#النخبة| السفيرة الفرنسية: الكويت تلعب دورا محوريا في تكريس عملية السلام واحتواء الاحتقانات في المنطقة
أكدت السفيرة الفرنسية لدى البلاد ماري ماسدوبوي أن الكويت تلعب دورا محوريا في تكريس عملية السلام واحتواء الاحتقانات في المنطقة، لافتة الى أن صوتها مسموع ومعترف به من قبل جميع الاطراف، كما أن لديها علاقات جيدة مع مختلف الدول، كاشفة عن زيارتين مرتقبتين لوزير الخارجية الفرنسي ووزير الاقتصاد والمالية للبلاد.
وتحدثت ماسدوبوي، في لقاء خاص مع القبس، عن موقف بلادها من التطورات التي تشهدها منطقة الخليج، مؤكدة دعمها لكل الجهود المبذولة لمواصلة الحوار بين الأطراف المعنية، ونزع فتيل التوتر في المنطقة، والتي اعتبرتها «موضع ترحيب» حسب قولها.
وأشادت بمستوى أداء الكويت المشرف في مجلس الأمن، ومواقفها الحكيمة ازاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، مشددة على عمق العلاقات الكويتية الفرنسية في مختلف المجالات. وتطرقت ماسدوبوي إلى مشروع معالجة النفايات البلدية الصلبة، الذي سيجري تنفيذه بمشاركة إحدى الشركات الفرنسية لتحويلها إلى طاقة، وقالت: «لا نعلم ما اذا كانت ستنجح هذه المناقصة أم لا، وفرنسا قدمت عرضا مبتكرا من الناحية التكنولوجية، لذلك نتطلع إلى قرار إيجابي من قبل الحكومة الكويتية، وخصوصا في هذا المشروع».
ولفتت ماسدوبوي إلى إصدار بلادها نحو 50 ألف تأشيرة سنويا، تنوعت بين تأشيرات علاجية وسياحية ودراسية، مشيرة الى التسهيلات التي يجري توفيرها للمواطنين الكويتين للحصول على تأشيرة الدخول لبلادها.
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
● تلعب الكويت دوراً مهماً في تكريس عملية السلام في المنطقة، كيف تنظرون إلى هذا الدور في ظل التطورات التي تشهدها منطقة الخليج؟
ــــ لاشك أن الكويت تلعب دوراً فاعلاً في احتواء الاحتقانات في المنطقة، وهي الفاعل المهم في الأوضاع التي تمر بها المنطقة، فصوتها مسموع ومعترف به من قبل جميع الأطراف. كما تربطها علاقات جيدة مع مختلف الدول الخليجية والاوروبية، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية.
توتر المنطقة
● زار كبير مستشاري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك رئيس الوزراء الياباني، إيران مؤخراً لعقد محادثات، بهدف خفض التصعيد الإيراني في المنطقة؟ كيف تقيمون الجهود والوساطة الأوروبية لنزع فتيل التوتر؟ وهل أنتم متفائلون؟
ــــ نرحب بكل الجهود المبذولة لمواصلة الحوار بين الأطراف المعنية، وفرنسا تساهم في هذا الحوار، حيث زار المستشار الدبلوماسي للرئيس ماكرون طهران بدعوة من الرئيس الإيراني حسن روحاني، لتهدئة التوتر في منطقة الشرق الاوسط، وكذلك لإجراء مفاوضات مع المسؤولين المحليين في إطار الجهود الأوروبية لخفض التصعيد في المنطقة.
ولا شك أن كل ما يمكن القيام به من أجل تخفيف الوضع هو أكثر من موضع ترحيب، ولهذا ارتأت الدول الأوروبية أن أفضل وسيلة للحفاظ على الاستقرار وعدم الانتشار في المنطقة كان هو الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بتنفيذ الاتفاق النووي الإيراني، التي جرى التوصل اليها عام 2015 بين ايران ومجموعة 5+1 (الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهم الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي)، إلى جانب الاجتماعات والمحادثات المنتظمة في فيينا لتقييم تنفيذ الاتفاقية، والتأكد من مدى التزام إيران بالاتفاق النووي.
● ما موقف فرنسا من تطورات الأوضاع في الخليج؟ برأيك هل هذا ينذر بمرحلة جديدة في حرب الخليج؟
ــــ كما تعلمون أن فرنسا أعربت عن بالغ قلقها إزاء الأحداث التي شهدتها منطقة الخليج خلال الأسابيع الماضية، كما دعت إلى ضبط النفس وتخفيف التصعيد، وكذلك الحفاظ على حرية الملاحة في المنطقة.
زيارات منتظرة
● هل هناك زيارات قادمة من قبل المسؤولين الفرنسيين في إطار الجهود الدولية الرامية إلى تخفيف التوتر في المنطقة؟
ــــ هناك زيارتان مرتقبتان لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، ووزير الاقتصاد والمالية برونولو مير، ولكن لم يجر تحديد موعد لهما حتى الآن.
● بعد مرور قرابة عام ونصف العام على عضوية الكويت في مجلس الأمن، كيف تقيمون أداءها خلال هذه الفترة؟
ــــ نحن سعداء للغاية بانضمام الكويت وإمكانية التعاون معها في مجلس الأمن، فالكويت تلعب دورا بناء للغاية، ونحن نقدر ذلك. وقد تميزت في مجلس الأمن بالأداء المشرف والمواقف الحكيمة بصفتها ممثلا للمجموعة العربية، كما أن جميع مشاوراتها كانت متوازية وتنسيقية بالاتفاق مع الوفود في العديد من القضايا العالمية، وليست الإقليمية فقط، مثل التغير المناخي ومكافحة الإرهاب ومشاكل المفقودين في مناطق النزاع، علاوة على اهتمامها بالقضايا الدولية في أفريقيا وآسيا.
علاقات البلدين
● كيف تنظرون إلى العلاقة بين فرنسا والكويت؟
ــــ العلاقة الثنائية لا تزال ممتازة، فهناك تعاون مشترك وجيد في العديد من المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية. وقد شهد هذا العام زيارتين مهمتين أساسيتين، إحداهما كانت زيارة النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح في نهاية أبريل الماضي، حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتناولا العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، ومنها مشروع تطوير شمال الكويت، وكذلك الأوضاع في اليمن وسوريا. ولقد تزامنت هذه الزيارة مع زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرارد لارشير للكويت في نهاية ابريل ايضا وأوائل مايو، بدعوة من نظيره رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وكانت زيارة مثمرة للغاية، تضمنت مناقشات جوهرية حول دور البرلمان في تعزيز السلام والاستقرار.
وأسفرت هذه الزيارة عن تعاون برلماني نشط في المستقبل، وهذا الأمر يعتبر خطوة جيدة.
تعاون تجاري
● وماذا عن التعاون التجاري بين الجانبين؟
ــــ العلاقة التجارية تسير في الاتجاه الصحيح، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي تقريبا مليار يورو، وكانت هذه المرة الأولى، وهي علامة جيدة. هناك العديد من الشركات الفرنسية تتطلع الى تقديم وطرح عطاءات ومناقصات في الكويت، بعضها يربح والبعض الآخر يخسر، ولكنها في النهاية تعد منافسة طبيعية.
● كم عدد التأشيرات التي أُصدرت خلال هذا العام؟
ــــ نصدر أكثر من 50 ألف تأشيرة في السنة تقريبا، منها تأشيرات طويلة المدى قد تصل الى أربع أو خمس سنوات، وهناك العديد من الكويتيين الذين يزورون فرنسا.
تسهيل التأشيرات
● هل هناك تسهيلات للحصول على التأشيرات الدراسية أو العلاجية؟
ــــ اعتقد أن فرنسا تسهل تأشيرات الدخول للمواطنين الكويتيين، فهناك عدد قليل جدا من الطلبات التي تُرفض. فيما يتعلق بالتأشيرات الدراسية، للأسف لقد شهدت انخفاضا مقارنة بالأعوام الماضية، وذلك لأن مؤسسات التعليم الكويتية قد غيرت منذ سنوات قليلة المعايير التي تختار بها الجامعات الدولية المعترف بها في كل مكان في العالم، من أجل ابتعاث بعض الطلاب الكويتيين للدراسة هناك. وهذه المعايير التي جرى اختيارها لا تتناسب مع مؤسسات التعليم العالي الفرنسية، وبالتالي انخفض إقبال الطلاب الكويتيين على الجامعات الفرنسية، وانخفض ايضا عدد الكويتيين الذين اتجهوا للدراسة هناك بشكل كبير.
ونحن نعمل بالتعاون مع وزير التعليم العالي، ولجنة الاعتماد الأكاديمي، للحصول على قائمة جديدة بالجامعات الفرنسية التي سيجري ابتعاث الطلاب الكويتيين إليها. وبخصوص التأشيرات العلاجية، فلدينا عدد كبير من الكويتيين، الذين يتوجهون إلى بلادنا لتلقي العلاج، ولقد قمنا بتغيير تشريعاتنا وقوانيننا خلال الشهر الماضي حتى نسمح لحالات العلاج بالخارج بالبقاء لفترة أطول هناك إذا لزم الأمر ولتيسير أمورهم.
سياسة بيئية
● في ضوء التوسع في سياستها البيئية والحد من تلوث البيئة، حولت السفارة الفرنسية في بيروت مبناها إلى اللون الأخضر «مبنى صديق للبيئة»، كما أن سيارات أعضاء البعثة الدبلوماسية تعمل بالطاقة الكهربائية، متى يمكننا أن نرى ذلك هنا في الكويت؟
ــــ تقدم وزارة الخارجية الفرنسية جائزة خاصة لتشجيع السفارات والقنصليات والمراكز الثقافية في جميع أنحاء العالم على التخضير وتوفير المزيد من الطاقة، ونحن سنتقدم لها العام المقبل. تعاون بيئي تطرقت ماسدبوي إلى مشروع معالجة النفايات البلدية الصلبة، الذي سيجري تنفيذه بمشاركة إحدى الشركات الفرنسية لتحويلها إلى طاقة، مضيفة: «لا نعلم ما اذا كانت ستنجح هذه المناقصة أم لا، وفرنسا قدمت عرضا مبتكرا من الناحية التكنولوجية، لذلك نتطلع إلى قرار إيجابي من قبل الحكومة الكويتية، وخصوصا في هذا المشروع».
اهتمام كويتي
أشادت السفيرة الفرنسية لدى البلاد، ماري ماسدبوي، باهتمام الكويت بالقضايا البيئية لتحقيق التنمية المستدامة، وهو اهتمام عالمي مشترك، مثنية على الجهود المبذولة من قبل المدير العام للهيئة العام للبيئة الشيخ عبدالله الحمود وفريقه في مختلف مجالات البيئة.
اللجنة المشتركة
كشفت السفيرة الفرنسية أن اجتماعات اللجنة الفرنسية ــ الكويتية المشتركة تنعقد على أساس منتظم، حيث انعقد الاجتماع الأخير في فرنسا في مارس الماضي من العام الجاري، وسينعقد الاجتماع المقبل في الكويت العام القادم. السفيرة الفرنسية ماري ماسدوبوي.