#النخبة| الاتحاد الأوروبي: الكويت صوت الحكمة وقوة للسلام في المنطقة
اشادت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيدريكا موغيريني اليوم السبت بالكويت باعتبارها “صوت الحكمة وقوة للسلام” في هذه الاوقات الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وقالت موغيريني في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) قبل زيارتها للكويت لافتتاح مقر بعثة الاتحاد الاوروبي لدى الكويت يوم غد الاحد ان افتتاح مقر البعثة في الكويت دليل على مدى قرب الجانبين ورغبة الاتحاد الاوروبي بتعزيز العلاقات مع الكويت بشكل اكبر كجزء من مشاركتنا في المنطقة.
واضافت “لقد اضطلعت الكويت بدور الوسيط وبناء السلام وهذا يتطلب الكثير من الشجاعة” مثمنة دور الكويت البناء داخل مجلس التعاون الخليجي من خلال وساطتها المستمرة على اعلى مستوى لحل الازمة الخليجية وجهودها المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن والتزامها بالتعددية كعضو غير دائم في مجلس الامن التابع للامم المتحدة للفترة 2018 – 2019.
واشارت موغيريني الى عمل الاتحاد الاوروبي جنبا الى جنب مع الكويت منذ اندلاع الحرب في اليمن والازمة الخليج فضلا عن مشاركتهما في رئاسة المؤتمر الدولي لاعادة اعمار العراق ومساهمتهما في انقاذ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (اونروا) من أزمتها المالية.
واوضحت ان الاتحاد الاوروبي والكويت كانا ولا يزالان من بين اقوى المؤيدين للاجئين السوريين في الأردن ولبنان والاطفال في اليمن.
وقالت موغيريني “قبل ثلاث سنوات وقعنا مع الكويت على اتفاق لترتيب التعاون بين خدماتنا الخارجية والآن من خلال تأسيس وجود دبلوماسي كامل في الكويت فإننا نفتح صفحة جديدة في شراكتنا والهدف من ذلك هو مواصلة تعزيز حوارنا السياسي وكذلك تعاوننا الاقتصادي ولا سيما لدعم رؤية (كويت جديدة 2035)”.
واضافت “يركز تعاوننا بالفعل على الطاقة والتجارة والاستثمار والامن ومكافحة الارهاب ونعمل على توسيع نطاق حوارنا ليشمل مجالات اخرى لا سيما التعليم والبحث والابتكار”.
وبينت موغيريني ان الوفد الاوروبي سيسعى ايضا الى بناء جسور بين المجتمع الكويتي والمواطنين الأوروبيين.
ولفتت موغيريني الى ان هذا الوفد يعتبر الثالث للاتحاد الاوروبي في دول مجلس التعاون الخليجي فهناك وفدان في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
واكد ان هذه الوفود دليل على اهتمام الاتحاد الاوروبي بمنطقة الشرق الاوسط والخليج فضلا عن السلام والامن والتنمية البشرية في هذا الجزء من العالم قائلة “من ضرورة الاستثمار في العلاقات بين الجانبين واستكشاف كل فرصة للتعاون عندما تتلاقى مصالحنا وقيمنا”.
وبالإشارة الى العلاقات بين الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي قالت موغيريني ان الشراكة بين الكتلتين هي واحدة من اقدم الشراكات في المنطقة وان التعاون مستمر كلما امكن ذلك رغم التوترات داخل المجلس.
وقالت “نعتقد ان التعاون الإقليمي ضروري لمنع التصعيدات الجديدة ومعالجة الخلافات بطريقة سلمية .. لقد تعلمنا ذلك عبر عقود من التعاون الاوروبي الذي انهى قرون من الحروب في قارتنا”.
واضافت موغيريني “الاستقطاب الناشئ عن الانقسامات داخل دول مجلس التعاون الخليجي يؤثر سلبا على الوضع في المنطقة وخارجها ولهذا السبب نواصل دعم الحلول المتفاوض عليها في الخليج”.
واوضحت انه بمجرد ان بدأت الكويت وساطتها لحل الازمة الخليجية كان الاتحاد الاوروبي داعما لها من اجل اتاحة المجال للوفاق الاقليمي.
واشارت الى زيارتها للكويت في صيف عام 2017 للقاء سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لبحث سبل دعم مساعي الكويت لحل الازمة الخليجية مؤكدة ان الاتحاد الاوروبي سيواصل دعم الكويت كوسيط وصوت للحكمة في المنطقة.
وحول العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والدول العربية قالت موغيريني ان “الاوروبيين والعرب اكثر من مجرد جيران فنحن نشترك في الكثير من التاريخ والثقافة ولقد ربط البحر الابيض المتوسط دائما بين شعوبنا وكل ما يحدث في العالم العربي له تأثير على أوروبا والعكس”.
واضافت ان “الاتحاد الأوروبي هو من بين كبار المستثمرين في العالم العربي ونحن شريكهم التجاري الرئيسي وشبابنا يتقاسمون الطموحات ذاتها كتوفير وظائف افضل وايجاد مكانهم في المجتمع”.
واعربت موغيريني عن اعتقادها الدائم بأن التعاون الأوروبي – العربي يعد مفتاحا لمواجهة التحديات المشتركة ومعالجة الازمات في المنطقة بشكل أفضل وخلق فرص للنمو البشري للشعبين الاوروبي والعربي.
وقالت ان المواجهة بين القوى في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا يمكن أن تجلب عنفا ومعاناة جديدة للمنطقة وقد تؤدي التوترات المتصاعدة في الخليج الى سباق تسلح جديد .. المواجهة بين القوى الاقليمية تنتشر ومن الضروري ان نستثمر كل طاقاتنا في منع التصعيد الجديد وتحقيق السلام.
واضافت موغيريني انه “من اجل القيام بذلك تحتاج أوروبا الى مزيد من الانخراط مع العالم العربي وهذا ما حاولنا القيام به خلال هذه السنوات اذ لم يستثمر بأي شخص بقدر ما قمنا به لمعالجة حالات الطوارئ الانسانية في منطقة الشرقة الاوسط من سوريا الى اليمن فضلا عن دعمنا لمحادثات السلام التي تقودها الامم المتحدة في جميع انحاء المنطقة.
واشارت الى ان الاتحاد الاوروبي قد رافق تونس في انتقالها الى الديمقراطية واستضاف ثلاثة مؤتمرات سورية وأنشأ اللجنة الرباعية من اجل ليبيا وولم يتردد بدعم حل الدولتين لفلسطين وإسرائيل.
وذكرت موغيريني انه في هذا العام عقدت اول قمة على الاطلاق بين الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية موضحة ان المنطقة العربية كانت هي الوحيدة التي لم يسبق للاتحاد الأوروبي عقد قمة معها وكانت هذه مفارقة هائلة.
وشددت على ضرورة تعاون الاتحاد الاوروبي والعالم العربي لمعالجة ازمات العصر وتحقيق تطلعات مواطنيهم قائلة “يجب ان يكون هذا هو المسار الطبيعي للشراكة وانا سعيد لأننا وجدنا في الكويت مثل هذا الشريك والصديق المقرب”.