الكويتيون يستذكرون “حبابة” في الذكرى الـ 15 لرحيلها
يستذكر أهل الكويت بكل أسى وحزن الراحلة الفنانة مريم الغضبان في الذكرى الـ15 لرحيلها التي تصادف يوم غد الاثنين، الثالث من يونيو، والتي رحلت بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز على المستوى الفني.
وتعد الراحلة الغضبان أو كما عرفت بـ(حبابة) بين جمهورها الكويتي والخليجي والعربي من الجيل المؤسس للحركة المسرحية في الكويت في بداية الستينيات من القرن الماضي حيث وقفت إلى جانب الفنانة مريم الصالح كأول سيدتين كويتيتين على خشبة المسرح، بحسب وكالة الأنباء الكويتية “كونا”.
ولدت مريم غضبان السيد محمود الرزوقي في 20 نوفمبر 1948 في حي المطبة وعملت في بداية حياتها كممرضة في مستوصف الدسمة عام 1959 وحصلت على الثانوية العامة عام 1968 ثم دبلوم معهد التمريض وهي أحد اعضاء مؤسسي جمعية الفنانين الكويتية.
تزوجت عام 1966 من الفنان مكي القلاف ولديها منه خمسة أبناء هم عبدالقادر ومنال ومها وعبدالعزيز وعبدالوهاب.
ظهرت موهبتها الفنية في وقت مبكر حيث مثلت في منتصف الخمسينيات وهي طالبة بالمدرسة في مسرحية (الطاعة) وكان أول عمل فني لها كممثلة محترفة في مسرحية (صقر قريش) في الموسم المسرحي 1960/1961 وهي من تأليف محمود تيمور وإخراج زكي طليمات وفى عام 1964 حصلت على دورة مسارح بالقاهرة.
انضمت لفرقة مسرح الخليج العربي في 28 نوفمبر 1967 وهي تعد احد مؤسسي الفرقة وقدمت معها اعمالا عدة مثل (بخور ام جاسم) و(رجال وبنات) و(1-2-3-4 بم) و(للصبر حدود) و(عزل السوق) وغيرها من الاعمال.
وتعد مريم الغضبان أيضا من مؤسسي فرقة المسرح الشعبي وشاركت في تمثيل العديد من مسرحياته ومنها (سكانة مرته) و(الجنون فنون) و(غلط يا ناس) و(يمهل ولا يهمل) ومسرحية (ضعنا بالطوشة).
كما قدمت مع فرقة المسرح العربي عددا من الأعمال منها (ابو درامة) و(المنقذة) و(امبراطور يبحث عن وظيفة) و(صقر قريش) و (مضحك الخليفة) و(استارثوني وانا حي).
وقدمت مع المسرح الكويتي (صاحي واربعين نايمين) و(ابوسند في باريس) كما شاركت في مسرحية (على جناح التبريزي وتابعه قفه) التي مثلت الحركة المسرحية الكويتية في مهرجان ايام دمشق المسرحية عام 1975 وقامت بجولة بعد ذلك في عام 1976 في تونس والمغرب والقاهرة.
واستمر عطاؤها بعد تحرير الكويت حيث شاركت في ثلاث مسرحيات من اخراج الفنان عبدالعزيز المسلم وهي (عاصفة الصحراء) و(عبيد في التجنيد) و(خمسة وخميسة) كما شاركت في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية والاذاعية.
ونالت (حبابة) ما تستحقه من تكريم فحصلت على عدد كبير من الجوائز وشهادات التقدير منها وسام وزارة الاعلام بمناسبة مشاركتها في اعمال شهر رمضان ويوم الفنان من المسرح العربي بمناسبة مرور عشر سنوات على برنامج (حبابة) الإذاعي.
كما تم تكريمها في مهرجان المسرح الخليجي الخامس عام 1997 مع الفنانة مريم الصالح والفنان عبدالعزيز النمش وحازت درع تكريم رواد الفن في مهرجان الانتاج التلفزيوني الخليجي السادس بدولة البحرين عام 1999.
وفي عام 1995 بدأت مأساة مريم الغضبان مع المرض حيث شعرت بألم شديد في عينيها تطور إلى فقدان مؤقت للبصر في آخر ليلة من ايام عيد الاضحى.
وبعد مشوار من العلاج والفحوصات في الكويت تقرر سفرها لتلقي العلاج في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الامريكية وهناك أجريت لها سلسلة من العمليات الجراحية في العينين اليمنى واليسرى وأخذت حالتها الصحية في التأرجح بين التحسن النسبي والانتكاسات المفاجئة والتطورات التي انتهت بفقدان بصرها بشكل نهائي.
ولم تتوقف المأساة عند هذا الحد ولكن صحتها ساءت فتنازعتها الامراض النفسية والجسدية التي أقعدتها في نهاية المطاف حبيسة سرير المرض والوحدة والأوجاع.
وفي ظل الاستقرار النسبي لحالتها الصحية عادت (حبابة) لمستمعيها وعشاق صوتها الدافئ الذي لم ينقطع لأكثر من 35 عاما لتقص على اطفالها واحفادها حكايات (حبابة) ولكن في هذه المرة ليست من الاستديو بل من بيتها حيث انتقل المخرج منصور المنصور برفقة الفريق الفني الى بيت ام عبدالقادر وهناك سجلت حلقات (حبابة).
وفي يوم 3 يونيو 2004 توقف صوت (حبابة) ولكن اعمالها التي من خلالها عرفها الجمهور الكويتي والخليجي والعربي ستبقيها في دنيا الخلود.
وان كانت مسيرة مريم الغضبان الفنية والمنتجة لعشرات الاعمال المسرحية والتلفزيونية والاذاعية الراسخة في ذاكرة الفن تبدو عادية وانسيابية غير ان البداية كانت تعد تحديا للمجتمع حينما شكلت مع زميلاتها الرائدات حدثا في تاريخ الحركة الفنية أشبه باقتحام الحصون المنيعة الأمر الذي منح الحركة الفنية القدرة على الالتئام والتكامل والمضي بشكل صحيح.