الكويت – النخبة:
أنجز مركز أبحاث المياه بمعهد الكويت للأبحاث العلمية مشروع دراسة بحثية حول امكانية استخدام الاغشية المبادلة للغازات في تقطير المياه بما يسهم في توفير المياه العذبة بتكلفة اقتصادية اقل مقارنة بنظم التحلية التقليدية.
وفي هذا الشأن أوضح الباحث الرئيسي للمشروع البحثي المهندس علي العدواني أن هذه الدراسة بعنوان «تجارب مخبرية لتقييم كفاءة الأغشية المبادلة للغازات كنظام لنزع الهواء في عمليات التقطير» تعد الأولى من نوعها في الكويت، حيث أنجزت في مختبرات المعهد محققة نجاحات كبيرة وواعدة في خطوة نحو تحسين عمليات تقطير المياه، مشيراً إلى أن تقييم الوضع الراهن والتوجهات المستقبلية للمياه في الكويت يحتم الأخذ بالاعتبار الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية لتوفير أمن مائي يرتكز على حماية الموارد المائية المتاحة وضمان توفيرها وتنميتها لتلبية احتياجات كافة قطاعات الاستهلاك مع استمرار تعديل مسار إدارة تأمين هذه الموارد كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
وبين أنه من غير المنتظر أن يتغير وضع الكويت من حيث اعتمادها على تحلية المياه لتوفير المياه اللازمة لكافة قطاعات الاستهلاك داخل حدود الكويت، ولا يوجد في المنظور القريب أو البعيد احتمال توفير الكميات اللازمة من المياه من دون اللجوء إلى موارد غير تقليدية وابتكار موارد مياه إضافية، منوهاً إلى أن الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي يعتمدون غالباً على نظام التقطير بالتطاير الفجائي متعدد المراحل والمستخدم في نظام التوليد المشترك مع محطات توليد الطاقة الكهربائية، لذا فإن أي محاولة لتحسين أداء هذا النظام والتغلب على المشاكل المرتبطة به وتخفيض تكلفة المياه المنتجة تعد استراتيجية ناجحة على المديين القريب والمتوسط.
وأوضح العدواني أن تقنيات المعالجة التقليدية الحالية للتخلص من الغازات من مياه التغذية في مثل هذه الأنظمة مكلفة وغير صديقة للبيئة، وهو ما أوجد الحاجة الماسة للبحث عن تقنيات مبتكرة وواعدة لمعالجة مياه البحر باستخدام نظم غير تقليدية بهدف خفض الأعباء الاقتصادية والبيئية على الكويت مع ضمان توفير المياه العذبة بشكل مستدام للمستهلكين وللأنشطة التنموية المختلفة.
وذكر أن تقنيات التحلية المبتكرة باستخدام الأغشية بمختلف أنواعها وطرقها وأنظمتها قد شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بفضل الأبحاث المكثفة والهادفة التي تبنتها الكويت على مدى سنوات والتي نتج عنها عدد من الأنظمة الواعدة ومن بينها تقنية المعالجة بالأغشية المبادلة للغازات لتكون بديلاً يعتمد عليه بشكل أكبر للتخلص من الغازات المذابة في مياه التغذية، باعتبارها الأكثر تقدماً في معالجة المياه التي يمكن استخدامها لنزع الغازات الضارة من وحدات التحلية ونظام الغلاية.
ومن جانبه ذكر رئيس المشروع المهندس محمد الطبطبائي أن مبدأ معالجة مياه تغذية وحدات التحلية بالأغشية المبادلة للغازات تتميز بكفاءة عالية ونتج عنها خفض ملموس لنسبة الغازات المذابة، إضافة إلى تغلبها على المشاكل الفنية التي تعاني منها أنظمة المعالجة التقليدية، كما أنها تمثل نهجاً علمياً وتقنياً من شأنه أن يؤدي إلى فوائد ملموسة في عملية إنتاج المياه مثل انخفاض حجم المعدات وزيادة كفاءة الأنظمة وتحسين الأداء وتقليل الطاقة والتكاليف ذات الصلة وزيادة السلامة وتقليل الأثر البيئي.
وبين أنه تم التحقق من نتائج الاختبارات على الأغشية مع وجود فرص كبيرة لاستبدال العمليات التقليدية وبذلك تمثل خياراً ناجحاً في نهاية المطاف كونها توفر مساحات أكبر وإنتاجية أعلى إضافة لتوفيرها معدلات تدفق أسرع وبتحكم أكثر.
وأوضح أن النتائج المختبرية أظهرت قدرة هذه الأغشية على طرد الغازات الضارة بنسبة 65 إلى 95 في المئة حسب درجات الحرارة ونوعية المياه ونسبة تركيز الغازات المذابة، مع خفض ملموس لكمية المواد الكيميائية المستخدمة تصل إلى أكثر من 75 في المئة، كما بينت نتائج الدراسة أن جودة مياه التغذية تحسنت كثيراً نظراً لانخفاض معاملات الترسب والتآكل في هذه المياه.
