليك عزيزي المواطن الا الدخول على موقع خدمة مكافحة الفساد وتعبئة الشكوى الخاصة بك وإرسالها على الموقع المذكور بأعلاه لمكافحة الفساد وتقديم الشكوى على شكل طباعة، ويذكر بها الاسم ورقم هاتفك، مع التزام مكافحة الفساد بالتعامل مع نوع الشكوى بكل شفافية وسرية تامة».
أنا مواطنة كويتية عندي شكوى ضد فساد من نوع آخر، فساد يعبث بكل جسد وطني ويسرق منه الاحترام والرقي والالتزام، هو ليس فساد سرقة اموال او اهمال موظف او تردي خدمة، انه فساد التحاور والتواصل بين ابناء المجتمع.
لغة دخيلة جديدة ومرفوضة، اصبحت تسمعها بين مواطن واخر، بين الولد وامه، بين البنت ووالدها، بين مخدوم وخادم، بين رئيس ومرؤوس، بين مؤيد للتجنيس ومعارض له، بين مناصر للوافدين ورافض لهم، بين بعض أعضاء البرلمان، لا يهمني من هو المخطئ، ومن هو المتعدي الاول، ما يهمني ان ملامح وطني اصبحت باهتة، ولغته لم تعد مفهومة، نحتاج الى ايقاف كل متجاوز عند حده، متجاوز للغة الادب والحوار الراقي.. توقف الشرار الذي ينطلق من هنا وهناك ليشعل النار، نريد ان نحمي الوطن مما قد يأكل اخضره ويابسه معاذ الله، لا يمكن ان نقف مكتوفي الايدي، ونحن نسمع ونقرأ ما يدور حولنا ولا نحرك ساكنا بحجة ان هذا لا يخصنا، انه يخصنا بدل المرة الف مرة، ونحن معنيون به، لانه وطننا كلنا ولا نقبل ابدا ان نساهم في احتراقه لمجرد انه لا شأن لنا بهم.
ان «اللا تهذيب جرثومة معدية نصبح حاملين لها.. فقط بالتواجد حولها…»، قول صادق ويحمل معاني قوية، وهو ما يحصل حولنا اليوم.
لقد تردت لغة الحوار وامتدت رقعتها بشكل غير عادي، وستستمر الى ابعد الحدود اذا لم يوقفها احد عند حدها، وأصبح استحداث منهج تعليمي عنوانه «الاخلاق» ضرورة حتمية.. اذا ما زلنا نعتبر انفسنا شعبا قابلا للتطوير.