أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن الكويت عندما قررت – كدولة صغيرة – الاستثمار في السلام كان قرارها خيارا استراتيجيا وليس ترفاً وتنظيراً، مشيرا إلى «أننا في الكويت نريد ان ننتصر في معارك السلام، لاننا نملك رصيدا اخلاقيا يساعدنا على ذلك، ونريد ان نعترف بأننا غير راغبين في خوض المغامرات السياسية التي لا نعرف عواقبها».
وفي كلمة ألقاها أمام المنتدى العالمي لثقافة السلام الذي اقامته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية في قصر السلام بمدينة لاهاي امس، قال إن الكويت، وعلى رأسها سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، تعمل بشكل حثيث من اجل تفادي الاحترابات والنزاعات المسلحة، مشيرا إلى أن سمو الأمير لطالما علق الجرس خلال السنوات الماضية، محذرا من ويلات الدخول في صراعات ونزاعات مسلحة كان يمكن تفاديها لو اعطينا للجهد السياسي والديبلوماسي فرصا اخرى، وآمنّا ان الفعل السياسي يغلب الانفعال لو تريثنا قليلا، بحسب “الراي”.
ووجه كلامه للحضور، قائلاً: هل احتاج ان اذكركم بما كان يقوله سمو الامير منذ العام 2011 عندما اندلع الصراع في سورية، حيث ان سموه ما انفك ينادي بالحل السياسي، ويؤكد ان خيار الحسم العسكري مكلف ومتعذر، في الوقت الذي كان البعض ينظر الى الحسم العسكري سواء مع هذا الطرف او ذاك، وها نحن اليوم في عام 2019 نسمع الكل ينادي بالحل السياسي، فهل كنا بحاجة الى ثماني سنوات من الرعب والقتل والتهجير والارهاب لنعرف ان الحل هناك هو حل سياسي.
واضاف «نحن في الكويت نريد ان نراكم الاصدقاء لا الأعداء، لأننا نؤمن ان الاحتراب والتنازع هو اختيار الفاشلين سياسيا وديدن الموتورين والمنفعلين، ونؤمن انه في اجواء الحرب يتم وأد الديموقراطيات ومكاسب الانسان الحقوقية التي ناضل قرونا لتعزيزها، وتموت فرص التنمية وتتلاشى امكانيات التواصل الثقافي ويتوقف البناء».
وأكد ان «الحرب ليست لعبة ولا تسلية حيث اننا جربنا بالكويت أثر الآلة العسكرية وقدرتها التخريبية ولا نريد لغيرنا ان يخوض ذات التجربة المريرة. فالمجرم صدام حسين بمفرده اشعل حرباً وانشغل بعده ملايين من الكويتيين والعراقيين بعرقهم ودمهم من أجل ترسيخ سلامهم الذي يستحقونه كبشر. وهتلر فعل ذات الشيء، لينشغل الالمان بعده في العمل حثيثا لعقود من الزمن من اجل ترميم ما هدمه هتلر في لحظة».
وأشار الى انه «من اجل السلام ولا غيره بتوجيهات من سمو الامير استضافت الكويت ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين في سورية، اضافة الى ترؤسها للمؤتمر الرابع الذي عقد في لندن. كما استضافت مؤتمرا دوليا واسعا من اجل اعادة اعمار ما دمره الارهاب في العراق الذي احتل الكويت قبل 29 عاما. كذلك استضافت الكويت على مدى شهرين المفاوضات السياسية يين الفرقاء في اليمن، اضافة لرعايتها للمفاوضات لاحقا في ستوكهولم، كما تقف الكويت موقفا مبدئيا ثابتا وصامدا ضد كل جرائم الصهيونية تجاه الشعب الفلسطيني الاعزل».
وشدد الغانم على ان «الكويت تدعم ودون كلل او ملل كل الجهود الاقليمية والدولية التي تصب في صالح استتباب السلام في مناطق الصراع المختلفة، وتدعم الحلول السياسية السلمية القائمة على التحاور في سورية واليمن وليبيا والسودان وافغانستان وغيرها، مثلما تدعم الحوار السياسي المفتوح والشفاف لحل الازمة العابرة بين الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي، هذه عقيدتنا السياسية التي دشنها سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد عبر عقود من الزمن ونحن ماضون بها ونعمل وفق مقتضايتها».
واستطرد بالقول «نحن في الكويت ندعم، ودون كلل او ملل، كل الجهود الاقليمية والدولية التي تصب في صالح استتباب السلام في مناطق الصراع المختلفة. نحن ندعم الحلول السياسية السلمية القائمة على التحاور في سورية واليمن وليبيا والسودان وافغانستان وغيرها، مثلما ندعم الحوار السياسي المفتوح والشفاف لحل الازمة العابرة بين الاشقاء في مجلس التعاون. هذه عقيدتنا السياسية التي دشنها سمو الامير عبر عقود من الزمن، ونحن ماضون بها، ونعمل وفق مقتضياتها».
وختم الغانم كلمته بشكر مؤسسة البابطين الثقافية، وعلى رأسها عبدالعزيز سعود البابطين وكل الشركاء الدوليين على المساهمة المميزة والفاعلة لانجاح هذا المنتدى، لأن هذا الجهد الثقافي والتنويري مهم جدا، وهو محل تقديرنا واهتمامنا، ونؤكد دائما دعمنا اللامحدود لتلك الجهود الخيرة.
وعلى هامش المنتدى التقى الغانم، على حدة، كلا من رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستن أركانج تواديرا، ورئيس جمهورية مالطا الدكتور جورج فيلا، حيث بحث معهما سبل تطوير العلاقات الثنائية.
