#النخبة| رفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية يعيد الكويت إلى الخريطة الرياضية العالمية
زفت ساعات نهار اليوم الجمعة البشرى للكويتيين بإعلان اللجنة الأولمبية الدولية الرفع الفوري والكلي للايقاف عن الرياضة الكويتية وهو خبر انتظره الكويتيون بعد سنوات عجاف مرت على رياضة يشهد القاصي والداني بتاريخها الحافل وإنجازاتها الزاخرة.
ومن شأن رفع الإيقاف عودة جميع المنتخبات والأندية واللاعبين إلى المشاركات الدولية تحت العلم الكويتي وعودة المنتخبات الكويتية إلى مكانتها بمنصات التتويج في جميع المحافل الرياضية الدولية والقارية والإقليمية وتجاوز الرياضة الكويتية التحديات الكبيرة التي واجهتها طوال فترة الإيقاف.
ورسميا أعلن المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية اليوم الجمعة شطب تعليق اللجنة الأولمبية الكويتية بالكامل نتيجة للتنفيذ الناجح لخارطة الطريق المتفق عليها بين جميع الأطراف.
ووفق بيان صحفي للجنة الأولمبية من مقرها بمدينة لوزان السويسرية فقد أنهت اللجنة الأولمبية الكويتية بنجاح الخطوة الأولى من خريطة الطريق المتفق عليها وتضمنت مراجعة واعتماد قوانين جديدة للأندية الرياضية تلتها الانتخابات خلال الموعد المحدد (في نهاية شهر يناير الماضي).
وتم بحسب اللجنة الدولية تنفيذ الخطوة الثانية التي تتضمن مراجعة واعتماد قوانين جديدة للاتحادات الرياضية الوطنية تلتها الانتخابات بالتنسيق الوثيق مع الاتحادات الدولية المعنية وتم الانتهاء منها بنجاح في أوائل يونيو المنصرم.
أما الخطوة الثالثة والأخيرة التي تم الانتهاء منها بنجاح فهي مراجعة واعتماد النظام الأساسي اللجنة الأولمبية الكويتية وأعقبتها انتخابات في 30 يونيو المنصرم مع عقد الجمعية العامة للجنة، بحسب وكالة الأنباء الكويتية “كونا”.
وكانت اللجنة الأولمبية الدولية أعلنت عام 2015 إيقاف اللجنة الأولمبية الكويتية متذرعة بما وصفته تدخلا حكوميا بالحركة الرياضية بعد صدور قانون رياضي اعتبرت اللجنة أنه لا يتوافق مع المبادئ الأساسية التي تحكم الحركة الأولمبية في البلاد.
وفي 16 أغسطس 2018 قررت اللجنة الأولمبية الدولية رفع تعليق مؤقت عن اللجنة الأولمبية الكويتية مع الاعتراف بالتقدم المحرز والذي تضمن مراجعة قانون الرياضة واتفاقا لإنشاء عملية لانتخاب جميع المنظمات الرياضية في الكويت.
وسمح هذا القرار بتمكين الرياضيين من التنافس في الألعاب الآسيوية في (جاكرتا) ودورة الألعاب الأولمبية للشباب في (بوينس آيرس) 2018 تحت علم البلاد كما تم وضع خريطة طريق تحت إشراف لجنة إشرافية عينها رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ.
ويتبع قرار اليوم توصية لجنة الإشراف برفع تعليق اللجنة الأولمبية الدولية بالكامل وعلى الفور.
وبالطبع فإن إعلان اللجنة الأولمبية الدولية اليوم الجمعة رفع الإيقاف الرياضي فورا وكليا عن الرياضة الكويتية المفروض منذ عام 2015 يأتي استنادا إلى نجاح خريطة الطريق وتطبيقها بشكل كامل وآخرها انتخاب مجلس إدارة جديد للجنة الأولمبية الكويتية.
ويكلل القرار جهودا كويتية مخلصة من الجميع بتعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية وغيرها من الجهات المعنية ويقف خلف كل ذلك دعم غير محدود من لدن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أثمر في المجمل تحقيق الغاية المرجوة برفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية.
أما التحديات التي مرت بها الرياضة الكويتية حتى رفع الغمة عنها اليوم فبدأت عام 2015 بإعلان اللجنة الأولمبية الدولية إيقاف الرياضة الكويتية مشترطة “تغييرات ينبغي إدخالها على قانون الرياضة في الكويت بما من شأنه القيام بالأنشطة والوفاء بالالتزامات الدولية بشكل مستقل”.
وحينها أكدت الحكومة على لسان وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب السابق الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح أنها لم تتدخل في الرياضة الكويتية إلا “في دعم الأندية والاتحادات الرياضية بمليارات الدنانير طوال مسيرتها ومنذ نشأت الرياضة في الكويت” وأنه “ليس هناك أي مصلحة لتدخل الحكومة بالرياضة الكويتية لأن الرياضة ليست مرتبطة باتحاد بل بالشباب الرياضي “إذ نصت المادة العاشرة في الدستور الكويتي على رعاية النشء”.
وواكبت الكويت تطبيق خريطة الطريق وتنفيذ بنودها بما يحترم قوانين ودستور البلاد إذ تم إقرار مشروع قانون بتعديل قانون الرياضة ثم جاءت خطوة إيجابية من اللجنة الأولمبية الدولية في أغسطس 2018 بقرار مكتبها التنفيذي رفع الإيقاف مؤقتا عن الرياضة الكويتية لحين استكمال خريطة الطريق المتفق عليها بين الطرفين.
وكلل ذلك الاجتماعات المثمرة مع اللجنة الأولمبية الدولية وتفهھم المنصفين فيها لاحترام الدستور الكويتي وقوانين الدولة وتوفير اللاستقرار للحركة الرياضية في الكويت.
ووصولا إلى يناير الماضي وعقب اجتماع اللجنة السداسية في لوزان فقد أشادت اللجنة الأولمبية الدولية على لسان نائب المدير العام ومسؤول العلاقات الدولية فيها بيرو ميرو بإنجاز الكويت أولى خطوات خريطة الطريق باقامة انتخابات الأندية الشاملة والمتخصصة وفقا لإرادة الجمعيات العمومية.
وكللت الخطوات الكويتية باالوفاء بحميع الالتزامات من خلال خريطة الطريق المتفق عليها وانتخاب مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الكويتية الأسبوع الماضي وقبلها مجالس إدارت الأندية والاتحادات.
في السياق لا نغفل عن دور السلطتين التشريعية والتنفيذية اللتين لم تتوانيا لحظة في تنفيذ وترجمة النطق السامي لسمو أمير البلاد والذي خاطب فيه الشباب الكويتي قائلا: (أوعدكم بأني سأكون دائما الداعم والمساند) وهو ما علق عليه وزير الإعلام ووزير الشباب الكويتي محمد الجبري قائلا في تهنئته للقيادة السياسية اليوم قائلا إن “هذا ما جعلنا نعمل من أجل رفع الإيقاف الدولي عن الرياضة الكويتية وتقديم الدعم المتواصل للشباب الرياضي انسجاما وتوافقا مع النطق السامي”.
وأثنى الجبري على الدور الكبير لرئيس مجلس الأمة والنواب وأعضاء لجنة الشباب والرياضة البرلمانية والحكومة الكويتية ممثلة بوزارة الدولة لشؤون الشباب والهيئة العامة للرياضة والوزارات المعنية والفريق المفاوض برئاسة المدير العام لهيئة الرياضة الدكتور حمود فليطح ونائبه الدكتور صقر الملا والمحامي صالح القحطاني.
وقال إن تلك الجهود أثمرت الوصول إلى اتفاق مع المنظمات الدولية لإيجاد صيغة توافقية بين القوانين والأنظمة المحلية الكويتية واللوائح والمواثيق الدولية حتى تمكن من الحصول على كل الضمانات التي من خلالها صدر قرار رفع الإيقاف الدائم عن الرياضة الكويتية بعد سنوات عجاف من الإيقاف أضرت بجميع عناصر الرياضة الكويتية.
وأكد الجبري أن المرحلة المقبلة ستشهد نهضة جديدة للرياضة الكويتية من خلال التعاون والتكاتف بين الجميع يدا بيد لخدمة الشباب الرياضي ودعم كافة المنتخبات والأندية الرياضية.
أما رئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ فهد ناصر صباح الأحمد الصباح فقد دعا أبناء الكويت الرياضيين للعمل والعطاء بجد وإخلاص لوضع الرياضة الكويتية على خريطة العالم الرياضية وتحقيق إنجازات تسجل باسم الكويت في المحافل القارية والدولية “لأن ذلك الهدف الأسمى الذي نسعى إليه جميعا”.
رفع الشيخ فهد الناصر في بيان صحفي اليوم الجمعة باسمه ونيابة عن مجلس الإدارة والعاملين باللجنة وجميع منتسبي الحركة الرياضية في الكويت أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء والأسرة الرياضية والشعب الكويتي بمناسبة إعلان اللجنة الأولمبية الدولية الرفع الفوري والكلي للايقاف عن الرياضة الكويتية.
ولدى انتخابه رئيسا للجنة الأولمبية الكويتية في 30 يونيو المنصرم أكد الشيخ فهد الناصر أن مجلس إدارة (اللجنة) الجديد سيبذل قصارى جهده في سبيل تطوير الرياضة المحلية لافتا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر جهود جميع الرياضيين.
وقال الشيخ فهد ناصر الصباح في كلمة عقب انتخابه من قبل الجمعية العمومية إن اللجنة الأولمبية ستتعاون مع كافة الجهات الحكومية ومنها الهيئة العامة للرياضة للنهوض بالرياضة الكويتية.
ولفت إلى أن الرياضة الكويتية واجهت العديد من التحديات الأمر الذي يتطلب العمل الجماعي البناء والبعيد عن المحسوبيات والمجاملات لتطويرها.
وذكر أن اللجنة الأولمبية الكويتية “ستعمل على جلب خبرات رياضية من مختلف دول العالم وتوقيع بروتوكولات تعاون مع الأكاديميات الرياضية الناجحة لخلق نظام رياضي كويتي وتطوير الرياضة”.
وأفاد بأن اللجنة ستعمل مع الهيئة العامة للرياضة على إنشاء أكاديمية أولمبية معنية باكتشاف المواهب الرياضية بدأ من مرحلة رياض الأطفال على مستوى البلاد.
وأكد أن اللجنة الأولمبية ستعمل على مراقبة ومحاسبة الاتحادات الرياضية بعد تقديم برامجها وخططها بالتعاون مع هيئة الرياضة فضلا عن العمل على إنشاء مركز أولمبي طبي لتوفير العلاج المناسب لجميع للرياضيين.
وشدد على أن اللجنة ستعمل أيضا على تقوية علاقاتها الدولية مع اللجان والمنظمات الدولية “مع التركيز على الجودة والخبرة لا الكم والعدد” وأنه سيتم العمل أيضا على تأهيل أكبر عدد من الرياضيين للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020 لتمثيل الكويت ورفع علمها عاليا في هذا المحفل