بقلم : دالي الخمسان
مما لا شك فيه أن قيمة أي شيء مادي أو معنوي تختلف باختلاف جوهره، وكثير من الناس يعرفون ثمن الأشياء ولكن يجهلون قيمتها، علما بأن «الثمن» هو معيار الأشياء المادية، وهناك أشياء معنوية وسلوكية واجتماعية لا تقدر بثمن وهي بذاتها ذات قيمة وغاية يتطلع لها الإنسان كعمل الخير والدفاع عن الحق ورفض الظلم والصدق وحب الوطن والتضحية، حيث إنها لا تقدر بثمن وتوزن بها الرجال والنساء بقدر إيمانهم بها وبذل العطاء لإرجاع الحق لكل من ظلم واضطهد، وان يكون الشعار هو أن أي شخص ضعيف في المجتمع يكون قويا حتى ينال حقه، وان يكون القوي ضعيفا حتى ننتزع منه الحقوق.
إن قيمة الإنسان تتحدد بما يحمله من قيم وصفات إنسانية واجتماعية وأسرية حتى يكون ذا قيمة عالية ليست له مثيل؛ لأن الإنسان عمره قصير وحياته في هذه الدنيا محدودة، وقيمة الإنسان الحقيقية هي بأخلاقه والتزامه الديني وسلوكه المجتمعي الصالح وسمو أهدافه، وليس باسمه واسم عائلته ولا بمنصبة وماله، فقيمة الإنسان ليس بما يملكه بل بما يمنحه، فالشمس تملك النار الحارقة الوهاجة، ولكنها تنشر النور والحياة في الأرض، وصدق أمير الشعراء احمد شوقي عندما قال:
وكن في الطريق عفيف الخطا
شريف السماع كريم النظر
ولا تخل من عمل فوقه
تعش غير عبد ولا محتقر
وكن رجلا إن أتوا بعده
يقولون مر وهذا الأثر
إن الإنسان يمتلك قيمة عقلية هائلة وكبيرة ولديه قدرة جبارة لتغيير أسلوب حياته وتطوير صفاته، حيث انه يمتلك الإرادة والتخطيط والإبداع، فهذه دعوة للتغيير إلى الأفضل ومنح الآخرين كل العطاء من الحب والاحترام والإخاء والسلام، ونبذ الظلم والاحتقار والطائفية والبعد عن كل ما يمس الوحدة الوطنية وبذل الغالي للوطن الغالي.
twitter@bnder22
