بعد أن طعن الإمارات بـ«الجزيرة» وهدد بقاء السيسي: أحمد شفيق في مرمى النيران
أثار إعلان الفريق أحمد شفيق ترشحه للرئاسة، ثم إعلانه عبر قناة «الجزيرة» القطرية تعرضه للمنع من السفر في الإمارات، ردود فعل عديدة من جانب مذيعي وضيوف برامج التوك شو«، مساء الأربعاء.
وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن الدولة المصرية لم تكن تمانع في ترشح الفريق أحمد شفيق للانتخابات الرئاسية وعودته إلى الوطن.
وتابع رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «كل يوم»، المذاع على قناة «أون إي»، تقديم عمرو أديب، أن بيان شفيق الذي بث عبر قناة الجزيرة القطرية ليس مقصودًا به إلا مصر والإمارات للترويج للعالم أنهما أيضًا تمنعان تطورًا ديمقراطيًا.
وذكر «رشوان»، أن بيانات شفيق توحي عن نيته تصوير منعه من أداء الممارسة الديمقراطية، متوقعًا وصوله القاهرة على الفور وإعلان عدم ترشحه خوفًا على أمنه وأمن أسرته لإحراج الدولة المصرية أمام العالم.
بينما قال الإعلامي عمرو أديب، إنه ليس من المعجبين بالرئيس الأسبق مبارك، مستطرداً في رسالة للفريق أحمد شفيق: «مبارك برقبتك.. مبارك قاعد هنا طلّع بيان عشان يحمى بلده، في شرم الشيخ كان قدامه فرصة 15 يومًا يسافر في أي لحظة، ومراحش يعمل عمرة».
وأضاف «أديب»، خلال تقديمه برنامج «كل يوم»، على فضائية «ON E»، أنه كان سعيداً بترشيح شفيق لنفسه في الانتخابات لأن له وزنا ومؤيدين، ولكن ما فعله «انتحار».
وتابع: «يعني دلوقتي الإمارات بتتدخل في الشأن المصري؟ ولما عملت عمرة فيها من 5 سنوات»، وتساءل «أديب»: «لماذا اختار شفيق الجزيرة ليختصها بفيديو حصري؟ وأنت عارف ومتأكد إنك عورت الإمارات، الناس اللي قعدت تاكل وتشرب وتنام عندهم 5 سنين بظهورك على الجزيرة»، مؤكدا أن الإماراتيين يشعرون بالألم حينما ظهر شفيق على الجزيرة بالتحديد.
من جانبه، علق ثروت الخرباوي، الكاتب الإسلامي، على إعلان الفريق أحمد شفيق ترشحه لانتخابات الرئاسة، قائلًا إن الفريق أحمد شفيق ترك البلاد وترك مكافحة الإرهاب والإخوان وهرب إلى الإمارات، وتخلى عن الظرف التاريخي وعن مصر في مرحلتها الحرجة.
ولفت «الخرباوي»، خلال مداخلة تليفونية ببرنامج «90 دقيقة»، الذي يقدمه الإعلامي محمد الباز، المذاع عبر فضائية «المحور» مساء الأربعاء، إلى أنه أعلن ترشحه عن طريق «رويترز» المعادية لمصر، ثم خرج من قناة الجزيرة المعادية لمصر، معقبًا: «أن يخرج عبر قناة الجزيرة فكأنه خرج عبر قناة من تل أبيب».
وقال الإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، إن «الفريق شفيق أدلى بحديث إلى قناة الجزيرة العميلة، هذه سقطة في حق مصر لن تغتفر، كنت أتمنى أن ينأى الفريق شفيق بنفسه عن ذلك، وعندما يتهم الفريق شفيق الإمارات بالتدخل في شؤون مصر، وهنا أتساءل: منذ متى تدخلت الإمارات في الشأن المصري، لقد وجدتها قناة الجزيرة فرصة للهجوم على مصر والإمارات سواء».
وتابع «بكري»، في حسابه على «تويتر»: «نحن لسنا ضد أن يترشح الفريق شفيق كيفما يشاء، ولكن لا يجب أن يتحول الأمر إلى خنجر في ظهر الوطن، ونحن ننأى به عن ذلك، ولا يجب أن تعطي قناة الجزيرة هذا الخنجر لتبث سمومها ضد مصر».
وأردف عضو مجلس النواب، أن «أحمد شفيق ابن المؤسسة العسكرية ويدرك أن الوطن يخوض حربا عاتية ضد المتآمرين في داخل والخارج، فحذار من أن تكون أداة لهذا المخطط في يد هؤلاء المتآمرين».
بينما قال المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، إن دولة الإمارات خصصت 6 سيارات فارهة وقصر ضخم لإقامة الفريق أحمد شفيق وبناته، وإنه غادر الإمارات عشرات المرات وعاد إليها مرة أخرى وسط حراسة خاصة.
وأضاف «منصور» خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج «على مسؤوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد» أن الفريق شفيق من حقه ترشيح نفسه لخوض انتخابات الرئاسة، ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يتعب ويجتهد طوال الـ 6 سنوات الماضية ليأتي ويستلمها الفريق.
وتابع رئيس نادي الزمالك: «السيسي مش مقاول علشان يبني ويجهز بلد علشان تيجي بعد 6 سنوات تقول أنا عايز أخدها»، موضحًا أنه طالب الفريق أحمد شفيق بالعودة إلى مصر قبل 30 يونيو إلا أنه رفض وقال «أنا خايف»، مشددا على أن شفيق هرب ورفض العودة إلى أرض الوطن.
وقال الدكتور معتز عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن إعلان الفريق أحمد شفيق، عن ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية من خارج البلاد، بمثابة انتحار سياسي ودليل على أن مستشاريه سيئين، خاصة أن لديه حزب في مصر ومن الممكن أن يعلن ترشحه من خلاله.
وأضاف «عبدالفتاح»، خلال مداخلة هاتفية، في حلقة الأربعاء، من برنامج «هنا العاصمة»، المذاع على شاشة «cbc»، أن الشيء الذي يدعو للدهشة هو ما ذكره الفريق شفيق، حول أن دولة الامارات اتخذت إجراءت بمنعه من السفر، عقب إعلانه الترشح لرئاسة الجمهورية في مصر، لأن ذلك الأمر يتسبب في إحراج لتلك الدولة التي لها علاقة طيبة وقوية مع مصر.
وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اختيار الفريق شفيق، لقناة الجزيرة لبث بيان ترشحه للرئاسة، من الأشياء التي تدعو للكثير من علامات الاستفهام، خاصة أن قناة الجزيرة تبث مواد إعلامية معادية لمصر.
وأذاع «هنا العاصمة»، البرنامج، تصريحات وزير الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، التي رد فيها على حديث الفريق شفيق بمنع الإمارات له من مغادرة أراضيها، والتي أكد خلالها عدم وجود عائق لمغادرة شفيق الدولة، مشيرا إلى أن الفريق شفيق لجأ إلى الإمارات هاربا وقدمنا له التسهيلات، رغم تحفظنا على بعض مواقفه، قائلا: «نأسف أن يرد شفيق الجميل بالنكران».
https://www.youtube.com/watch?v=tf5RommXbnQ
نية الترشح
وقبل وقت قليل من بث كلمة شفيق، قالت وكالة رويترز للأنباء إنها أجرت اتصالا معه وأبلغها أنه ينوي الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقرر تنظيمها العام المقبل، التي من المرجح أن يخوضها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
وأضافت رويترز أن شفيق -المقيم في الإمارات منذ خمس سنوات- قرر العودة إلى مصر خلال الأيام المقبلة، وأنها تلقت مقطعا يتضمن كلمة لشفيق يعلن فيه نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها في أبريل/نيسان المقبل.
وربط محللون وسياسيون مصريون بين إعلان شفيق ترشحه للرئاسة المصرية وبين تصدعات في الجبهة المؤيدة لانقلاب السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز2013.
ومن مظاهر هذا التصدع بيان أصدره الرئيس المخلوع حسني مبارك بشأن رفضه توطين الفلسطينيين في سيناء، وحديث الفريق سامي عنان عن سد النهضة الإثيوبي، وتذمر رجال الأعمال المصريين من هيمنة الجيش على الصفقات والمشاريع الكبيرة في الدولة.
وقال الباحث في جامعة برلين الحرة أحمد بدوي إن ترشح شفيق سيخلق ديناميكية جديدة في الحياة السياسية المصرية وسيجبر أجهزة الدولة التي تشرف على الانتخابات على أن تقف على الحياد.
وكان أحمد شفيق خسر بفارق صغير في انتخابات الرئاسة لعام 2012 أمام مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، الذي أطاح به السيسي في يوليو 2013.
وبعد خسارته الانتخابات سافر شفيق إلى الإمارات، وأسس لاحقا حزبا أطلق عليه الحركة الوطنية، وفشل هذا الحزب في تحقيق نتيجة في الانتخابات البرلمانية لعام 2014.
يذكر أن شفيق كان من المقربين للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وكان قائدا للقوات الجوية المصرية لسنوات عدة.