لندن – النخبة:
توصل باحثون في الكلية الامبراطورية في لندن وكلية لندن الجامعية إلى وسيلة جديدة للتمييز بين العسل الحقيقي والمغشوش بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتحاليل الميكروسكوبية.
ومن المعروف أن عسل النحل هو ثالث أكثر منتج غذائي يتعرض للغش في العالم، وكثيراً ما يتعرض للتلاعب بتصنيفه ونوعه، أو تخفيفه بمواد أخرى مثل السوائل السكرية.
ونقل الموقع الإلكتروني “تيك إكسبلور” المتخصص في العلوم والتكنولوجيا عن الباحث جيرار غلوسكي أن “النحل يصنع العسل من رحيق النباتات، وتحتوي النباتات على حبوب تلقيح، وكل نبات له حبوب تلقيح مختلفة عن الآخر، وبالتالي فإذا كان عسل نبات المانوكا لا يحتوي على حبوب تلقيح مانوكا، أو لا يحتوي على حبوب تلقيح على الاطلاق، فهو ليس عسل المانوكا“.
وذكر بيتر هي، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، أن التحقق من جودة العسل بتحديد مصدره النباتي، منتشر منذ عقود، ولكن هذه الطريقة تشتهر بأنها تقنية بطيئة وتتطلب قدراً من التخصص، مضيفاً “نعتقد أنه يُمكن تسريع هذه الخطوات بعملية إلكترونية لا تتأثر بالعوامل التي يتأثر بها الانسان مثل الارهاق والنسيان والملل“.
وذكر الباحث ألكسيس جكانتيراغاس “نتعرف على حبوب اللقاح داخل عينات العسل باستخدام التقنيات القياسية للتعلم العميق، وبالتالي يمكننا تطبيق مناهج كمية لتحليل بعض العناصر مثل كثافة وتوزيع حبوب اللقاح داخل العينة، كما يمكننا التعرف على الموقع الجغرافي لإنتاج العسل ومصدره النباتي“.
وجمع الباحثون في إطار الدراسة عينات من أنواع عسل مختلفة ووضعها على شرائح زجاجية. وفحصت العينات بميكروسكوب عالي الدقة، بتسجيل قطاع بحجم 2500 ميكروسكوب من حبوب اللقاح.
وبعد تصنيف هذه اللقطات حسب نوعية كل عسل، تُدخل هذه البيانات ضمن منظومة للتعلم العميق، بحيث تستطيع هذه المنظومة بعد ذلك التعرف على نوعية العسل المعروضة عليها بناءً على البيانات المسجلة.
وتبين من التجارب الأولية أن المنظومة الجديدة يمكنها التعرف بفعالية على العسل المخفف أو المغشوش والعسل الذي صنف مصدره بشكل خاطئ، غير أنها لم تتعرف على العسل الملوث بالمعادن الثقيلة، والمضادات الحيوية، والمبيدات الحشرية، وبالتالي لابد من الجمع بين التقنية الجديدة وسبل تحاليل كيميائية أخرى للتحقق من سلامة العسل في نهاية المطاف.
