#النخبة| “المحلب والزباد والرازقي ودهن الورد”.. طيوب استخدمها الكويتيون قديما
قال الكويتيون في السابق (فلان كسرة بخور) كناية عن المدح فيه كما يقول الضيف أو الزائر (ما عقب العود قعود) كاستئذان من المضيف بإنهاء زيارته وغيرها من عبارات المدح والترحاب وإكرام الضيف التي ارتبطت ولا تزال بتعلق وشغف أهل الكويت بالطيب والبخور.
وجاء في كتاب (البيت الكويتي القديم) الصادر من مركز البحوث والدراسات الكويتية وأعده الباحثان في التراث محمد الخرس ومريم العقروقة أن البخور أو العود من أنواع الأخشاب المعطرة ذات رائحة طيبة اعتاد أهل الكويت سابقا على استعماله في العديد من المناسبات والأفراح وكنوع من إكرام الضيف ولتعطير الملابس وغرف المنازل والديوانيات، بحسب وكالة الأنباء الكويتية “كونا”.
وأوضح الباحثان أن الكويتيين اعتادوا منذ القدم تبخير البيت الجديد عند السكن فيه للمرة الأولى ورش حجر المنزل بماء الورد تيمنا بالخير ودفعا للشر.
وأضافا أن الملابس كانت تبخر قديما في البيت بوضعها فوق منصة خشبية خاصة تسمى (المبخرة) ويوضع المبخر تحتها وتسدل فوقها الثياب المراد تعطيرها فتصبغ بالثياب رائحة البخور العطرة.
وذكرا أن من أدوات الزينة قديما التي كانت تستخدمها النسوة خصوصا (الحناء) وهي ورق أشجار خشبها صلب وجذورها حمراء وأزهارها عطرية تستعمل في صناعة العطور أما الأوراق فتحوي مادة صبغية يخضب بها الشعر واليدين والقدمين كما تستعمل أيضا علاجا لتشققات جلد الأطراف ولضربات الشمس للرجال والنساء على حد سواء.
وبينا أن النساء كن يعجن مسحوق الحناء بالماء وبعضهن كن يخلطنه مع عصير الليمون أو غيرها من السوائل كل بحسب استعمالاته سواء كانت لصبغ الشعر أو نقش اليدين والرجلين.
وقال الباحثان إن نقش الحناء على أيادي النساء والفتيات اتخذ أشكالا ومسميات من البيئة المحيطة مثل نقشة (السعفة) و(الفرارة) و(الجوامع) و(الطيور) و(القصعة) كما كان يحدد يوم قبل يوم زفاف العروس يسمى (التحني) تقوم فيه النساء بتخضيب يدي العروس ورجليها بالحناء وسط مراسم الغناء والفرح.
أما دهن العود وهو الطيب الذي يتعطر به الرجال والنساء فأوضح الباحثان أنه زيت عطري يستقطر من خشب العود وخصص استعماله سابقا للشعر أكثر من تطييب أي جزء من الجسم كما أنه من المكونات الأساسية التي اعتمد عليها الكويتيون قديما لإعداد خلطات الطيب.
وأضافا أن الكويتيين قديما حرصوا على إبعاد دهن الورد عن الشعر كي لا يظهر الشيب أو يكثر وكان يستعمل من الرجال أكثر من النساء وأشهر أنواعه الورد الطائفي والاسطنبولي والمستورد من الهند.
وتابعا أن الكويتيين استخدموا قديما لتعطير الشعر (دهن الروس) وهو زيت معطر يستورد من الهند بعبوات زجاجية ذات علامة تجارية مميزة استعمله بعض الرجال والأغلبية من النساء كما استخدمت المرأة الكويتية (الرازقي) وهو طيب محبب لها عبارة عن زيت عطري يستخرج من زهر الياسمين.
ولفت الباحثان أيضا إلى (الرشوش) الذي تخلل به المرأة شعرها بعد تمشيطه وهو خلطة عطرية خاصة بالشعر تتكون من مسحوق حبوب المحلب والزعفران تعجن بماء الورد أو الماء.
وأفادا بأن المرأة الكويتية استعملت أيضا (الزباد) وهو مادة عطرية قوامها مثل الزبدة ممزوجة بدهن العود لتعطير الشعر وتقويته وإضفاء الحيوية واللمعان عليه وكان يستعمل أيضا لتعطير آذان المواليد ودهن رؤوسهم به بعد الحلاقة لتغذية بصيلات الشعر وتقويتها.
وقال الباحثان إن من الخلطات التي استخدمتها المرأة الكويتية قديما لتقوية الشعر واضفاء الحيوية واللمعان (زبدة الرأس) وهي خليط من زبدة البقر والقليل من ماء الورد وبعض حبات الهيل ومقدار ملعقة كبيرة من الحبة السوداء.
وذكرا أن المرأة الكويتية استخدمت قديما (المحلب) وهو عبارة عن حبوب بحجم ولون حبة القمح وعند طحنها تنبعث منها رائحة عطرية توضع على الشعر لتعطيره وتقويته أو يستعمل مسحوقها ممزوجا مع (الرشوش).
وأشارا إلى أن المرأة الكويتية حرصت في الماضي أيضا على استعمال (المجموعة) وهي خلطة عطرية تتكون من عدة أنواع من الطيب تتكون من دهن العود ودهن الورد والعنبر السائل مضافا إليه بعض من مسحوق المسك الأسود.
وأفاد الباحثان بأن ماء الورد – وهو ماء معطر بأريج الورد – كان يوضع قديما في قمقم خاص يسمى (المرش) ويستخدم لتعطير الأجسام والثياب والغرف كما استخدمته المرأة عطرا لها بعد اضافة المسك ودهن العود إلى جانب أن دهن الورد كان ولا يزال يضاف الى بعض الأطباق الكويتية مثل المجبوس والبرياني وبعض أنواع الحلوى.
وأشارا إلى أن نبات (المشموم) كانت له قيمة عند النساء قديما إذ كانت هذه النبتة العطرية تزرع قرب البيوت ثم كانت بعض النسوة تتولى قطافه وجمعه في (زبيل) -سلة مصنوعة من سعف النخيل- ثم بيعه للنساء في البيوت واستخدم للشعر أو يوضع تحت الوسائد لإضفاء رائحة جميلة على الفراش.
وتطرق الباحثان إلى (الوسمة) وهي نبات عشبي يخلط مسحوقه مع الحناء وتصبغ به المرأة شعرها ويديها فيكسبها اللون الأسود أما (القطنة الحمراء) وهي قطنة مصبوغة باللون الأحمر فكانت المرأة تستخدمها لتصبغ وجنتيها وشفتيها بعد ترطيبها بقليل من الماء.
وأشارا إلى أن المرأة استخدمت قديما (الديرم) وهو لحاء بعض الأشجار مثل العندم والسنط والجوز إذ كان يستخدم لتنظيف الأسنان وتبييضها وإكساب اللثة والشفتين لونا أحمر قانئا.