الدلوعة شادية.. 3 أزواج وحب لم يكتمل وآخر وصاياها والفنانة التي ستشهد تغسيلها!
القاهرة – النخبة:
يشيع في الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم بتوقيت القاهرة جثمان النجمة الكبيرة شادية والتى وافتها المنية مساء أمس الثلاثاء بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 86 عاما، من مسجد السيدة نفيسة بعد صلاة ظهر اليوم الأربعاء.
وقد أوصت الفنانة الراحلة بأن يشيع جثمانها من هذا المسجد تحديدًا، وتتواجد حاليا الفنانة المعتزلة ياسمين الخيام بجوار شادية لحضور عملية غسل وتكفين جثمانها.
ولدت الفنانة الراحلة شادية فى 8 فبراير 1931 ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما، واسمها الحقيقى فاطمة أحمد شاكر، قدمت خلال مسيرتها الفنية التى قاربت 40 عاماً، حوالى 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلاً فى الأفلام العربية، فضلاً عن قاعدة عريضة بين الجمهور العربى.
تعتبر من أهم الفنانات في تاريخ السينما المصرية، ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما.
عن حياتها
اختار لها والدها المهندس الزراعي أحمد كمال شاكر اسم (فاطمة). عرفت في السينما باسم شادية، وقد اختلفت الآراء في سبب تسميتها فهنالك رأي يقول إن المنتج والمخرج حلمي رفلة هو من إختار لها اسم شادية ليكون لها اسما فنيا وذلك بعدما قدمت معه فيلم العقل في إجازة، وهنالك من يقول أن الممثل يوسف وهبي هو من اطلق عليها اسمها عندما رآها وكان يصور في ذلك الوقت فيلمه شادية الوادي، وهنالك قول يرجح أن الفنان عبد الوارث عسر هو من أسماها شادية لأنه عندما سمع صوتها لأول مره قال: “انها شادية الكلمات”[5]. قدمت خلال فترة ما يقارب أربعين عاماً حوالي 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلاً في الأفلام العربية، فضلاً عن قاعدة عريضة بين الجمهور العربي، وهي في نظر الكثير من النقاد أهم فنانة شاملة ظهرت في تاريخ الدراما العربية.
النشأة
ولدت في منطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين، كان والدها المهندس أحمد كمال أحد المهمين من مهندسي الزراعة والري ومشرفا على أراضي الخاصة الملكية حيث كان عمله آنذاك أي في بدايات القرن العشرين يستدعي وجوده في قلب العاصمة المصرية القاهرة وعلى بعد خطوات من قصر عابدين.
حياتها الفنية
بدأت مسيرتها الفنية بعام 1947 حتى عام 1984، قدمت من خلالها عدد كبير من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأعمال الإذاعية.
بدايتها
بدايتها جاءت على يد المخرج أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت هي التي أدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان في إستوديو مصر، إلا هذا المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن في هذا الوقت قامت بدور صغير في فيلم أزهار وأشواك وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمي رفلة العقل في إجازة، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيراً مما جعل محمد فوزي يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام الروح والجسد، الزوجة السابعة، صاحبة الملاليم، بنات حواء.
حققت نجاحات وإيردات عالية للمنتج أنور وجدى في أفلام ليلة العيد بعام 1949 و ليلة الحنة بعام 1951 وتوالت نجاحاتها في أدوارها الخفيفة وثنائيتها مع كمال الشناوي التي حققت نجاحات وإيرادات كبيرة للمنتجين وعلى حد تعبير كمال الشناوي نفسه «إيرادات بنت عمارات وجابت أراضي» ونذكر منها حمامة السلام بعام 1947 وعدل السماء و الروح والجسد وساعة لقلبك بعام 1948 و ظلموني الناس بعام 1950 وظلت نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن كما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق في كتابه تاريخ السينما العربية، وتوالت نجاحاتها في الخمسينيات من القرن العشرين وثنائياتها مع عماد حمدي و كمال الشناوي بأفلام أشكي لمين بعام 1951 أقوى من الحب بعام 1954 و إرحم حبي بعام 1959.
الصعود
جاء صعود شادية الفارق عندما قامت بالاشتراك في فيلم المرأة المجهولة لمحمود ذو الفقار بعام 1959 وكانت تبلغ 25 عاماً.
النقلة الأخرى في حياتها من خلال أفلامها مع صلاح ذو الفقار والتي اخرجت طاقاتها الكوميدية في فيلم مراتي مدير عام بعام 1966 و كرامة زوجتي بعام 1967 وفي فيلم عفريت مراتي بعام 1968 وقدما أيضًا فيلم أغلى من حياتي في عام 1965، وهو أحد أعمال الفنان محمود ذو الفقار الرومانسية وقدما من خلاله شخصيتي «أحمد ومنى» كأشهر عاشقين في السينما المصرية.
كانت قد سبقت هذه الأفلام بفيلم يعد من أفضل أفلامها وكانت بداية انطلاقتها بالدراما وهي لم تزل بعمر صغير بفيلم أنا الحب بعام 1954 وتوالت أعمالها التي شهد معظمها استقبالاً جماهيرياً جيداً وللسينما المصرية أيضًا من خلال روايات الكاتب نجيب محفوظ بفيلم اللص والكلاب وزقاق المدق والطريق وبعام 1969 قدمت ميرامار شيء من الخوف، و فيلم نحن لا نزرع الشوك عام 1970.
وتوالت أعمالها في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين إلى أن ختمت مسيرتها الفنية فيلم لا تسألني من أنا مع الفنانة مديحة يسري عام 1984. يذكر أن الأديب نجيب محفوظ قال عنها قبل أن تصبح بطلة مجموعة من افلامه: “شادية هي فتاة الاحلام لأي شاب وهي نموذج للنجمه الدلوعة وخفيفة الظل وليست قريبه من بطلات أو شخصيات رواياتي” خاصة أنه تعامل معها عند كتابته لسيناريو فيلم الهاربة، ولكن كانت المفاجاءة له عندما قدمت دور (نور) في فيلم اللص والكلاب للمخرج كمال الشيخ والذي جسدت فيه دور فتاة الليل التي تساعد اللص الهارب سعيد مهران، وبعدها تغيرت فكرة الأديب نجيب محفوظ وتأكد بأنها ممثله بارعة تستطيع أن تؤدي أي دور وأي شخصيه وليست فقط “الفتاة الدلوعه”.
المسرح
وقفت لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية ريا وسكينة مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وحسين كمال وبهجت قمر لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية.
هذه المسرحية هي التجربة الأولى والأخيرة في تاريخ المشوار الفني في حياتها على خشبة المسرح وليس ذلك هو السبب الوحيد لأهمية المسرحية في مشوار حياتها الفنية بل لأنها أدت هذه المسرحية بلون كوميدي والسبب الآخر انه أمام عمالقة المسرح ولم تقل عنهم تألقا وامتاعا وكانت معهم على قدم وساق كأنها نجمة مسرحية خاضت هذه التجربة مرات ومرات رغم أنه من المعروف عنها أنها من النوع الخجول في مواجهة الجمهور والأمر هنا يختلف عن مواجهتها لجمهور المستمعين في الغناء ولكنها كانت مبدعة ورائعة، ولم نشعر بفارق بينها وبين عمالقة المسرح الفنان عبد المنعم مدبولي والفنانة سهير البابلي والذين اقروا بأنهم لم يروا جمهوراً مثل جمهور مسرحية ريا وسكينة لأنه كان جمهورها الذي أتى من أجل عيونها.
الاعتزال
اعتزلت شادية عندما أكملت عامها الخمسين، وعقبت حول سبب اعتزالها التمثيل والغناء بالتالي: «لأننى في عز مجدي أفكر في الأعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا…لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتى في خيال الناس» كرست حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال الأيتام خاصة لا سيّما وأنّها لم تُرزق بأطفال وكانت تتوقُ أن تكون أمًّا.
https://www.youtube.com/watch?v=bf9qUIHeWlY
4 رجال في حياتها
تزوجت الفنانة الراحلة ثلاث مرات، الأولى من المهندس «عزيز فتحي» والثانية من الفنان عماد حمدي لمدة ثلاث سنوات، كما تزوجت من الفنان صلاح ذو الفقار إلى أنها انفصلت عنه بعام 1969، ولم تنجب أبناء.
كثير من الناس لا تسير حياتهم العاطفية كما يرغبون ومن هؤلاء الفنانة المصرية الكبيرة شادية التي انفصلت عن الفنان عماد حمدي بعد ثلاث سنوات فقط قضتها معه.
لم تغلق شادية قلبها أمام الحب لكنها واصلت الحياة لترتبط مجددا وهذه المرة مع الموسيقار الكبير فريد الأطرش الذي لم تكن تحب أغانيه لكنها حينما اقتربت منه وجدت فيه صفات عدة شجعتها على التقرب إليه أكثر.
الصحافة في ذلك الوقت وجدت العلاقة بين شادية وفريد مادة خصبة فراحت أخبارهما تملأ الصفحات وقد رحب الاثنان بذلك ورافقته شادية في حلقات سباق الخيل و سهراته المشهورة وبدأ الاثنان يفكران في الزواج وسافر فريد من أجل إجراء الفحوصات الطبية وكان يرسل لها البرقيات اليومية كعادة العشاق.
بعد عودته من السفر مارس فريد هوايته في السهر والحفلات وهو ما أدى إلى انتهاء هذا الارتباط العاطفي لأن شادية كانت تحتاج إلى بيت هادئ ترجع إليه آخر النهار ولا تقدر على سهرات فريد اليومية.
كانت شادية تعيش في شقة بنفس العمارة التي يسكن بها فريد وهو ما جعل الشائعات تقول أنهما عقدا القران وانتهزت شادية سفر فريد لتبيع الشقة وتسكن في مكان آخر محاولة بذلك إسدال الستار على قصة لم تكتمل.
كما تزوجت شادية من الفنان صلاح ذو الفقار عام 1964 واشتركا معًا في عدة أفلام سينمائية، وقدما معًا العديد من الأفلام التي تعتبر من أنجح ما قدماه خلال مشوارهما الفنى، حيث التقت شادية بصلاح ذور الفقار لأول مرة فيلم فى “عيون سهرانة” عام 1957 وكانت وقتها متزوجة من عماد حمدى إلا أنها كانت تعيش معه فى توتر وهو نفس العام الذي شهد انفصالها عن عماد.
وظلت قصة حب شادية وصلاح ذو الفقار غير معلنة للناس إلا عندما قدما معًا فيلم “أغلى من حياتى” عام 1965، وهو الفيلم الذى شهد اللقاء الثانى بينهما، وهو فيلم شديد الرومانسية يروى قصة شاب وفتاة تحول الظروف دون زواجهما، ويسير كل منهما فى طريقه الى أن يتزوج المهندس الشاب ويشتهر فى مجاله وتصبح له أسرة وأبناء، وبعد سنين طويلة يلتقى بفتاته الأولى التى لم تتزوج غيره رغم طول السنين، ولم يكن حبها مات فى قلبه أيضًا، فيتزوجها سرًا، ويسكنها الشارع الخلفى، ويدوم الحال سنين طويلة، ولا يكشف السر إلا ابنه الأكبر لحظة وفاة أبيه.
وقد صورت المشاهد الخارجية للفيلم في مدينة مرسى مطروح، على شاطئ البحر وتحت الأشجار فى جزيرة النباتات حيث البحر والخضرة والزهور والجو الساحر الخلاب ما شجع، على أن تتحول مشاهد الغرام الملتهبة بين بطلي الفيلم إلى حقيقة وتزوجا بعد قصة حب دامت شهورًا بعد هذا الفيلم تزوجا وعاشا حياة سعيدة جدًا، لكن شادية شعرت مرة أخرى بالحنين للإنجاب، وحملت وكان هذا الحمل هو الثالث لها، ومكثت فى البيت قرابة الخمسة أشهر لا تتحرك حتى يثبت حملها، لكن القدر كان قال كلمته، وفقدت الجنين، وأثر هذا بشكل سيء على نفسيتها، وبالتالى على حياتها الزوجية فوقع الطلاق بينهما بعد أقل من عام فى أغسطس 1969.
وبعد أن وقع الطلاق بين شادية وصلاح ذو الفقار سعى بعض المقربين منهما إلى إعادة المياه إلى مجاريها بينهما، بعد أن عزا عليهم أن تنتهي قصة الحب التي كانت مضرب الأمثال في الوسط الفنى فى ذلك الوقت تلك النهاية وتتحطم على صخرة خلافات بسيطة مبعثها سوء الحالة النفسية والإحباط الذي عانت منه شادية بعد أن فقدت حلمها في الإنجاب مرارًا ونجحت محاولات الوساطة في إعادة الزوجين مرة أخرى في سبتمبر من العام 1969، ومضت سفينة الحب تحملها من جديد في بحر الهوى الذي ربط بين قلبيهما.. لكن ها هى السفينة تتحطم من جديد على صخرة الخلافات، ويتم الطلاق النهائى بين “أحمد ومنى” أو صلاح ذو الفقار وشادية في منتصف العام 1973، وقد أثمر هذا الارتباط والزواج بين شادية وصلاح ذو الفقار عددًا من الأفلام الناجحة التي قاما ببطولتها.
فقد اشتركا معًا في بطولة أفلام “أغلى من حياتى” 1965، و”مراتي مدير عام” 1966، و”كرامة زوجتي” 1967، و”عفريت مراتي” 1968، وجميعها من إخراج فطين عبدالوهاب.