المخرج البحريني محمد القفاص: أعرف متى أسرق وكيف أستغل و«أمنيات بعيدة» مع هدى حسين
المنامة- النخبة:
عبّر المخرج البحريني محمد القفاص عن سعادته بالعودة إلى – ملعبه الدرامي – في مملكة البحرين، التي شهدت ولادة الكثير من الأعمال التلفزيونية في مستهل مشواره الفني، خصوصاً بعدما فرغ أخيراً من تصوير مسلسله الجديد «العذراء»، والذي تشارك في بطولته كوكبة كبيرة من النجوم في الدراما الخليجية.
القفاص، الصريح حتى الشفافية، قال عن نفسه في حواره مع «الراي» إنه أناني في بعض التجارب، ويعرف كيف يسرق من الفنان الذي أمامه، لافتاً إلى أن أسوأ ما يمكن أن يوجد في مشواره عدم تعاونه مع العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا.
وكشف المخرج عن مسلسلين آخرين، سيعكف على تصويرهما قريباً، الأول بعنوان «أمنيات بعيدة» مع الفنانة هدى حسين، في حين سيهدي العمل الثاني إلى الفنانة سعاد عبدالله، ريثما ينتهي مؤلفوه من نسج أحداثه الدرامية، وهو بعنوان «أم شاؤول». ولم يُخفِ المخرج البحريني توقه الشديد للتعاون مع الفنانين حياة الفهد وسعد الفرج، منوهاً إلى أن الأمر لن يطول كثيراً، كي يبصر النور في الآتي من الأعمال.
فلنبدأ من حيث انتهيت، بعدما فرغت أخيراً من تصوير الحلقات كافة لمسلسل «العذراء»، فكيف تصف لنا هذه التجربة؟
بكل بساطة، فإن تجربة «العذراء» تمثل بالنسبة إليّ عودة حقيقية إلى ملعبي في مملكة البحرين، بعد انقطاعي لسنوات طويلة عن التصوير في أرض بلادي. كما أن المسلسل أعادني إلى خلطتي المعروفة لمسلسلات أنجزتها في السابق، ولاقت نجاحاً منقطع النظير وقتذاك، بينها «هدوء وعواصف» و«عذاري» و«جنون الليل» و«عيون من زجاج». يمكنني القول إن «العذراء» قد جمع كل هذه المسلسلات في ثنايا أحداثه ومضامينه، وسنجعل الجمهور يتذوق خلطتنا الأصلية التي سار عليها آخرون غيرنا ونجحوا في تقديم مسلسلات ناجحة، ولكننا في «العذراء» سنقدم الأصل لا الصورة.
وجود هذا الكم من نجوم الدراما الخليجية في المسلسل ألم يشكل ثقلاً كبيراً على عاتقك؟
لا شك أن وجود أسماء كثيرة من النجوم، سيمنح العمل ثقلاً محسوباً، فمن أسس رؤية التأليف والإخراج أن يكون المسلسل مثقلاً بالنجوم، حيث اشتغلنا على تنويع وتوزيع الأدوار المهمة والمؤثرة على الفنانين كافة، وليس بالضرورة أن يكون هناك بطل أوحد، بل سيرى المشاهد نجوماً يظهرون في حلقات معينة ويختفون في حلقات أخرى، إلا أن وجودهم في سير الأحداث مهم للغاية، ولا يمكن الاستغناء عنهم على الإطلاق، على غرار جمعان الرويعي ولولوة الملا وفهد البناي وشفيقة يوسف وميس قمر وإلهام علي وحسن محمد وسلوى الجراش.
ما قصة «العذراء»، وما سبب هذه التسمية للمسلسل؟
العنوان يعود إلى اسم بطلة المسلسل الفنانة شجون، التي تؤدي شخصية «عذراء»، ويعني التميّز والتفرّد، وهي شابة متفردة بأخلاقها وجنونها وتفكيرها، ونادراً ما تشبه أحداً.
هل يرتكز العمل على البطولة الجماعية؟
بكل تأكيد، يرتكز على البطولة الجماعية، فالكل بطل، إلى جانب الأبطال الرئيسيين، وهم شجون وسعاد علي ومرام البلوشي وهيفاء حسين وأحمد إيراج، بالإضافة إلى محمود شريف ودانة آل سالم. أيضاً، الرهان في هذا المسلسل لا يقتصر على النجوم الكبار، بل حتى على من أسندت إليهم أدوار بسيطة، حيث سترون وجوهاً قد أعدنا اكتشافها، ووجوهاً أخرى تقف للمرة الأولى أمام الكاميرا، وتقدم أداءً متميزاً.
مَن هو النجم الذي أثر بك على المستوى الشخصي من خلال أحداث المسلسل؟
لا أخفيك، أن جميع أبطال العمل قد تم اختيارهم بعناية بالغة، إذ كان هدفي منذ البداية أن أقدم خلطة جديدة – إن صح التعبير – والحمد لله أننا نجحنا في ذلك إلى حد كبير، حيث سيرى الجميع أداء مبهراً من الفنانة شجون وأداء كبيراً من الفنانة سعاد علي، وأداء مختلفاً من هيفاء حسين، فضلاً عن تلوّن الفنانة مرام البلوشي في شخصيتها الفنية، بالإضافة إلى الأداء المُغاير للفنان أحمد إيراج. وبالعودة إلى جوهر السؤال والحديث عن الفنان الذي أثر فيّ، فأنا سأجيبك بصراحة مفرطة وبعيداً عن المجاملة، حيث سيشهد المشاهد مباراة كبيرة بين الممثلين إبان عرض المسلسل على الشاشة الصغيرة، وحينئذٍ سيعذرني الناس لامتناعي عن الإجابة، لأن الجميع كانوا مؤثرين.
• أبدت الفنانة هيفاء حسين إعجابها ببراعتك في إدارة دفة الإخراج وبتعاملك مع فريق العمل، فكيف تراها من منظور فني، ولماذا تأخر التعاون بينكما؟
هيفاء حسين، فنانة بكل ما للكلمة من معان، وقلت لها مراراً إنني لن أشترك معك في أي عمل ما لم يضف لكِ قبل أن يضيف لاسمي، وها أنا أفي بوعدي لها وسيراها الجمهور بأداء مختلف للغاية. أنا أناني في مثل هذه التجارب، وأعرف كيف أسرق من الفنان الذي أمامي، ولعل ما زاد من سرقتي لهيفاء حسين أنها فنانة مطيعة وملتزمة وغير متشنجة، كما أنها تؤمن بقدراتها، لذلك قمت باستغلالها أكبر استغلال فني.
كيف تدير زمام الأمور إذا ما شعرت بأن هناك غيرة بين الفنانات في «اللوكيشن»، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة توزيع الأدوار؟
غالباً ما أتجاهل الغيرة الفنية إن وجدت، وأعتبرها حافزاً لاستخراج أقصى ما يمكن استخراجه من الفنان.
يلقي بعض المخرجين اللوم على الفنانة شجون بأنها «غير ملتزمة» بالمواعيد، فهل عانيت من هذا الأمر؟
شجون فنانة مزاجية، كما إنني مخرج مزاجي أيضاً ويصعب التعامل معي، ولكن في اللحظة التي تعرف فيها سر مزاجيتي المختلفة والمتضاربة والمزعجة والمختلطة، والتي لا تسير بمنهجية واضحة يمكنك أن تتعامل معي بأريحية المخرجين الذين يقولون ذلك الكلام عن شجون، والذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الانغماس في روح الفنان واستكشاف ما في داخله، أو الشيء الذي يضايقه أو يعشقه، ومتى ينبغي أن نتكلم معه ومتى نصمت، متى نعاتب ومتى نحسم، ومتى نضحك ومتى نغضب. شجون فنانة حتى النخاع، وتعاملي معها سهل ممتنع، فبمجرد أن أنظر في عينيها وتنظر في عينيّ نعرف ماذا نريد، وأعرف ما الذي ينبغي أن أقوله لكي أقتنص كل ما لديها من إمكانات مجرمة.
متى تعود المياه إلى مجاريها بينك وبين الفنانة سعاد عبدالله؟
أقولها للمرة الألف إنه لا خلاف بيني وبين «السندريلا» الفنانة القديرة سعاد عبدالله، سوى اختلاف في وجهات النظر، وهذا الاختلاف هو الذي أنتج روائع في الدراما الخليجية لا يمكن أن تُمحى على الإطلاق، وسأرجع للعمل معها قريباً إن شاء الله، كي نقدم الأفضل.
هل من مشروع فني وشيك بينكما؟
الفنانة سعاد عبدالله هي من تختار النص وتعرف جيداً من تختار من المخرجين لتنفيذه، ولا أزعل أو أتضايق أبداً عندما تختار أحد زملائي في الوسط الفني، إذ يكفيني فخراً وتشريفاً أنني أنجزت لها من الأعمال التي توصف بـ«الخالدة». وسأعطيك شيئاً حصرياً، وهو أنني بصدد التعاون مع «أم طلال» في عمل جديد بعنوان «أم شاؤول» حيث يعكف مؤلفوه حالياً على نسج أحداثه الدرامية، وسأقوم بتسليمه إليها فور الانتهاء من كتابته، وبلاريب فإن الفنانة سعاد عبدالله ذكية جداً في اختيار موضوعاتها المختلفة، وكلي أمل أن يحوز النص إعجابها.
وما مدى إمكانية العمل مجدداً مع الفنانة هدى حسين، لا سيما بعد النجاح اللافت الذي تحقق العام في مسلسل «عطر الروح»؟
لديّ تعاون مع الفنانة هدى حسين في مسلسل تلفزيوني جديد بعنوان «أمنيات بعيدة»، حيث أتحضر حالياً لإعداده وتجهيزه بغية تصويره قريباً جداً.
لماذا لا نرى لك أعمالاً مع الفنانة حياة الفهد أو الفنان سعد الفرج؟
هناك الكثير من الأعمال التي عرضت عليّ لمسلسلات خاصة بالفنانة حياة الفهد، ولكن لسوء الحظ أنني في كل مرة أتلقى فيها عرضاً يجمعني بـ«أم سوزان» أكون قد التزمت بكلمة مع آخرين أو أنني أبرمت عقوداً لأعمال فنية أخرى. ولعل أسوأ ما يمكن أن تجده في مشواري الفني هو عدم تعاوني مع العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا والفنان القدير سعد الفرج، ولكنني أعدكم بأن عدم اشتغالي مع الفنانين حياة الفهد وسعد الفرج لن يطول.