«الصحة»: 10 في المئة من مواطني الكويت يستفيدون من «عافية 2»
أكد مسؤول في وزارة الصحة الكويتية استفادة أكثر من 10 في المئة من المجتمع الكويتي بإجمالي 137 ألف متقاعد من وثيقة التأمين الصحية بطاقة (عافية 2).
ووجه المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور أحمد الشطي في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية “كونا” اليوم الأحد التهئنة لكل هؤلاء على تجديد المظلة التأمينية الصحية لهم (عافية 2).
ولفت إلى أن مشروع (عافية) الذي بدأ قبل حوالي سنتين ونصف السنة يعتبر “نموذجا للتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في حين تنظر وزارة الصحة لهذا الموضوع على أنه نموذج للتقييم من خلاله يتبلور فيه أكثر من اتجاه وأكثر من عنوان”.
وأضاف أن العنوان الأول يمثل ثقافة التأمين لأنه أول مظلة تأمينية حكومية ثم أول نموذج حيوي لخلق شبكة من المزودين والمستفيدين وإخضاعهم من جانب آخر للتقييم بغية الارتقاء وتوفير الغطاء التأميني للرعاية الصحية.
وأوضح أن وزارة الصحة تتطلع من خلال (عافية 2) لأن يكون هذا النظام التأميني إضافة إلى الجودة في تقديم الخدمات وتقليل عدد المراجعين من قوائم الانتظار والسرعة في العمليات.
وذكر أن العلاقة بين وزارة الصحة وشركة التأمين التي فازت بالتأمين بعقد (عافية) هي علاقة تعاقدية تخضع من جانب الوزارة للموافقة والتدقيق من وزارة المالية وديوان المحاسبة ولجنة المناقصات المركزية.
وتابع أن هذه العلاقة التعاقدية تخضع من جانب وزارة الصحة إلى ضوابط وأولويات فنية يتم تحديدها بناء على تجربة (عافية 1) “فلا عجب أن تضاف حوالي 13 ميزة إضافية على المستفيدين من خدمات (عافية)”.
وبين أن العلاقة التعاقدية هدفها خدمة المرضى بأفضل جودة ممكنة وفي أقل مساحة انتظار دون تفريط بحق العلاج وحق المعرفة لذا كانت هناك مساحة للوصول لكل مستفيد من بطاقة (عافية) إلى رصيده وما يصرف له من جانب والتدقيق على كل ما يخصم من بنوده.
وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة إلى ارتفاع نسبة الوعي والإقبال من الجمهور على (عافية 2) بعد إضافة بعض الاختصاصات والاستثناءات إلى بطاقة التأمين. وبين أن المواطنين المتقاعدين الذين يتمتعون بخدمة (عافية) كان هناك لديهم تشكك في بداية تطبيق النظام وعدم وضوح الرؤية أما الآن فهناك تسابق عليها إذ في أول ثمانية أيام لتوزيع البطاقة فاق العدد 50 ألف مواطن وهذه علامة مشجعة.
وأشاد بالتعاون الوثيق بين المؤسسة العامة للتأمينات والهيئة العامة للمعلومات المدنية ووزارة الصحة من خلال لوح ذكي يتم التعرف على المتقاعد من خلال بطاقته المدنية وأخذ البصمة وذلك للتسهيل الإلكتروني الذي يصب في مصلحة المستفيدين من الخدمة.
من جانبه قال نائب الرئيس التنفيذي للعمليات بمجموعة الخليج للتأمين علي الهندال إن سلبيات التعامل مع البطاقة من جهة شركة التأمين والأفراد والحكومة مثلها مثل أي وثيقة سواء عافية أو غيرها من بطاقات التأمين الصحي أو نظام التأمين الصحي فيها طبعا سلبيات وفيها إيجابيات.
وأضاف الهندال أن السلبيات يمكن تسميتها بالتحديات لأن التحدي يمكن ايجاد حل مناسب له ومواجهته مبينا أن من تحديات شركة التأمين سوء الاستغلال من بعض مقدمي الخدمة الطبية ومحاولة المبالغة في الفواتير والمبالغة في تقديم خدمات غير ضرورية للمؤمن عليهم.
وذكر أنه في بعض الأحيان يتم استغلال المؤمن عليه بطريقة تخويفية على صحته وحالته المرضية بالتالي يحاول شد وجذب هذا المؤمن عليه بصفة أنه مريض ويتعاطف معه وهذا يخلق مشكلات لشركة التأمين في محاولة منها لإيصال الصورة للمؤمن عليه.
وبين أن من ثاني التحديات عدم الوعي الكافي لدى المؤمن عليهم إذ تعد أحيانا سلبية فمن الممكن أن يطلب أشياء ليست له ولا يستحقها وقد يصل الأمر بأن ينتقد أمور شركة التأمين التي لا يكون لها ذنب فيها.
وأشار إلى أن سلبياتها على العميل والفرد تتمثل في عدم وضوح التغطية أحيانا إذ لا تكون هناك شفافية بتوضيح التغطيات التأمينية وحقوقه الكاملة والتي تسبب عدم معرفة الشخص بحقوقه وبالتالي عبر قنوات الاتصال يتم تقديم الشكوى.
وقال الهندال: “حاولنا في بطاقة عافية أن نتدارك تلك الشكاوى ونعالجها فأصدرنا الكتيبات التعريفية والنشرات الإعلانية لخلق نوع من الوعي بالتعاون مع وزارة الصحة والحرص على ضمان أخذ المواطن المتقاعد حقه كاملا ومعرفة ما له وما عليه”.
وأفاد بأن من تحديات الحكومة الحاجة إلى جهود كبيرة للرقابة ومتابعة وضمان تقديم الخدمة بالشكل الأمثل وضبط العلاقة ما بين مقدمي الخدمات الطبية بالمستشفيات والمراكز الصحية وغيره وبين شركة التأمين.
وأكد أن التعاون بين شركة التأمين ووزارة الصحة كبير “ويزداد يوما بعد يوم خصوصا لجهة التطوير والخبرة المتراكمة عند الجهتين” والآمال المعقودة على الوزارة بأن تزيد الطاقم المتخصص لمتابعة (عافية) ووجود تشريعات لضبط الأسعار وتحديدها من الوزارة ووضع معايير تفرق بين السعر المقدم من مقدم الخدمة ذي جودة عالية وإمكانيات عالية وبكل كفاءة.
وحول تجاوب المواطنين ذكر أنه كبير جدا “فالإقبال هائل ففي أول ثمانية أيام من توزيع بطاقة (عافية) تم توزيع أكثر من 51 ألف بطاقة من أصل 140 ألفا تقريبا ونحن نراه رقما “ممتازا وكبيرا” والإقبال جدا كبير وكثير خصوصا مع التعديلات الاخيرة في التغطيات التأمينية الذي شملها (عافية 2)”.
وبهذا الصدد أجرت (كونا) لقاءات متفرقة مع عدد من المواطنين المتقاعدين الذين أشادوا بوزارة الصحة وعلى رأسها الوزير الشيخ الدكتور باسل الصباح ووكيل الوزارة الدكتور مصطفى رضا ووكيل الشؤون القانونية في الوزارة محمد السبيعي ومدير مشروع عافية الدكتور عدنان الرشيد على جهودهم في إدخال خدمات جديدة في (عافية 2).
ورأى المستفيدون من المشروع أن الخدمات الجديدة المقدمة تشكل نقلة نوعية في الخدمات التي تقدم للمواطنين المتقاعدين عبر وثيقة (عافية) متمنين أن تتم زيادة الخدمات في الوثيقة لتشمل تغطية أمراض أخرى.
وقال المواطن المتقاعد نشمي الرشيدي إن بطاقة عافية استفادة منها المواطنون المتقاعدون بشكل عام وهي ميزة ونقلة نوعية في الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين المتقاعدين.
وأضاف الرشيدي أنه من ناحية سلبية فتح الملف قد يكون بمبلغ عال والفحص كذلك وصرف الأدوية يكون بشكل مبالغ فيه من بمعنى العلاجات تصرف أكثر من اللازم كسياسية لبطاقة عافية.
وأكد أن بطاقة عافية ساهمت بشكل كبير من التخفيف وقلة الازدحام في الكثير من المراكز الحكومية الصحية.
من جانبه قال المواطن المتقاعد عبدالحميد الصالح إن بطاقة عافية بذلت جهدا مشكورا ووضعت المتقاعد في خيارات عديدة للعلاج في المستشفى الحكومي والخاص.
وأشار الصالح إلى أن بطاقة عافية حققت راحة للمتقاعدين للوصول للعيادات المتخصصة التي تجد فيها الخدمة الجيدة والعالية المستوى.
وذكر أنه من ناحية سلبية هناك قضية الأدوية فأحيانا أطباء في مستشفيات خاصة يصرفون الأدوية بكميات كبيرة وأحيانا وبكثرة أضف إلى ذلك أن الازدحام بالمستشفيات الخاصة يكون على الصيدلية أكثر من العيادات.
وشدد على ضرورة أن تكون هناك دراسة علمية تسجل فيها المواقف ونسبة إعطاء الأدوية والعلاجات ومقارنتها بالأسعار الموضوعة مبينا أن بطاقة عافية كبطاقة لها أثر إيجابي وتركت شيئا من الراحة للمتقاعدين وهي خطوة جميلة من وزارة الصحة والحكومة لتسهيل الطريق للمتقاعدين للوصول إلى العيادات المتخصصة.
بدورها بينت المواطنة المتقاعدة شيخة دشتي أن بطاقة عافية “أبعدتنا كليا عن الازدحامات والاختناقات التي تحصل في المستشفيات الحكومية والمستوصفات”.
وأضافت دشتي أن بطاقة عافية استخدامها ومميزاتها إيجابية والأسعار الموضوعة متفاوتة الى حد ما.
من جانبها رأت المواطنة المتقاعدة دلال الخليفة أن بطاقة عافية ” من وجهة نظري سلبية… هدر فلوس على الفاضي وأسعارها مبالغ فيها جدا وهدر للمال العام”.
وكان قد تم البدء بتوزيع البطاقات الخاصة بالتأمين من خلال 46 مركزا صحيا تابعا للوزارة موزعة على كل محافظات الكويت ومن أبرز الخدمات التأمينية الجديدة التي ستقدم للمواطنين المتقاعدين المشمولين ببطاقة (عافية 2) خشونة المفاصل وتبديل المفاصل بمفاصل صناعية وهشاشة العظام والكسور الناتجة عنها.
ومن تلك الاختصاصات أيضا سلس البول وتضخم البروستاتا وجراحات استئصال الأورام الحميدة والخبيثة والقسطرة العلاجية للشرايين التاجية شاملة الدعامات بحد أقصى 3 دعامات سنويا.
وتتضمن الاختصاصات كذلك دعامات الكلى وزراعة الأسنان وتركيب التيجان والجسور للأسنان باستثناء تكلفة الأجزاء المزروعة والمواد المستخدمة كما تشمل التغطية أجور الطبيب الزائر بحسب الأسعار المتفق عليها مع مقدم الخدمة المعتمد وتغطية الأجزاء المزروعة بعمليات الانزلاق الغضروفي.
وكان وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح قد أعلن عن بدء التطبيق الفعلي ل (عافية 2) في 16 يوليو المقبل.
يذكر أن قيمة القسط السنوي الذي تدفعه الوزارة عن المتقاعد المتسلم لبطاقة عافية هو 1140 دينارا (حوالي 7ر3 ألف دولار) مقابل قيام الشركة بتغطيته بجميع الخدمات الصحية الواردة بوثيقة التأمين.