السفير الإماراتي: ما يجمع الشعوب الخليجية كثير والمشاكل قد تحدث في البيت الواحد
أكد السفير الإماراتي لدى الكويت صقر ناصر الريسي، أن “ما يجمع الشعوب الخليجية كثير، والمشاكل قد تحدث في البيت الواحد أحياناً، ولكن الحل يكون عبر دول المنظومة”.
وقال الريسي، في أول حوار يجريه مع صحيفة كويتية منذ تقديم أوراق اعتماده لسمو الأمير سفيراً للإمارات، إنه لا يشعر بالغربة في الكويت لتشابه العادات وتطابقها بين البلدين، مشيرا إلى أنه كان يزور نحو 15 ديوانية كويتية يوميا خلال شهر رمضان المبارك، حيث كان يشعر بأنه في سباق مع الوقت، معرباً عن سعادته بهذا الأمر كونه قد قضى سنوات طويلة في أوروبا وكان مفتقداً لهذه الأمور، بحسب “الراي”.
واضاف ان العلاقات الثنائية بين الإمارات والكويت تتسم بالمتانة والرسوخ، وترتكز على دعائم ثابتة وأرضية صلبة تنطلق من حرص القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين على دعم وتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات، مشيرا إلى أن تلك العلاقات تعتبر نموذجاً يحتذى لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتطرق السفير الريسي للعديد من القضايا في سياق الحوار التالي:
• كيف قضيتم شهر رمضان المبارك في الكويت؟
دول الخليج أسرة واحدة، ولا أشعر بالغربة في الكويت، فعاداتنا واحدة وتقاليدنا متطابقة، فأنا كنت أزور نحو 15 ديوانية كويتية في اليوم. فالعلاقات الاماراتية الكويتية حميمة وزيارة الديوانيات تجربة فريدة وممتعة، كما أن برامجها تحمس الجميع لزيارتها، وأنا كنت أشعر كأنني في سباق مع الوقت خلال شهر رمضان في الكويت لتلبية الدعوات الكثيرة والغبقات وزيارة الديوانيات، أنا أشعر بهذا الأمر كوني عشت فترة طويلة في أوروبا ولم تكن مثل هذه العادات والطقوس.
• ما أكثر الأكلات الكويتية التي أحببتها؟ الطعام الكويتي بشكل عام متميز جداً بنكهته التي ينفرد فيها، وأحبها جميعاً وأفضل مطبق الزبيدي.
• كيف ترى مستقبل منظومة التعاون الخليجي؟ما يجمع الشعوب الخليجية كثير وقد تحدث المشاكل في البيت الواحد أحياناً، ولكن الحل يكون عبر دول المنظومة بحسب رأيي.
• ما نظرتك للعلاقات الثنائية وسبل تطويرها؟تتسم العلاقات الثنائية بين الإمارات والكويت الشقيقة بالمتانة والرسوخ، وترتكز على دعائم ثابتة وأرضية صلبة تنطلق من حرص القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين على دعم وتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات،وتعتبر نموذجاً يحتذى لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فخلال السنوات الماضية قدمت القيادة الحكيمة في البلدين الشقيقين الإرادة القوية والدعم المتواصل لدفع العلاقات العميقة والراسخة بينهما إلى آفاق رحبة تضعها في مرتبة العلاقات الخاصة والمتميزة على مختلف المستويات، الأمر الذي عكس مستوى من التميز والرقي قلما تتصف به العلاقات بين الدول.وقد أرسى دعائم هذه العلاقة التي جمعت بين البلدين المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخيه الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، في إطار العلاقة الأخوية التي ترسخت عبر عقود من الزمن.
• كيف تنظرون لمستقبل هذه العلاقات مع الكويت؟يؤكد الخبراء أن المستقبل يحمل الكثير من التعاون المشــــترك بيــــن البلدين الشقيقين، سواء ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي أو عبر التعاون الثنائي. كذلك التحديات المستقبلية التي تواجه البلدين مشتركة، سواء الاقتصادية أو السياسية والعمل معاً على وضع قواعد عملية للتعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات.
• ماذا عن الزيارات المهمة بين البلدين؟ زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى الكويت بتاريخ 28 مارس 2005، بعد توليه مهام الحكم أعطت قوة دفع وزخماً كبيراً للعلاقات الثنائية بين البلدين، تلتها زيارة للشيخ صباح الأحمد أمير الكويت إلى الإمارات في يونيو 2017، حيث أقام سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في قصر سموه في زعبيل مأدبة إفطار تكريماً له، بحضور سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والشــــيوخ وكـــبار المسؤولين.
• وماذا عن اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين؟كان توقيع اتفاقية انشاء لجنة مشتركة للتعاون الثنائي بين البلدين بتاريخ 24 /4 /2006 في مدينة الكويت والاجتماع الأول للجنة المنعقد في ابوظبي بتاريخ 1 /3/2008 والذي ترأسه من الجانب الاماراتي وزير الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ومن الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك الشيخ الدكتور محمد الصباح، ما هو إلا تتويج للعلاقات القائمة بين البلدين.
•والاستثمارات المتبادلة والتعاون على الصعيد الاقليمي؟ تجسد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والكويت متانة التكامل والشراكة ووحدة الهدف والمصير، وتشكل في الوقت ذاته نموذجاً يحتذى به في العلاقات الاقتصادية بين الدول القائمة على تعزيز الروابط التجارية والاستثمارية والسياحية بين البلدين، وهو الأمر الذي يعكسه ذلك العدد الضخم من رحلات الطيران التي تربط بين مطارات البلدين والتي تصل إلى 158 رحلة أسبوعياً (شتاء 2018). وارتبط البلدان الشقيقان بعلاقات اقتصادية متينة مصدرها عمق الروابط الأخوية التي تجمعهما وشعبيهما الشقيقين، وتمتد جذورها إلى ما قبل ظهور النفط، تطورت بعد اكتشافه، كما أن تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين وما تتميز به من أخوة صادقة ورغبة قوية في تطوير التعاون الثنائي، لاسيما في المجالات الاقتصادية، يؤكد وقــــــوفهما على أرض صلبة لتوطيد هذه العلاقــــــات والارتقاء بها إلى مستوى طموحات القيادة الحكيمة في البلدين، بما يحقق المصلحة المشتركة برفع نسبة التبادل التجاري والاستفادة من جميع الفرص الاستثمارية المتاحة، عبر إقامة مشاريع تجارية واستثمارية مشتركة، وتعزيز تلك العلاقات فـــــي مختلـــف المــــــــجالات الصناعية والتجارية والاستثمارية في القطاعين الخاص والعام، ما ينبئ بمستقبل زاهر ينتظر مسيرة هذا التعاون الذي يصب في خدمة البلدين والشعبين الشقيقين.
• كيف تنظرون إلى التبادل التجاري بين البلدين؟ قفز حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بنسبة 245 في المئة خلال الفترة من 2010 وحتى 2017، بعد أن ارتفع من 7.4 مليار درهم العام 2010 ليصل إلى 25.35 مليار درهم بنهاية العام 2017 (وفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد). وارتفعت الصادرات غير النفطية من الإمارات إلى الكويت من 1.6 مليار درهم في العام 2010 لتصل إلى 6.3 مليار درهم بنهاية العام 2017، فيما ارتفعت قيمة إعادة التصدير من 3.5 مليار درهم إلى 12.4 مليار درهم بنهاية 2017، وفي المقابل زادت الواردات من الكويت من 2.2 مليار درهم في 2010 لتصل إلى 6.56 مليار درهم بنهاية 2017.
• والاستثمارات المتبادلة؟تقدر بيانات العام 2016 إجمالي الاستثمارات الكويتية في دولة الإمارات بنحو 12.77 مليار درهم، وتبلغ العلامات التجارية الكويتية المسجلة في دولة الإمارات نحو 1434 علامة، بينما يبلغ عدد الوكالات التجارية المسجلة نحو 11 وكالة، تغطي أنشطة المالية وأنشطة التأمين والصناعة التحويلية وانشطة العقارية والمعلومات واتصالات وتجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات ذات المحركات والدراجات النارية والتعدين والمحاجر والتشييد والبناء وأنشطة خدمات الإقامة المطاعم والنقل والتخزين وانشطة المهنية والعلمية والتقنية وأنشطة الخدمات الإدارية وخدمات الدعم.
• ما هو عدد الرحلات بين البلدين؟العلاقات بين الإمارات والكويت في مجال الطيران المدني متميزة جداً، فالكويت من الدول السباقة في فتح الأجواء في منطقة الخليج وتسير بخطى حثيثة نحو تطوير شامل لقطاع الطيران. وتشير بيانات شركات الطيران إلى وجود ما يصل إلى 158 رحلة طيران مباشرة تربط مطارات البلدين أسبوعيا، حيث تقوم أربع ناقلات هي طيران الإمارات وفلاي دبي والخطوط الكويتية والجزيرة بتسيير نحو 140 رحلة مباشرة أسبوعياً بين دبي والكويت.
• ماهي أهمية التبادل الثقافي بين البلدين؟ أهم ما يميز العلاقات الثنائية بين بلدينا التفاهم الكامل والشفافية والمصداقية والصداقة العميقة ليس على مستوى القيادات والحكومات فقط بل بين الشعبين أيضاً، الأمر الذي أدى إلى أن تستمر هذه العلاقات وتتطور من دون أن تواجه أزمات، فالدولتان تجمعهما علاقات ثنائية وأخوية فريدة تمتد إلى أكثر من 6 عقود مضت. وكانت الكويت ولا تزال تحتل موقعا خاصاً في وجدان شعب الامارات وصاحب السمــو الشـيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة والتي أولى لها فائق العناية والاهتمام،كما كان للكويت تاريخياً إسهامات كبيرة ودور رائد في تقديم الخدمات التعليمية والصحية والإعلامية والاجتماعية لإمارات الخليج قبل حصولها علــــى الاستقلال، ففي حين بدأت البعثة التعليمية الكويتية عملها في الإمارات العام 1955، بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها ودعمها بالكتب والأدوات المدرسية للطلبة في مختلف الإمارات قبـــــــل اتحادها واستــــقلالها، فإن البعثة الطبية الكويتية وصلت إلى الإمارات العام 1962، وباشرت إنشاء العديد من المراكز والمستفيات، كما ساهمت دولة الكويت مالياً وإدارياً فــــي تقديم تلك الخدمات والإشـــــراف عليها من قبل بعض الذين أوفدتهم دولة الكويت إلى إمارات الخليج قبل اتحادها للقيام بهذه المهام.
• وقطاع السياحة؟تشير بيانات الدوائر والهيئات السياحية في الإمارات إلى الإقبال الضخم من السياح القادمين من الكويت اعلى مدار العام، والتي تتراوح أعدادها ما بين 400 إلى 500 ألف سائح سنوياً، منهم نحو 375 ألف سائح لدبي، وفقاً لبيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، بالإضافة إلى العديد من الأشقاء الذين يمتلكون عقارات خاصة بهم في مختلف إمارات الدولة، حيث يمتلك نحو ثلاثة آلاف مستثمر كويتي نحو 5700 وحدة عقارية في إمارة الشارقة، على سبيل المثال.
الإمارات والتسامح
الثالثة عالمياً
أفاد الريسي بأن الإمارات حصلت على المرتبة الثالثة عالمياً في مؤشر الثقافة الوطنية المرتبط بدرجة التسامح ومدى انفتاح الثقافة المحلية لتقبل الآخر، إذ صعدت الإمارات من المرتبة الثامنة العام 2015 إلى المرتبة الثالثة العام 2016، وذلك بحسب تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2016، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية العالمية في سويسرا، كما تعتبر الإمارات نموذجاً وقدوة تحتذى في التسامح وقبول الآخر لاحتضانها أكثر من 200 جنسية على أراضيها يعيشون بانسجام ووئام، ويضمن القانون الحق للمقيمين في استخدام مرافق الدولة الصحية والتعليمية والثقافية والترفيهية أسوة بمواطنيها بدون أي تمييز، كما عينت الدولة وزيرا للتسامح، يعمل على نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، ودعم الخطاب الديني المعتدل.
عاصمة التسامح
أفاد الريسي بأن رئيس الدولة سمو الشيخ خليفة بن زايد أعلن العام 2019 في دولة الإمارات «عاما للتسامح»، وذلك في مبادرة لترسيخ مكانة أبوظبي كعاصمة عالمية للتسامح، وتأكيد قيمة التسامح باعتبارها عملا مؤسسيا مستداما، من خلال مجموعة من التشريعات والسياسات الهادفة إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، خصوصا لدى الأجيال الجديدة بما تنعكس آثاره الإيجابية على المجتمع بصورة عامة.
عام… زايد
بين السفير أن الشيخ خليفة بن زايد اعتبر أن عام التسامح هو امتداد لـ«عام زايد» كونه يحمل أسمى القيم التي عمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان على ترسيخها لدى أبناء الإمارات، وفي هذا الإطار يجري حاليا التركيز على خمسة محاور رئيسية، أولها تعميق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع، من خلال التركيز على قيم التسامح لدى الأجيال الجديدة.
ركيزة السياسة الخارجية
أكد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الكويت صقر ناصر الريسي، أن التسامح يعتبر ركيزة أساسية في السياسة الخارجية للدولة، والتي ترسخت منذ قيام الدولة من خلال تطبيق مبدأ الاحترام المتبادل والحوار والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ونبذ العنف والتطرف. ويتضمن دستور الدولة العديد من المواد والمبادئ القانونية التي تشجع على المساواة والاحترام وعدم التمييز.