غالبية إصابات السرطان في الكويت متعلقة بالدم.. وتتضامن مع شتى الجهود في يوم «سرطان الأطفال العالمي»
الكويت – النخبة:
المصدر – الجريدة:
في الوقت الذي تكثف فيه البشرية جهودها في «اليوم العالمي لمكافحة سرطان الأطفال» تضامنا مع المرضى ودعما للأطفال المصابين وذويهم يمضي العلماء والباحثون والمعنيون عملهم بدأب للتوصل إلى علاج ناجع لهذا المرض وتحسين الخدمات الطبية والرعاية التلطيفية.
والكويت من منطلق ايمانها برسالتها الانسانية فانها تتضامن مع رسالة دول العالم في إحياء هذا اليوم الذي يصادف يوم غد الجمعة وتولي بكل مكوناتها اهتماما كبيرا بمكافحة هذا المرض ومواجهته بكافة أشكاله وانواعه.
كما تولي الكويت أهمية كبرى لكل المناسبات والاحداث التي تشكل حافزا تضامنيا ودافعا معنويا للمصابين وأولياء أمورهم خصوصا إذا ما تعلق المرض بالأطفال حيث تبذل جهود مجتمعية على كافة المستويات لتخفيف معاناة المصابين وذويهم.
وينشط في الكويت الكثير من المبادرات والمساعي الانسانية في هذا الصدد سواء من خلال الجهات الرسمية او عبر المبادرات الاهلية والخاصة والمعنيين بهذا المرض وقد قامت وكالة الانباء الكويتية (كونا) في كثير من المناسبات بتسليط الضوء على تلك المبادرات الانسانية والاليات التضامنية مع هذه الفئة.
وفي هذه المناسبة قال مدير مستشفى بنك الكويت الوطني للأطفال الدكتور ميثم حسين ل(كونا) اليوم الخميس إن المستشفى يعتز بمشاركته وتضامنه عبر إقامة نشاطات تشجيعية للأطفال المصابين وذويهم لتعطيهم الأمل والفرحة والقوة ولتكون حافزا للشفاء معربا عن امله في نجاح الخطة العلاجية للأطفال وشفائهم التام.
وأوضح حسين أن سرطان الأطفال يختلف كليا عن البالغين وأن أكثر السرطانات شيوعا عند الأطفال هو سرطان نسيج الكلى وسرطان الجهاز العصبي وسرطان العظام مبينا أن فترة العلاج تستغرق ما بين عام إلى عامين.
وأكد حرص إدارة المستشفى على استكمال الأطفال دراستهم خلال تلقيهم فترة العلاج تزامنا مع اوقات المدرسة حيث تم فتح فصول دراسية بالتعاون مع جمعية (أبي أتعلم) التطوعية.
أما بالنسبة للعلاج فقال انه إذا كان الورم خبيثا فان هناك ثلاثة علاجات مختلفة أولها العلاج الكيماوي بحيث يعطى الطفل المصاب جرعات من الادوية التي تقتل الخلايا السرطانية) ثم العلاج الجراحي لاستئصال الورم قبل أو بعد العلاج الكيماوي ثم العلاج الإشعاعي للحالات النادرة.
وافاد بانه مع تطور الطب ظهر علاجان جديدان وهما العلاج بالخلايا الجذعية وهو مصاحب للعلاج الكيماوي بجرعات عالية ثم علاج الخلايا الجذعية لنسيج الدم والعلاجات المناعية التي تعالج خلايا المناعة ثم معالجة الأورام موضحا انه في حال عدم توافر العلاج يتم علاج الطفل خارج الكويت.
وحول اعراض الاصابة بمرض السرطان لدى الاطفال قال الدكتور حسين ان غالبية حالات الإصابة متعلقة بسرطان الدم (سرطان كريات الدم البيضاء).
ولفت الى ان هناك أعراضا عامة منها إصابة الطفل بحرارة غير مسببة بالتهاب ونقص في كريات الدم الأخرى كالصفائح وكريات الدم البيضاء مع الشحوب الظاهر وفقدان الشهية وانخفاض الوزن وتباطؤ النمو ونزيف باللثة واحيانا لا توجد أي أعراض وتتبين الإصابة خلال فحوصات الدم.
وفيما يتعلق بسرطان الأورام قال ان هذه الأورام قد تكون ظاهرة مثل سرطان العقد اللمفاوية أو يمكن تحسسها مثل السرطان الناتج عن الكلى أو الكبد.
واضاف أما إذا كان السرطان متعلقا بالجهاز العصبي فقد تحدث تشنجات يتضح بعدها وجود ورم في الرأس عند عمل أشعة مقطعية وبالتالي يتم التشخيص المخبري الدقيق لأنه ليست كل الأورام خبيثة اذ انها تكون حميدة في بعض الاصابات.
وذكر أن تشخيص السرطان يكون بداية مع أخذ التاريخ المرضي للمصاب بواسطة طبيب مختص وفي حال تبين ان المصاب دون سن ال16 يحول إلى مستشفى بنك الكويت الوطني للأطفال حيث تتكفل الدولة بتكاليف العلاج كاملة دون النظر الى جنسية الطفل المصاب.
واوضح أنه في حال إصابة الطفل بسرطان الدم فإنه يتم اخذ خزعة للنخاع لأن أصل كريات الدم البيضاء تظهر من النخاع لتحديد نسبة الخلايا السرطانية والنقص الموجود في كريات الدم الحمراء والصفائح كما يتم تحليل نوع هذا السرطان لمعرفة ما إذا كان من الفئة خلايا (ب) أو (تي).
وأكد الدكتور حسين انه بالنسبة للاصابة بسرطان الأورام فيكون الفحص سريري ليتم تحديد الورم ثم الأشعة التشخيصية وأخذ خزعة من الورم لتحديد نوع الورم سواء كان حميدا أم خبيثا.
ولفت الى أن بعض الأورام لها خصوصية من ناحية العوامل البيولوجية ويتم دراستها عبر تحليل النسيج لتحديد نوع الورم بصورة دقيقة لان ذلك يحدد تاريخه المرضي المستقبلي.
وعلى صعيد متصل اشار الدكتور ميثم الى مبادرات بنك الكويت الوطني الأسبوعية للأطفال وذويهم والفعالية الشهرية (احلم بان اكون..) والتي تسعى لتحقيق حلم كل طفل مصاب بناء على ترشيح من متطوعي الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال (كاش) ومن بينها حلم احدهم بلقاء حضرة صاحب السمو امير البلاد وآخر بالسفر.
ومن ناحية أخرى قالت المدير التنفيذي ل(بيت عبدالله) لرعاية الأطفال رشا الحمد ل(كونا) ان (بيت عبدالله) جمعية نفع عام تقوم على التبرعات والمبادرات الشبابية ومشاركات من طلبة المدارس.
وذكرت الحمد أن العلاج التلطيفي يهدف إلى تحسين جودة الحياة لدى الأشخاص الذين يواجهون أمراضا تجعل حياتهم مهددة ويهدف إلى تحسين حياة ذوي الأطفال المرضى مضيفة أن الطاقم الطبي في (بيت عبدالله) يقدم مساعدات مادية ومعنوية تتمثل في قضاء حاجات الأسر (توفير مواد غذائية وحليب للأطفال وغيرها).
وأوضحت أن العلاقة وطيدة بين (بيت عبدالله) ومستشفى بنك الكويت الوطني اذ تتواصل الإدارة لإرسال الحالات التلطيفية بعد موافقة الأهل ويقدم مستشفى البنك الوطني كافة الدعم الطبي في حال الاستعانة بهم وفي احيان كثير يتم بناء على طلب من الطفل في أيامه الأخيرة أو من ذويه البقاء في (بيت عبدالله).
وقال انه يتم التواصل في تلك الحالة ما بين (بيت عبدالله) ومستشفى البنك الوطني للاستعلام ما إن كان هناك موعد لأخذ الكيماوي فيتكفل (بيت عبدالله) بنقل الطفل من وإلى المستشفى.
وأشادت الحمد بتعاون وزارة الصحة الكويتية اذ توفر الوزارة دكتورا مختصا لأي عارض صحي يصيب أي طفل داخل البيت نافية سماح (بيت عبدالله) بمبيت أي حالة لأكثر من ثلاثة أسابيع.
واشارت الى تعاون (بيت عبدالله) مع الأهل في حال توجب سفر الأهل وخوفهم من انتكاس الابن المريض فإن (بيت عبدالله) يقوم باستقبال الطفل المريض.
من جانبها قالت شيخة سعود وهي والدة طفل مصاب بسرطان الدم ل(كونا) “شعرت في بداية الأمر بالاسى والمرارة لرؤية ابني المصاب وهو يواجه شبح الموت امام عيني ولكن عند محادثة الاستشاري الخاص بحالة طفلي سمعت رأيا طبيا طمأنني“.
واضافت “عند سقوط شعر ابني تحسرت على حاله لكن كان علي أن أكون الدافع له لينتصر على المرض وبالفعل بدأت أشجعه في كل زيارة لأخذ جرعة الكيماوي حتى تحسن وضعه النفسي والجسدي“.
واشارت الى “ان فعاليات البنك الوطني أسهمت في ادخال السعادة على نفوس صغارنا وانعكست إيجابا عليهم”.