هل المستمع للغيبة شريك المغتاب في الوزر؟!
الكويت – النخبة:
السؤال
أمرنا الله عز وجل ببر الوالدين لا سيما الأم، أحاول أن أبر أمي قدر استطاعتي لكنها تُكثر من غيبة أقاربنا وأنا الوحيدة في البيت حالياً لذلك تتكلم معي دائماً عن فلان وعلان، هذا فعل، وهذا لم يفعل، وبما أنها أمي لا أستطيع إسكاتها لكنني أحاول أن أدافع عن من تغتابه من الناس لكن كثرة دفاعي عنهم يسبب غضبها مني.
هذا إلى جانب أنه في بعض الأحيان يكون معها حق فلا أستطيع أن أدافع، وكثرة كلامها عن الناس يزعجني ويسبب لي التعب النفسي، لأنني أكره أن أتفوه بكلمة عنهم، وبالرغم من ذلك أحيانا أشترك معها وأقع أنا أيضاً في الغيبة والأمر يزعجني كثيرا، وأريد مما تقدم أن أعرف ما إن كنت أُعَد ممن يستمعون ويديرون آذانهم للغيبة، مع العلم أنني أُسكت أي أحد آخر غير أمي، أي أحد يبادر بغيبة أي شخص، سيئاً كان أم طيبا، وأبذل جهدي بإسكاته والدفاع عمن يغتاب، وأريد من حضرتكم النصح لي، فكيف يكون نهي الأم عن هذه الكبيرة؟ وهل عملها هذا يحبط سائر أعمالها من صوم وصدقة وصلاة؟. وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالغيبة محرمة، بل هي من كبائر الذنوب على الراجح، كما قال الناظم:
وقد قيل صغرى غيبة ونميمةٌ *** وكلتاهما كبرى على نص أحمدِ..
والاستماع للغيبة محرم، فالمستمع شريك المغتاب ما لم ينهه عن هذا المنكر، فلا يجوز استماع الغيبة وإقرارها، وإنما يجب الإنكار على المغتابين وبيان حرمة الغيبة والنميمة، فإذا لم ينفع ذلك فعليك بتجنب مجالسهم ما أمكنك.
قال النووي: باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبة محرمة بردها والإنكار على قائلها، فإن عجز أو لم يقبل منه فارق ذلك المجلس إن أمكنه. رياض الصالحين.
وإذا كان المغتابون هم والديك فعليك نصحهم برفق وأدب، ويمكنك توجيه الحوار بعيداً عن الأمور المحرمة والمبادرة بالكلام النافع، فإذا تمادوا في الغيبة وأردت الإعراض عن كلامهم حتى لا تستمعي إلى الغيبة فلا حرج عليك، فإن كان في ذلك ضرر عليك أو كان يؤدي إلى مفسدة أكبر، فلا حرج عليك في الجلوس ما دمت تنكرين بقلبك.
والله تعالى هو أحق من خافه العبد واستحيا منه، ومن ثم فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى وتتركي سماع الغيبة، وتلطفي لأمك في الإنكار وبيان حكم الشرع، وحاولي أن تتكلمي معها فيما يعود عليكما بالنفع في دينكما ودنياكما، وإذا علمت منك أمك أنك لا تستمعين الغيبة ورأت إصرارك على إنكار هذا المنكر فستكف عنه ـ بإذن الله تعالى ـ
والله أعلم.