10 قضايا جذبت الذباب الإلكتروني.. #الحسابات_الوهمية تغرِّد بالتزامن للضغط والتأثير «وكله بثمنه»
الكويت- النخبة:
المصدر – القبس:
بين حين وآخر، يظهر طنين بعض الحسابات المنتشرة على منصّات التواصل الاجتماعي، تماشيا مع أحداث الساحة، لتوجيه الرأي العام، او لبث فكرة ما، في ظاهرة قد تكون دليلا على وجود ذباب الكتروني في الكويت.
وباتت مواقع التواصل الاجتماعي، منابر لتمرير آراء معينة، او توجيه فئات، الأمر الذي خلق مهنة جديدة، سواء عبر اشخاص او آلات، تتلخّص في مجموعة حسابات تغرد متناغمة، وبمقابل أجر لأهداف متنوعة، أبرزها نشر معلومة أو مناشدة أو حتى إساءة بطريقة غير مباشرة بهدف الوصول إلى التأثير السلبي أو الضغط على المسؤول صاحب العلاقة.
ووفق مراقبين، تختلف هذه المجاميع، ما بين اشخاص يملكون حسابات عدة يغردون في التوقيت ذاته وفي الاتجاه والمضمون، وبين شركات توفّر تغريدا آليا لعدد كبير من الحسابات غير الحقيقية يحمل المضمون نفسه، فجميعها تؤدي الغرض المطلوب، وهو بث فكرة ما بكثرة لتصبح حديث الشارع «التويتري».
شهدت الكويت خلال المرحلة الماضية الكثير من الهاشتاقات التي لفتت انتباه المراقبين بسبب كثرة المشاركين فيها وتشابه التعليقات والتغريدات، اضافة الى استخدام بعض الألفاظ غير المحلية.
ومن أبرز هذه الحملات:
1- الاستجوابات والصراع السياسي:
ساهمت الحملات في تويتر في اسقاط وزيرين هما الشيخ محمد العبدالله وسليمان الحمود بعد استجوابهما بمجلس الامة.
2- الخلافات الرياضية
تركزت في موضوع ايقاف النشاط الرياضي وانتخابات الاندية التي أجريت مؤخراً.
3- قضية دخول المجلس
لا تزال أصداء هذه القضية مستمرة حتى الآن، وتظهر بين فترة واخرى تحت هاشتاق العفو.
4- أزمة الأمطار
حيث حظيت بتفاعل كبير اثمر عن اجبار الحكومة على تعويض المتضررين ومنح الموظفين عطلة لمدة يومين، اضافة الى محاسبة عدد من المسؤولين وكشف فساد بعض المشاريع.
5- قضية إسقاط القروض
انطلقت مؤخرا عبر تغريدات نشطاء ما لبثت ان تحولت الى نشاط يومي في ساحة «تويتر» استمرت الى اليوم الخميس وهي متصدرة «الترند» المحلي.
6- قضايا التربية والتعليم والجامعة
تظهر بين فترة واخرى تغريدات وهاشتاقات تتبنى قضايا تربوية محددة ما تلبث ان تحظى بردة فعل على الصعيد الحكومي.
7- التقاعد المبكر
شكلت التغريدات حول «الشد والجذب» الحكومي – النيابي تجاه القانون، عامل ضغط على الطرفين لإقرار التعديلات المطلوبة من المغردين.
8- المناوشات المذهبية والقبلية
تزايدت المناوشات المذهبية والقبلية عبر مواقع التواصل خلال الفترة الماضية بسبب أحداث وقضايا ومواقف.
9- انتقاد مساعدات وقروض الكويت
بموزاة المطالبات بإقرار الكوادر والامتيازات وإسقاط القروض للمواطنين، تزايدت التغريدات المنتقدة لمساعدات الكويت وقروضها المقدمة للدول الأخرى.
10- الأزمة الخليجية واستقطاباتها
احتلت الأزمة الخليجية الأخيرة اهتماما واسعا عبر الفضاء الالكتروني.
رأى مهتمون ان الذباب الالكتروني ظهر فترة في الكويت، واختفى لكونه لم يجد نفعا، رأى آخرون ان بعض الصفحات تشكِّل فرقاً إعلامية تتجاوز 250 حساباً بلا تأثير شخصي، لكن تعمل على المشاركة في وسم «هاشتاغ» تحت عنوان لافت، وفي وقت معيّن، ما يساهم في رفع الحالة أو الخبر أو الموضوع المتحدث عنه ليكون ضمن أكثر المواضيع حديثا وتأثيرا محليا، ما يدعو المجتمع ومستخدمي تلك المواقع الى المشاركة والحديث في قضية بعينها.
ولفتوا الى انه وبجانب أشخاص وحسابات يتحكّمون في التغريدات خلال فترات معينة من الزمن هناك شركات تقدم خدمات مشابهة تساعد في وضع أي موضوع في الأكثر تداولا ضمن المواقع المختلفة، لقاء أجر معيّن، وهو ما يتم عادة ويستخدم كحملة مضادة من بعض الشخصيات السياسية أو المستهدفين.
وعن القيمة المدفوعة بين المراقبون انها تتراوح بين خدمة وأخرى، فهناك خدمات تكون ضمن قائمة واحدة تصل الى 22 خدمة وتحدد قيمة الصورة أو الفيديو أو النص بـ250 دينارا، في حين تحدد حسابات أخرى القيمة بـ 500 دينار، وفق القوة والتأثير المطلوب.
ويرى المبرمج وصاحب حساب غويا لتقييم الحسابات الالكترونية عذبي المطيري انه لا وجود للذباب الالكتروني في الكويت، حيث توقف تأثير ما يطلق عليه «بوتات» منذ نحو عامين في البلاد.
وبيّن المطيري لـ القبس ان الذباب الالكتروني المتعارف عليه خليجيا، هو مصطلح يطلق على اشخاص حقيقيين وهم موظفون للدفع برأي معيّن وباتجاه معيّن عبر التغريد بالتزامن وبالمضمون نفسه، او لإغراق «هاشتاق» معيّن برأي مخالف او تغريدات بلا قيمة لإضعافه، او لخلق موجة مضادة.
وشدّد المطيري على أنه بهذا المفهوم لا يوجد ذباب الكتروني في الكويت، حيث شهد «تويتر» في السابق تواجد «بوتات» وهي حسابات لأشخاص غير حقيقيين عبر برامج معينة تبث تغريدة بعينها بكثرة.
وبيّن ان هذا الامر شهد فشلا في الكويت، لأسباب عدة؛ منها ان شبكة «تويتر» صنّفت الحسابات الالكترونية لثلاثة اصناف: موثوقة، عادية، وضعيفة، واغلب البوتات كانت ضمن الحسابات الضعيفة التي حجب «تويتر» ظهورها في محرك البحث، بالتالي ما عادت تشكّل ثقلا في التداول، فضلا عن ان تغريد البوتات كان واضحا للعموم ان من يقف خلف الحساب هو شخص غير حقيقي، حيث لا يجيب عمّن يناقشه ولا يتفاعل.
وقال المطيري انه سعى الى تطوير منصة «غويا»، لكشف التفاعل الوهمي والتأثير الحقيقي لبعض الحسابات، حيث يمكن الدخول على الحساب الالكتروني عبر «غويا»، لمعرفة عدد التفاعل الفعلي مع اي تغريدة.
ومن جانبه، أكد مستشار أمن المعلومات والجرائم الالكترونية رائد الرومي ان الذباب الالكتروني مصطلح جديد يطلق على حرب التغريدات، وجنودها مجهولون، وأسلحتهم الحواسيب، وساحتهم منصات التواصل الاجتماعي، مبينا أن الكويت فيها الكثير من الحسابات الوهمية والمزيفة التي تستخدم تغريداتها لأجندة معينة ولرأي معين، وقد تكون مسيّسة، وقد تكون مدفوعة الأجر، وقد تكون من دول أخرى.
ولفت إلى أن «الربيع العربي» وامتداده والثورات كانت تقودها مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن هذه المنصات غيّرت قناعات وسياسات وآراء في بعض الدول، وجيّشت الشارع وخلقت مفهوما وسياسة جديدين، مشيراً إلى الأزمة الخليجية الأخيرة والمشاحنات والرسائل المزيّفة والإشاعات التي يستخدمها أطراف في النزاع.
منصات مضادة
وشدّد على أنه لا بد من التغلّب على الذباب الالكتروني، من خلال بناء منصات تقابل الحجة بالحجة والمعلومة بالمعلومة والرأي بالرأي، بدلا من الملاحقات القانونية لأننا نواجه اليوم حربا معلوماتية وحرب إشاعات وحربا إخبارية في منصّات التواصل الاجتماعي، وهذا أفضل حل للقضاء على الذباب الإلكتروني.
تأثير مختلف
اعتبر المطيري أن آلية التأثير في الرأي العام في الكويت عبر الشبكات الالكترونية مختلفة، حيث غالبا ما تعتمد على العلاقات الاجتماعية، مع مؤثرين او خدمات اخبارية، لنشر معلومة او خبر ما، او حتى اللجوء للنشر بمقابل مادي.
أوقات الذروة
بالبحث عن التوقيت الذي تعتمده بعض الحسابات للتغريد لتوجيه الرأي الالكتروني في الكويت، يتبيّن وجود فترتي ذروة يوميا، من الـ2 حتى الـ4 ظهراً، ومن الـ9 الى الـ11 مساء.
تبي هاشتاقك ترند؟
بيّن عذبي المطيري ان هناك افرادا يقدمون خدمات لجعل بعض الهاشتاقات «ترند» في تويتر، وذلك عبر التعامل مع شركات تملك حسابات عدة، تغرد ضمن الوسم لزيادة عدد التغريدات ضمنه، وبمقابل مادي يصل الى 80 ديناراً تقريبا.
تفاعل ضعيف مع «الوسم»
أكد المطيري ان الكويتيين لم يعودوا يتفاعلون مع الوسم كالسابق، مشيرا إلى أن الكثير من «الهاشتاقات» الوهمية التي لا تعبّر عن قضية حقيقية وملموسة على ارض الواقع، لا سيما أن للمجتمع الكويتي طرقا اخرى، كـ «الواتس أب» والدواوين وغيرها، للوقوف على مدى صحة الحدث.
خدمات إخبارية
ذكر المراقبون أن جل الحسابات يحمل أسماء خدمات إخبارية غير مرخّصة، وهناك حسابات تم ترخيصها من قبل أشخاص خارج إطار العمل الإعلامي، وموظفون لدى جهات حكومية ويعمدون إلى نشر أخبار جهاتهم أو مشكلاتها لتحقيق مصالح قد تكون شخصية في بعض الأحيان.