“شوفوها بعيوننا”.. فيلم عن واحة سيوة: منتجع استشفاء وراحة بال ربانية
في دقيقتين و14 ثانية تقريبًا، تلألأ جمال واحة سيوة القابعة في الصحراء الغربية، في فيديو أنتجه شباب مصري أخذ على نفسه عهدًا بإبراز جمال المحافظات المصرية، ليشعر المصري قبل الأجنبي وكأنّه يرى المكان الذي اعتاده بأعين مختلفة، مثلما فعلوا في عروس البحر المتوسط، وكانت انطلاقة حملة “شوفوها بعيوننا” قبل عام مضى، لترسو محطتهم الثانية في لؤلؤة الصحراء الغربية سيوة.
3 أيام هي المدة التي استغرقها شباب “شوفوها بعيوننا” لتصوير سيوة، إذ يبدأ يومهم من السادسة صباحًا وينتهي في الثانية عشرة من منتصف الليل، يقول مؤمن الشناوي صاحب فكرة الحملة لـ”الوطن”، إنّ شبابا من واحة سيوة تواصلوا مع القائمين على الحملة، رغبة منهم في تنشيط السياحة بمدينتهم وتعريف المصريين والأجانب بها، ووفروا للفريق إقامات وتصاريح.
رغم أنّ “مؤمن” زار سيوة مرتين من قبل، إلا أنّه في كل مرة يكتشف بها جديدا، وهو ما أظهره الفيديو: “في ناس أجانب عايشين هناك، فرنسيين وإيطاليين استقروا هناك، فيهم بنات ورجالة صغيرين، وبدأوا يفتحوا مدارس هناك ويعلموا الناس، هناك في راحة بال ربانية”.
تقع منطقة سيوة في الجنوب الغربي من المحافظة وتبعد عن مدينة مرسى مطروح بنحو 300 كيلومتر جنوب، ويطلق عليها لقب لؤلؤة الصحراء الغربية، وأطلق عليها اسم “سيوة” نسبة إلى جماعة من البربر تسمى سيوي يتكلمون اللغة السيوية، لكنّ أهلها يتحدثون العربية مع احتفاظ البعض بالحديث باللغة الأمازيغية كتراث تناقلته الأجيال، وتعتبر منتجعا طبيعيا للاستشفاء لما يتميز من مناخ جاف طوال العام، وطبيعة رمالها الساخنة التي لها من الخواص ما يجعلها قادرة على علاج الكثير من الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل وآلام العمود الفقري.
وسيوة من المناطق الجاذبة للسياحة البيئية، إذ تضم العديد من النباتات والحيوانات والطيور النادرة، وتتميز بطقوسها المتفردة، فمع منتصف الشهر العربي المواكب لشهر أكتوبر من كل عام وعلى مدى 3 أيام، يحتشد أهالي سيوة بمنطقة جبل الدكرور للاحتفال بعيد الصفاء والسلام، وينتقل الشباب والكهول والصبية من الجنسين إلى ساحة جبل الدكرور، وتبقى النساء في المنازل، ويتم في هذا اليوم حل الخلافات والنزاعات.
تلك الطقوس والمميزات حاول فريق “شوفوها بعيوننا” إبرازها في الفيديو، إلا أنّ ضيق الوقت وعدم انتظار شهر يوليو لموسم “الدفنة” وأكتوبر” لعيد التسامح” حال دون إظهارها، لكنّهم عمدوا إلى إظهار باقي الطقوس كالتجمع في “القعدة العربية” وغناء “الفرق الموسيقية”.
التصوير المحترف أهم ما يميز فيديو “سيوة” عن سابقه المصنوع لـ”الإسكندرية”، يقول مؤمن إنّه حاول تلافي أخطاء الفيديو السابق، وكانت هناك مقاطع مصورة بالهواتف المحمولة، وزاد: “المرة دي كان فيه 3 مصورين، مصطفى وجاسر وأنا، بـ6 كاميرات ومعدات إضاءة وموديل بننزل – في عز الشمس – في كل منطقة في سيوة، ناخد كادراتنا ونعيد ونزيد فيها لحد ما نوصل لأحسن نتيجة مرضية”، آملين في إبراز جمال مصري السياحي والتواصل مع أحد من المسؤولين من أجل تعاون أكبر في المشاريع القادمة ومع اقتراب الانتهاء من تصوير فيديو لـ”القاهرة”، للوصول لهدفهم وهو تسليط الضوء على مناطق مصر السياحية بمنظور مختلف: “عاوزين نوري أهلنا وأصحابنا والأجانب قد إيه مصر جميلة وتستاهل تبقى على قمة البلاد السياحية”.