ينما أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية أمراً طارئاً يحظر على شركات الطيران الأميركية التحليق فوق المجال الجوي الذي تسيطر عليه إيران فوق مضيق هرمز وخليج عمان، بسبب زيادة التوتر في المنطقة، اتخذت بعض شركات الطيران العالمية تدابير احتياطية، لم تصدر الإدارة العامة للطيران المدني في الكويت أي تعليمات لشركات الطيران المحلية، أو التي تقلع من مطار الكويت الدولي لتغيير مسار خط سيرها عند دخول الأجواء المحلية أو الخروج منها.
وقالت مصادر ذات علاقة لصحيفة “القبس”، إنه لا شيء رسمياً يخص تغيير مسار الرحلات القادمة أو المغادرة عبر مطار الكويت الدولي. وأضافت أن الوضع مستقر وأن العمل في أبراج المراقبة وعمليات الطيران المدني بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة مستمر وعلى مدار الساعة؛ تحسبا لأي ظرف طارئ، إلا أن الأمور الحالية طبيعية. وأكدت أن نظام مسار الرحلات المدنية الجوية في الكويت يتبع سياسة أمنية محمية دولياً، في حين أن ما يتم حاليا هو تغيير مسار يصدر من شركات الطيران وليس اتفاقا دوليا، حيث إنه في حالة الطوارئ يتم إصدار تعميم لتغيير مسار الرحلات للطيران المدني حماية له بعد اتفاق دولي بشأن ذلك.
ولفتت إلى أن مناطق دخول الطائرات إلى البلاد تكون عن طريقين: الأول أعلى جزيرة فيلكا، والآخر من منطقة الوفرة جنوب البلاد، وكلاهما بعيدان عن منطقة التوتر في المياه الدولية، أما المسار الشمالي والخاص بالدخول إلى الأجواء العراقية فهو محدود الاستعمال.
«الخطوط الكويتية»
من جهتها، قالت مصادر مطلعة في الخطوط الجوية الكويتية إن الشركة تقوم كل 6 ساعات بمراجعة المخاطر على كل الخطوط التي تعمل عليها طائرات الشركة وتتخذ القرارات المناسبة. وأوضحت ان هناك 4 مراحل للخطر تبدأ بالعادية وتنتهي بعالية الخطر، وما زلنا حتى الآن في المرحلة الثانية (الحذر)، مؤكدة أنه حتى اللحظة ما زالت المسارات آمنة. وألمحت إلى أن بعض شركات الطيران التي اتخذت قرارات بتغيير المسارات مملوكة لدول تعد بشكل مباشر أو غير مباشر من أطراف الأزمة الحالية في المنطقة، في حين اتخذت شركات أخرى القرار لأسباب فنية تتعلق بالرحلات الطويلة. وبينت أنه من الصعب بالنسبة إلى الرحلات الطويلة اتخاذ قرارات فجائية وسريعة بتغيير المسار إلى آخر أطول في المسافة، لاعتبارات تتعلق بكمية الوقود، وبالتالي هي مجبرة على اتخاذ قرارات احترازية استباقية، أما رحلات «الكويتية» عبر المسارات فوق مضيق هرمز وبحر عمان فلديها فائض من الوقود يمكنها من تغيير المسار إلى مسارات أخرى اطول في أي وقت من دون مخاطر تذكر. وكانت وكالة أنباء الإمارات قد ذكرت أن هيئة الطيران المدني الإماراتية حثت المشغلين الجويين المسجلين بالدولة على اتخاذ التدابير اللازمة في ظل الأوضاع الراهنة في المنطقة.
وقال بيان للهيئة «وجهت الهيئة المشغلين الجويين المسجلين في الدولة بتقييم مناطق الطيران المتأثرة ووضع التدابير اللازمة لتفادي التشغيل في المناطق التي قد تعرض عمليات الطيران المدني للخطر». وأصدرت طيران الإمارات بيانا قالت فيه «نظرا للأوضاع الراهنة، فقد اتخذت طيران الإمارات إجراءات احترازية، بما في ذلك تغيير مسار جميع الرحلات بعيدا عن منطقة أي مخاطر محتملة».
أما فلاي دبي، وهي الشركة الشقيقة لطيران الإمارات، فقالت إنها عدلت بعض مسارات الرحلات القائمة في المنطقة وستطبق مزيدا من التغييرات إذا اقتضت الضرورة. وقالت شركة الاتحاد للطيران إنها وافقت على تغيير عدد من مسارات الطائرات من الخليج وإليه، بعد مشاورات مع الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات.
وقالت شركة طيران الخليج، الناقل الوطني لمملكة البحرين، إنها تبحث تغيير مسار الرحلات وتعمل مع السلطات على خطط طوارئ لاتباعها إذا شهدت الأوضاع مزيدا من التصعيد. وأعلنت الخطوط الجوية البريطانية التزامها بإرشادات إدارة الطيران الاتحادية الأميركية بتجنب المجال الجوي الإيراني.
وقالت الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) إنها على اتصال دائم مع سلطات الطيران المدني في فرنسا وأوروبا لتقييم أي مخاطر محتملة. أما الخطوط الجوية النرويجية فلفتت إلى أنها تراقب الموقف عن كثب وستحول مسار رحلات إذا اقتضت الضرورة.
وقالت الخطوط الجوية الاسكندنافية (إس.إيه.إس)، إنها تتابع الموقف رغم عدم تسييرها رحلات في تلك المنطقة.
ما لوفتهانزا الألمانية فقالت إنها توقفت عن تسيير رحلاتها فوق أجزاء من إيران لكنها ما زالت تخدم العاصمة طهران.
وأشارت «سنغافورة إيرلاينز» إلى أن رحلاتها ستتخذ مسارات أطول قليلا لتجنب منطقة مضيق هرمز بسبب التوتر القائم. وأوضحت «كاثاي باسيفيك»، وهي شركة الخطوط الجوية الوطنية لهونغ كونغ، إن رحلاتها لن تحلق في المجال الجوي فوق مضيق هرمز. وبينت الخطوط الجوية الماليزية أنها تجنبت المجال الجوي فوق مضيق هرمز في رحلاتها من لندن وجدة والمدينة وإليها. كما قررت خطوط لوت الجوية البولندية تغيير مسارات الرحلات من سنغافورة وإليها بسبب التوتر في مضيق هرمز وخليج عمان.
وقالت المديرية العامة للطيران المدني في الهند في تغريدة على تويتر إن كل شركات الطيران الهندية قررت وبالتشاور معها تفادي جزءا من المجال الجوي الإيراني لضمان سلامة الرحلات الجوية والركاب.
