على مر مئات من العقود أثارت قضايا السحر والشعوذة اهتمام الكثير من الأشخاص، رغم ذكره في القرآن الكريم، بعدد من الآيات، فقال عز وجل في كتابه العزيز “هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ” (الأنبياء)، وفي قوله “يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ” (البقرة)، ليكن فاعله من أهل “الموبقات السبع”، وله أشد العذاب بالدنيا والآخرة.
سحر على “عضمة الكتف” يؤمن به الجزارين فيتخلصون منها ويرفضه الدين
تعددت بوابات المعرفة على أعمال السحر والسحرة من خلال الكتب، والقصص التاريخية، وغيرها من الوسائل الأخرى، والتي مازالت مستمرة غم التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي الحالي، لتجتاح العديد من وسائل مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت بمثابة معرضًا للكثير من القصص والروايات التي يرويها رواد الـ”سوشيال ميديا”.
السحر على عظام كتف الأضاحي
وتداول مؤخرًا عدد من الأشخاص على إحدى صفحات موقع “فيسبوك”، عدد من الصور التي تضمنت وجود بعض من الطلاسم على إحدى عظام الأضاحي، التي تعرف بـ”عضمة الكتف”، أشار البعض إلى أن هناك عدد من الجزارين الذين يتخلصوا منها فور الانتهاء من عملية الذبح، لأنها بمثابة وسيلة قوية لكتابة طلاسم السحر والشعوذة عليها.
آراء بعض الجزارين
وتأكيدًا على تلك المعلومة، تواصلت “الوطن” مع إبراهيم سعده، جزار، توارث المهنة من آبائه وأجداده، وقال إنه يتخلص من هذه العظمة بالفعل، لأنه علم منذ عمله بالجزارة أنها تعتبر وسيلة لكتابة أعمال السحر عليها، متابعا: “أنا كبرت ولقيت أبويا وجدي بيرموها وعرفت منهم إن في ناس بتاخدها تعمل عليها أعمال سحر عشان تأذي غيرها، وأنا اتربيت على كده، واتعودت اتخلص منها”.
صلاح إسماعيل، جزار، يعلم تلك المعلومة منذ عمله بالجزارة، لكنه لا يؤمن بصحتها: “بسمع إن في جزارين غيري بيرموها بس أنا عمري ما عملت كده لأن السحر ممكن يتعمل على أي حاجة مش شرط العضمة دي”.
رأي الدين
وللدين رأي مختلف، أحمد مدكور شيخ أزهري، قال إنه لا يوجد أي أساس من الصحة لتلك المعلومة، مؤكدًا أن للساحر عدد من الوسائل المختلفة لكتابة الطلاسم، ولا تتوقف على هذه “العظمة” بشكل خاص: “مفيش حاجة في الدين بتقول كده والساحر ليه طرق كتيرة يكتب عليها الأعمال بتاعته، وكل دي خرافات مش أكتر”.
